icon
التغطية الحية

الحذاء الأجنبي بـ1.5 مليون.. ازدياد ظاهرة سرقة الأحذية من المساجد في دمشق

2024.09.09 | 16:50 دمشق

سرقة أحذية
صورة تعبيرية (إنترنت)
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

بات الذهاب إلى المسجد في دمشق لحضور خطبة وأداء صلاة يوم الجمعة، يحتاج بعض الاحتياطات في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها سوريا، فإمّا أن تجلب معك كيساً لتضع حذاءك فيه وتصطحبه إلى جانبك، أو أن تذهب إلى المسجد مرتدياً أرخص وأقدم "شحاطة" لديك في المنزل، بحيث لا تثير بها رغبة البعض في السرقة.

يتربّص لصوص الأحذية الذين باتوا كثيرين، بالمصلين يوم الجمعة وخاصةً ممن يرتدون أحذية رياضية باهظة الثمن أو جيدة يمكن بيعها في ظل ارتفاع أسعار الأحذية، حيث يؤكّد مصلون لـ موقع تلفزيون سوريا أنّ "سرقات الأحذية من المساجد ازدادت مؤخراً".

وأضافوا أنّ هناك نوعان من السرقات، النوع الأول خاص بسرقة الأحذية الجيدة التي يمكن بيعها وغالباً يُسرق أكثر من حذاء في وقت واحد عبر شبكة لصوص، وهنا يُترك الضحايا من دون أحذية ويعودون حفاة إلى منازلهم.

والنوع الثاني يكون عبر استبدال أحد المصلين أو شخص من خارج المسجد حذاءه القديم بحذاء جيد على مقاس قدمه لعدم قدرته على شراء حذاء جديد، وحينها يترك حذاءه القديم للضحية بدلاً من الذي سرقه.

وغالباً ما تُباع الأحذية المسروقة -وفق المصادر- في سوق "الحرمية" بشارع الثورة وسط العاصمة دمشق، أو في بسطات سوق البالة أو على الإنترنت بعد تنظيفها.

ظاهرة سرقة الأحذية من المساجد

ظاهرة سرقة الأحذية من المساجد ليست جديدة، لكن أحد أئمة المساجد في حي ركن الدين بدمشق أكّد لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّها "ظاهرة باتت منتشرة جداً ومؤرقة وبحاجة ضرورية للحل".

وأضاف الإمام أنّ "السرقات لا تتم فقط أيام الجمعة، بل في أثناء الدروس أو الصلوات الأخرى ضمن الأيام العادية، لكن في أيام الجمعة تكون الأحذية أكثر تنوّعاً وبأعداد كبيرة، لذلك تكون السرقات أكثر وينشط اللصوص"، لافتاً إلى أنه طالب المصلين بتمويل تركيب كاميرات للمسجد حتى تكون رادعاً للصوص.

ويشير أشخاص تعرّضوا للسرقات، إلى أنّ هذه الواقعات غير محصورة بمساجد دون غيرها، فقد يتنقل اللصوص بين حي وآخر ومنطقة وأخرى، حيث تنشط السرقات أكثر في مساجد المناطق الغنيّة مثل المالكي أو المزة، فقد تكون سرقة حذاء من هناك تعادل سرقة 4 أحذية من مسجد في منطقة شعبية أو أكثر.

أسعار الأحذية الأجنبية

تبدأ أسعار الأحذية الرياضية الأجنبية المهرّبة وغيرها من 600 ألف ليرة سورية وتتجاوز الـ1.5 مليون ليرة (100 دولار) في الأسواق، بينما يبدأ سعر الحذاء الرياضي محلي الصنع من 150 ألف ليرة للنوعية ذات الجودة المتدنية وتبدأ من 250 ألف ليرة للجودة المتوسطة و350 ألف ليرة للجيدة، ووصل سعر الشحاطة المهربة إلى 450 ألف ليرة، والمحلية الجيدة تبدأ من 80 ألف ليرة.

يطالب الإمام من المصلين بشكل عام، عدم الذهاب إلى المسجد بالأحذية مرتفعة الثمن، وأن يصلّوا في المساجد قرب مكان سكنهم كي لا يعودوا حفاة في حال تعرضوا للسرقة، حيث يمكن لأي شخص أن يجلب لهم حذاءً خلال دقائق إن وقعت حادثة السرقة.

ويشدّد على ضرورة اصطحاب أكياس للأحذية في حال كانوا مرتدين ملابس للخروج في زيارة أو ما شابه بعد الصلاة، لكنه في ذات الوقت يؤكّد على ضرورة أن توجه وزارة الأوقاف في حكومة النظام السوري، كل المساجد بتركيب كاميرات فيها للحد من ظاهرة السرقة، وهذا الحل الأمثل.

وحول حلول مثل وضع خزن للأحذية مع مفاتيح وأقفال كما هو الحال في بعض المساجد، أشار إلى أن هذا الحل غير مجدي فمهما كان عدد الخزن لن تكون كافية أيام الجمعة لجميع المصلين، إضافةً إلى أن المفاتيح والأقفال تتعرض للكسر والخلع والسرقة أيضاً.

وبحسب إمام المسجد، فإن السرقات ضمن المساجد لا تقتصر على الأحذية، بل هناك لصوص يستغلون الاكتظاظ في أثناء الخروج من صلاة الجمعة، ويسرقون الهواتف النقالة أو المحافظ، لذلك ينصح بوضع كل الأغراض من حقيبة يد تبقى بيد المصلي، مشيراً إلى حدوث العديد من السرقات من هذا النوع في أيام الجمعة وعيدي الفطر والأضحى.