يتجه الجيش الإسرائيلي لخيار التوغل البري في قطاع غزة، حيث أرسل تحذيراً بضرورة توجه السكان من شمالي القطاع إلى جنوبيه.
وعلم موقع "تلفزيون سوريا" من مصادر أمنية أن التقديرات تشير إلى اتخاذ الإسرائيليين قراراً بشن عملية عسكرية، ولذلك لم تبد تل أبيب تفاعلاً مع جهود الوساطة الإقليمية لخفض التصعيد.
خياريان على الطاولة
أفادت المصادر الأمنية أن الجيش الإسرائيلي يدرك صعوبة حسم المعركة والقضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية، وهذا ما دفعه إلى طرح خيارين على الطاولة، سيجري العمل على تطبيق واحد منهما.
الخيار الأول يتمثل في السيطرة على مناطق واسعة من شمالي القطاع، ودفع الفصائل والسكان إلى القسم الجنوبي، ومن ثم فتح المجال أمام الوساطات الإقليمية لنقاش مصير ما تبقى من غزة وإتاحة المجال أمام تقديم الخدمات له مقابل ضمانات بعدم استخدام السلاح مجدداً ضد إسرائيل.
الخيار الثاني هو استكمال السيطرة على قطاع غزة في حال كانت الظروف العسكرية مواتية، ثم الانسحاب تدريجياً منه بموجب تفاهمات إقليمية يتم من خلالها تحديد الآلية التي يتم فيها إدارة القطاع.
تباين الرؤى بين إسرائيل وأميركا
أظهرت الأيام الماضية تبايناً بالرؤى بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، على الرغم من كل الدعم العسكري والدبلوماسي الذي قدمته الأخيرة.
وبحسب ما علمه موقع "تلفزيون سوريا" من مصادر مطلعة، فإن تل أبيب تدفع باتجاه توسيع رقعة الضربة العسكرية لتشمل "حزب الله" جنوبي لبنان والأراضي السورية، لكن واشنطن تدعم فكرة حصر العمليات في قطاع غزة، وعدم امتدادها إلى ساحات أخرى.
وبحسب المصادر، أرسلت إيران خلال الأيام الماضية رسائل غير مباشرة إلى الجانب الأميركي، أظهرت فيها عدم رغبتها بالدخول طرفاً في المعركة، وبالمقابل كان الحرص الأميركي واضحاً في عدم الضغط على إيران، ونفي مشاركتها في العملية التي نفذتها حركة "حماس".
ولا تفضل إيران إشعال كامل جبهات المواجهة لتستمر في الحفاظ على ورقة ضغط مهمة، يمكن لها استخدامها في حال تعرضت مصالحها المباشرة للخطر، مثل استهداف الأراضي الإيرانية مثلاً.
من جهة أخرى، لا يبدو النظام السوري هو الآخر متحمساً لإقحام الأراضي السورية في عملية الضغط على إسرائيل، على الرغم من انتشار مجموعات تتبع للفصائل الفلسطينية و"حزب الله" جنوبي سوريا خلال الأيام الماضية، نظراً للحسابات الخاصة لدى النظام، والمتعلقة بتخوفه من فقدان انفتاح بعض الدول عليه التي لديها علاقات جيدة مع إسرائيل.
ومن المرجح أن تعمل إسرائيل خلال الفترة المقبلة على مفاقمة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة من خلال القصف المكثف، بهدف تصعيد الضغط على فصائل المقاومة والأطراف الإقليمية المتضررة مثل مصر والأردن، بهدف دفعهم للتوافق معها على مقاربة تضمن من خلالها تل أبيب إنهاء التهديدات القادمة من غزة، لكن تمرير الخطط الإسرائيلية لن يكون سهلاً وقد تدخل بالفعل في حرب استنزاف طويلة.