انتشرت في الآونة الأخيرة بمناطق سيطرة النظام السوري ظاهرة إعادة تدوير المواد الغذائية وطرحها للاستهلاك في الأسواق، ويدخل في تصنيع هذه المواد التي تلقى رواجاً سلع تالفة أو منتهية الصلاحية، وذلك بالتزامن مع تزايد عجز القدرة الشرائية للمواطنين، ورزوح أكثر من 90 في المئة منهم تحت خط الفقر.
وتفيض الأسواق السورية بأنواع مختلفة من هذه المواد المريبة، كالبسكويت أو الحلويات أو ما يصنع من زوائد ورواسب الألبان والأجبان كأقراص (الشنكليش)، وربما المواد الفاسدة أو ما يصنَّع من بقايا اللحوم كـ(الكباب والنقانق والهمبرغر).
تحذيرات من تناول الأطعمة المعاد تصنيعها
أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي، عبد الرزاق حبزة، قال لصحيفة تشرين التابعة للنظام السوري، إن جميع المواد المحضرة مسبقاً من لحوم وأجبان مفرومة والتي يقال لها (الجبنة الناعمة) وكذلك المواد المطحونة بكل أنواعها، قابلة للغش بشكل كبير وتوجد صعوبة في كشفها إلا من خلال التحليل الكيميائي أو الكشف الحسي من تغير طعمها ورائحتها، سواء كانت فاسدة أم لا.
وأشار إلى بعض الأنواع الغذائية التي تغش بأساليب متنوعة كمادة الزعتر وبهاراتها والسماق المغشوش بمادة النخالة، متابعاً أن الأخطر من ذلك حشوات (الكروسان) التي ضُبِط منها بعض الأنواع المتعفنة والموجود فيها ديدان بأحد معامل الحلويات في سوق (باب سريجة)، إضافة إلى مادة (الشنكليش) التي قد تكون مكوناتها فاسدة ومجمعة من ألبان وأجبان مضاف إليها البهارات والفليفلة الحمراء والزعتر، فيصعب كشف التلاعب والغش فيها، عدا التطور الكيميائي في موضوع الروائح الذي يكسب الأغذية نكهات شبيهة بالنكهة الطبيعية.
ودعا حبزة من باب الاحتياط، للابتعاد عن تلك المواد، حتى وإن كانت صالحة كاللحوم المطحونة، والممنوع وجودها في المحال بأكثر من كيلوغرامين مع إتلاف بقية الكميات إن وجدت، إضافة إلى أن (الجبنة الناعمة) ممنوعة قولاً واحداً كما ذكر.
كيف غيّرت الأزمة الاقتصادية عادات السوريين الغذائية؟
منذ اشتداد الأزمة الاقتصادية، مطلع عام 2020، وتفاقم الأسعار بحجّة "العقوبات الاقتصادية" بدأت معظم المواد الغذائية تنسحب "تكتيكياً" من موائد السوريين؛ بدءاً بالمواد الحيوانية مروراً بالخضراوات والفواكه وليس انتهاءً بالمواد المستوردة.
الأمر الذي دفع السوريين إلى استهلاك مواد غير صحية لم تكن معروفة في السابق كـ"النتر" وهو العظم المفتت (المجروم) والمخلوط مع الدهن والجلد وعادة يطلق عليه أصحاب بعض الملحمات "زبالة اللحم"، أو منتجات أشباه الألبان والأجبان التي يدخل في صناعتها الزيوت النباتية غير المهدرجة والنشاء وبودرة الحليب ومنكهات غذائية ومواد أخرى.