دعا نائب وزير الخارجية في حكومة النظام السوري بشار الجعفري "المغتربين" السوريين إلى تنظيم عملهم في البلدان التي يقيمون فيها، منتقداً الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع النظام وأغلقت سفاراته وقنصلياته فيها.
وذكرت وكالة إعلام النظام "سانا"، أن الجعفري أكد خلال استقباله وفداً من المغتربين أمس الأحد، أهميةَ دور "المغتربين" في توضيح الصورة الحقيقية لما وصفها "الحرب على سوريا" في الدول التي يعيشون فيها بكل الطرق والسبل.
وشدد على "تنظيم عمل المغتربين في جمعيات أو روابط اغترابية توحد جهودهم"، بهدف التأثير على سلطات البلدان التي يعيشون فيها.
وزعم الجعفري أن العقوبات الدولية على نظام الأسد "ولا سيما على العمل القنصلي في السفارات كإغلاق بعض السفارات السورية والقنصليات الفخرية في العديد من البلدان وإغلاق الحسابات المصرفية لبعض السفارات السورية في الخارج" كان لها الأثر السلبي المباشر على تردي الوضع الاقتصادي، واصفاً تلك العقوبات بـ "القسرية والأحادية الجانب واللاشرعية".
بدوره، استعرض الوفد الصعوبات التي تواجه العمل القنصلي "ويعاني منها المغتربون السوريون في إنجاز المعاملات القنصلية في السفارات والقنصليات السورية في الخارج والحلول المقترحة" وفق ما نقلت وكالة إعلام النظام.
ازدحام في قنصلية النظام السوري بإسطنبول
ويوم الجمعة الفائت، أوقفت قنصلية النظام في إسطنبول تقديم خدماتها للمراجعين بسبب تعطّل نظام حجز المواعيد على موقعها الرسمي، وتأجيل معاملاتها إلى اليوم الإثنين قبل أن تعلن أمس الأحد عن إطلاق آلية جديدة للحجز عبر منصة الـ واتساب.
وأدّى الازدحام الشديد على باب القنصلية، الناتج عن تعطل نظام الحجز، إلى حدوث مناوشات بين المراجعين وموظفي الأمن بعد تعرضهم للضرب على يد الأخيرين، ما دفع بقوات مكافحة الشغب التركية إلى التدخل وفض الحشود.
يشار إلى أن نظام الحجز المعطّل، كان يدار عبر شبكة واسعة من السماسرة المتعاونين مع موظفين من داخل القنصلية، وذلك لقاء دفع مبالغ ترهق كاهل المهجّرين المقيمين في تركيا.
تهجير أكثر من 13 مليون سوري!
وأوضح تقرير أعدته دائرة الهجرة الدنماركية تحت عنوان "العودة إلى سوريا"، ونُشر في مطلع حزيران الجاري، أن عدد المهجّرين الفارين من آلة حرب النظام السوري إلى خارج البلاد أو نزحوا في الداخل، بلغ أكثر من 13 مليون شخص. منهم أكثر من 5.7 ملايين لاجئ سوري في البلدان المجاورة، و6.9 ملايين نازح داخلياً.
وسجلت المفوضية عودة ما يقرب من 450،000 نازح داخلياً في عام 2020 إلى مناطق النظام، إلا أن قسماً منهم عاد إلى مناطق شمال غربي سوريا الخارجة عن سيطرة النظام بعد وقف إطلاق النار في إدلب، في آذار 2020 بين روسيا وتركيا. ففي عام 2021 سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عودة 320،000 نازح مجدداً إلى الشمال الغربي.
وأشار التقرير إلى أنه خلال النصف الثاني من عام 2021، تسببت الأعمال العدائية في حدوث عمليات نزوح جديدة على طول الخطوط الأمامية في شمال وجنوب سوريا.