قال موقع "Shephard" المتخصص بقضايا الدفاع والأمن إن إغلاق مضيق البوسفور والدردنيل أمام السفن العسكرية الروسية "يشكّل مشكلة لوجستية لروسيا في سوريا".
ووفقاً لاتفاقية "مونترو"، أعلنت تركيا، في 28 من شباط الماضي، أنها أغلقت مضيق البوسفور والدردنيل أمام السفن العسكرية خلال الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
وقالت الحكومة التركية إنها اتخذت قراراها "لتجنب مزيد من التصعيد في البحر الأسود"، في حين لم تعترض روسيا على القرار التركي بعد أن رفضت أنقرة مرور السفن الحربية الروسية بعد أيام قليلة من إعلان إغلاق المضائق.
وفي تقرير له، قال الموقع الدفاعي إنه "تم تحليل العواقب المحتملة لإغلاق المضائق من قبل المحللين والمعلقين على المدى القصير، حيث كان من المتوقع في ذلك الوقت أن المقاومة الأوكرانية لن تستمر لفترة طويلة".
وأشار إلى أن "الحرب التي شنها بوتين على أوكرانيا دخلت الآن أسبوعها السادس، ما يجعل من الضروري النظر في تأثير إغلاق المضائق أمام السفن الروسية للمدى الطويل من حيث اللوجستيات التي تؤثر على وجود روسيا في سوريا".
وأوضح التقرير أن "قاعدة طرطوس البحرية، باعتبارها البوابة الوحيدة لروسيا على شرق البحر المتوسط، تعتبر السمة الأبرز للنفوذ الخارجي الروسي وهيمنتها في الصراع السوري"، مؤكدة على أن "الحفاظ على السلسلة اللوجستية لهذا الميناء له أهمية قصوى لتلبية الاحتياجات الحيوية للقوات المتمركزة في المنطقة".
وأضاف أنه "حتى بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط الماضي، استخدمت موسكو سفن الإنزال لتلبية متطلباتها في سوريا بطريقة أو بأخرى"، مشيرا إلى أنه "لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت ستستطيع روسيا الحفاظ على سلسلة اللوجستيات والتوريدات عن طريق إرسال الأصول نفسها من أسطول الشمال أو أسطول البلطيق".
وذكر التقرير أنه لم يتم نشر أي سفن إنزال أو سفن لوجستية روسية جديدة خلال الأسابيع الأخيرة في سوريا، لافتاً إلى أنه "من الواضح أن أجراس الإنذار ستدق لإمداد القوات الروسية في سوريا إذا استمرت الحرب لفترة أطول من المتوقع".
حملة روسيا في سوريا تعتمد جزئياً على المضائق التركية
ونقل موقع "Shephard" عن المحلل البحري التركي، يوروك إيشيك قوله إن "روسيا تستخدم سفن الإنزال كسفن تجديد في قاعدتها البحرية في طرطوس على الساحل السوري"، مشيراً إلى أن "لوجستيات الحملة الروسية على سوريا تعتمد جزئياً على الشحنات عبر المضائق التركية".
وأكد إيشيك على أن "إغلاق الطريق البحري المؤدي إلى البحر الأسود سيجعل تناوب القوات أكثر صعوبة، وسينهي اعتماد روسيا على سلاحها الجوي الذي استخدم بالفعل إلى أقصى حدوده خلال الحرب في أوكرانيا".
وشدد على أن "روسيا ستعتمد على تسلل المعدات والأفراد العسكريين عبر المضائق التركية على متن الشحن التجاري"، مؤكداً على أنه "في المستقبل القريب ستحاول القوات الروسية ووزارة الدفاع الروسية استخدام السفن التجارية المدنية لنقل الشحنات العسكرية إلى سوريا للالتفاف على إغلاق المضائق أمام السفن العسكرية".
وأشار المحلل البحري إلى أن "عملية بوتين الفاشلة في أوكرانيا خفضت الروح المعنوية لقواته، وكشفت الضعف اللوجستي لروسيا"، مؤكداً على أن "الحملة الروسية في سوريا لن تتمتع بحصانة من هذا الوضع، وستواجه أياماً صعبة مع أوجه قصور لوجستية تنتظر الوجود الروسي في سوريا".