icon
التغطية الحية

"الثورة وغزة توءم العزة".. معرض فني لتحفيز الوعي الطلابي في شمال غربي سوريا |صور

2024.08.26 | 07:46 دمشق

آخر تحديث: 26.08.2024 | 19:10 دمشق

543333333333
معرض فني لتحفيز الوعي الطلابي في شمال غربي سوريا
إدلب ـ عدنان الإمام
+A
حجم الخط
-A

نظم تلاميذ مدرسة نهضة الشام في بلدة أطمة شمالي إدلب في شمال غربي سوريا، يومي السبت والأحد، معرضاً فنياً متميزاً للأعمال اليدوية تحت عنوان "الثورة وغزة توءم العزة".

وجاء هذا المعرض ليكون نافذة على معاناة الشعوب التي تعيش تحت وطأة الحروب والنزاعات، مركِّزاً على واقعين متشابكين: الحصار الذي يعانيه أهل غزة والآلام التي تكبدها الشعب السوري بعد قمع النظام السوري للسوريين المشاركين بالثورة السورية.

رسالة المعرض وأهدافه

في إطار شرح أهداف هذا المعرض، تحدث المشرف الإداري للمدرسة، فادي نزهت، لموقع تلفزيون سوريا عن الرسالة الإنسانية العميقة التي يحملها المعرض، مبيناً أنه ليس مجرد تجمع فني لعرض مهارات التلاميذ، بل هو أيضاً وسيلة للتضامن مع أهالي غزة الذين يعانون تحت الحصار والاعتداءات المستمرة.

كما يُعتبر المعرض منصة لتعريف الطلاب بالواقع الأليم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، وتعزيز وعيهم بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

المعرض لم يقتصر فقط على تسليط الضوء على معاناة أهل غزة، بل اتخذ من الأعمال الفنية وسيلة لتعريف الطلاب أيضاً بما جرى في سوريا على مدار السنوات الماضية حيث يُركز المعرض على توثيق جرائم النظام السوري بحق المدنيين وأثر تلك الجرائم على نسيج المجتمع السوري من تهجير قسري ودمار هائل، وبذلك يُعزز "المعرض"من إدراك التلاميذ للحقائق المريرة التي شكلت حياتهم وحياة أسرهم، ويُبقيهم على وعي بما يحدث في وطنهم.

إبداع التلاميذ وتحقيق الأهداف الفنية والتعليمية

وتميز المعرض بإبداع التلاميذ الذين تمكنوا من تحويل أفكارهم إلى أعمال فنية ملموسة، باستخدام مواد بسيطة مثل القطع الحجرية والفلين، ووضع رسومات معبرة داخل زجاجات. 

هذه الأعمال لم تكن مجرد تعبير عن الفن، بل كانت وسيلة لربط الطلاب بأحداث الحاضر، وجعلهم جزءاً من حوار واسع حول القضايا التي تؤثر على حياتهم اليومية.

ومن بين التلاميذ المشاركين، برزت الطالبة آلاء حاج محمد، التي تحدثت عن تجربتها في المشاركة بصنع المجسمات لموقع "تلفزيون سوريا"، حيث قالت إنهم قاموا هي وزميلاتها بصنع هذه المجسمات للتعبير عن تضامنهم مع أهل غزة ورصد المعاناة التي مروا بها من قصف وتهجير كما أشارت إلى أنهم ربطوا بين جرائم النظام السوري والاعتداءات الإسرائيلية، حيث صممت مجسماً لمستشفى الشفاء في غزة وأضافت له مؤثرات صوتية واقعية وصوراً للدبابات الإسرائيلية التي حاصرت المستشفى. وأعربت في ختام حديثها عن أملها في النصر لثورتهم ولأهلهم في غزة.

من جانبها، تحدثت الطالبة سوسن الحمادي من "مدرسة شام" عن مشاركتها في المعرض وأوضحت لموقع "تلفزيون سوريا" أنها صممت لوحة تعبر عن التهجير في غزة باستخدام حجر الفسيفساء بالتعاون مع زميلاتها.

كما عبَّرت سوسن عن حزنها العميق على الأطفال في غزة وما يمرون به من قتل ونزوح، وتمنت لهم السلامة والنصر، وأن يتمكنوا من متابعة تعليمهم في ظل الأمن والأمان.

إقبال واسع

وشهد المعرض إقبالاً كبيرًا من الزوار، حيث تمكن التلاميذ من صنع مجسمات واقعية تجسد التحديات اليومية التي يواجهها المدنيون، بدءاً من القصف والقتل وصولاً إلى التهجير وإغلاق الحدود وقد تم إجراء مقارنة بين جرائم الاحتلال الإسرائيلي عند قصف مستشفى الشفاء في غزة وجرائم النظام السوري عند تصفية المصابين في مستشفى الفاتح بكفر بطنا بريف دمشق.

إلى جانب اللوحات، كان هناك قسم خاص بالروبوتات وفن الفسيفساء، حيث أظهر التلاميذ مهاراتهم في تصميم مجسمات وأعمال فسيفسائية تعبر عن الواقع في غزة و لم يكن الهدف من هذه الأعمال فنياً فقط، بل كان يسعى أيضاً إلى تعزيز قدرات الطلاب الإبداعية والتقنية، وتوجيههم نحو التفكير النقدي والابتكار.

 معرض "الثورة وغزة توءم العزة" لم يكن مجرد فعالية مدرسية عابرة وفق القائمين عليه بل كان تجربة تعليمية متكاملة جمعت بين الفن والوعي السياسي والاجتماعي من خلال الأعمال اليدوية والمجسمات واللوحات، نجح تلاميذ مدرسة نهضة الشام في نقل رسالة قوية مفادها أن الفن يمكن أن يكون وسيلة فعالة للتضامن والتعبير عن قضايا الأمة كما أكد المعرض على أهمية التعليم في تعزيز وعي الأجيال الناشئة بالقضايا الكبرى التي تؤثر على حياتهم، وتحفيزهم على التفكير النقدي والمساهمة في بناء مستقبل أفضل.