البث المباشر
أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري قراراً بعدم مخالفة المنتجات الغذائية التي يدخل في مكوناتها الزيوت المهدرجة (الشوكولاتة والبسكويت)، حتى وإن لم تذكر أي نسبة للدهون المتحولة فيها، سواء في جدول القيمة الغذائية أو ضمن المكونات، وذلك حتى نهاية عام 2025 كمهلة نهائية لاستخدام المطبوعات المتوفرة لدى مصنّعي المنتجات الحاوية على الدهون.
وتعليقاً على هذا القرار، قال الخبير الاقتصادي، عامر شهدا، لموقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري، إنه قبل سنوات منع استخدام الزيوت المهدرجة في المواد الغذائية.
ربح التجار أهم من حياة الأطفال
وتساءل: "كيف يصدر قرار باستخدامه وذكر في نص القرار أن إعطاء مهلة لصناعيي (الشوكولا والبسكويت) لنهاية عام 2025 كمهلة نهائية لاستخدام المطبوعات المتوفرة لدى مصنّعي المنتجات الحاوية على الدهون وكأن الأوراق لها مدة زمنية وتصبح غير صالحة وهي أهم من صحة الأطفال".
وأضاف أن جميع دول العالم منعت استخدام الزيوت المهدرجة لخطرها على صحة الإنسان، فعلى سبيل المثال أصيب 5 أطفال بالسرطان نتيجة استهلاك الشوكولا، فكم هي كلفة علاجه؟
وأوضح أن مخاطر القرار مرتفعة على صحة الإنسان والأطفال بشكل خاص، وبالتالي كان يجب على الوزارة إقامة حملة لمقاطعة المنتجات التي تدخل بها الزيوت المهدرجة، معتبراً أن صدور هذا القرار جاء تلبية لرغبة الصناعيين وتحقيقهم أرباح على حساب صحة الأطفال.
وأشار إلى أنه كان بإمكان الصناعيين تعديل المطبوعات الموجودة لديهم فهذه الحجة غير مبررة لهذا القرار، موضحاً أنه لا يوجد صناعي سيكون اليوم طبع مغلفات للشوكولا لغاية عام 2025 بسبب تراجع الاستهلاك نتيجة ارتفاع الأسعار وبالتالي إن قام بالطباعة فهو سيكون خاسر.
ولفت شهدا إلى أنه ما الضمان أن الصناعي لا يستخدم مواد منتهية الصلاحية ودهونا مهدرجة تؤدي إلى الأمراض حيث وضع بند ضمن القرار بعدم سحب عينات من المواد الأولية المتوفرة في المصانع والاكتفاء بمراقبة المنتج النهائي في حال الاشتباه به مع ضرورة ذكر سبب الاشتباه وظروف أخذ العينات.
مشكلات صحية خطيرة تسببها الزيوت المهدرجة
بدورها، بينت اختصاصية التغذية، نور الصبان، أن الزيوت المهدرجة تتعرض لعملية تكرير وعمليات كيميائية، ما يؤدي إلى تشكيل أحماض دهنية تعد مضرة لجسم الإنسان، ومثالاً على ذلك (زيت النخيل – زيت الصويا).
وأوضحت أن استخدام الزيوت المهدرجة بكميات قليلة غير ضار ولكن استهلاكها بنسب كبيرة تؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول الضار في الجسم، إضافة إلى زيادة الوزن والبدانة وارتفاع منسوب السكر في الدم، ما يسبب خطر الإصابة بالأمراض القلبية والسكتات الدماغية والجلطات ومن الممكن أن يصاب الإنسان بالسرطان.
وتابعت أن استخدام الزيوت المهدرجة يسبب نقص في النمو لدى الأطفال، ويؤثر على الجهاز المناعي، إضافة إلى نقص في الفيتامينات.
ولفتت إلى أنه يجب أن لا تتجاوز نسبة استخدام الزيوت المهدرجة في الشوكولا والبسكويت 5 في المئة، لكن لا توجد شركة تطبق هذه النسب وإن تم تطبيق النسب فهم يستعيضون عنها باستخدام بدائل لإعطاء طعمة جيدة مثل إضافات كميات كبيرة من السكر مقابل تخفيض كمية الدهون.
ما قصة المطبوعات؟
من جانبه، بيّن نائب رئيس القطاع الغذائي بغرفة صناعة دمشق وريفها، ورئيس لجنة الشوكولا والبسكويت، حسام مكي، أن هذا القرار هو تمديد السماح باستخدام المطبوعات الموجودة لدى المصانع بحسب بطاقة البيان القديمة لنهاية العام 2025.
وأضاف أنه بحسب الموافقة الجديدة التي طُلبت من صناعيي (الشوكولا والبسكويت)، فيجب أن يكون هناك شرح في بطاقة البيان عن أنواع الزيوت المستخدمة ضمن المنتج، بينما سابقاً وفي الموافقة القديمة كانت بطاقة البيان تقتصر على إن كان الزيت نباتيا أو حيوانيا.
ورأى أن استخدم الصناعي زبدة الكاكاو سعرها مرتفع وهذا حتماً سينعكس على سعر المنتج وليس لدى المستهلك القدرة الشرائية لشرائه فلهذا السبب يتم استخدام بدائل عنها مثل زيت النخيل ضمن النسب المحددة.
ويعاني المواطنون في مناطق سيطرة النظام السوري مِن تفشّي الفساد والغش في شتّى القطاعات وخاصة بما يخص المواد الغذائية، وذلك بسبب غياب الرقابة عن الأسواق.
