ملخص:
- سوريا تحتل المركز الثاني في آسيا والثامن عالمياً بمعدلات الجريمة.
- 221 ضحية جرائم منذ بداية العام، بينهم أطفال ونساء وشباب.
- العنف الأسري يشكّل مصدر قلق متزايد في المجتمع السوري.
- انتشار المخدرات والتفكك الأسري عبر وسائل التواصل أسهما في ارتفاع الجرائم.
احتلت سوريا المركز الثامن عالمياً في معدلات الجريمة، والثاني في آسيا بعد أفغانستان، بحسب تقرير صادر عن موقع "نمبيو" المختص بمراقبة مؤشرات الجرائم وجودة الحياة حول العالم.
وتباينت أسباب الجريمة بين الفترة التي سبقت الحرب والفترة التي تلتها، ووفقا للتقرير، ارتفعت معدلات الجريمة في سوريا بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، نتيجة للظروف الأمنية المتدهورة وضعف الأجهزة القانونية لدى سلطات الأمر الواقع، ما جعل سوريا ضمن الدول ذات معدلات الجريمة العالية.
عنف أسري وأرقام مقلقة
منذ بداية العام الجاري، بلغ عدد ضحايا الجرائم 221 شخصاً، بينهم 11 طفلًا و41 امرأة و168 شاباً، فيا عبّر السوريون -وفق التقرير- عن قلقهم المتزايد إزاء الجرائم الناجمة عن العنف الأسري.
ويشرح الاختصاصي النفسي هاني الجبيلي لـ"العربي الجديد"، أنّ الحل للحد من جرائم العنف الأسري يبدأ بتطبيق القوانين الرادعة، ثم بإنشاء مؤسسات قانونية مستقلة لتقديم الدعم المجاني لضحايا الاستغلال والعنف، مع توفير أماكن للإيواء وحماية المتضررين.
وأشار "الجبيلي" إلى أنّ الجرائم المرتبطة بالعنف الأسري كانت في السابق تقتصر غالباً على "جرائم الشرف"، أما بعد الحرب، فقد تنوّعت الأسباب، من بينها تدهور الوضع الاقتصادي ودخول المرأة سوق العمل، ما زاد من حالات الابتزاز والعنف الأسري.
دور المخدرات ووسائل التواصل
وأضاف "الجبيلي" أن انتشار المخدرات بين الجنسين أصبح دافعاً رئيسياً لارتكاب العديد من الجرائم، كما أنّ الاستخدام الخاطئ للهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي أسهم في تفاقم التفكك الأسري وزيادة الجرائم.
وفي ما يتعلق بتوعية المجتمع، أوضح أن النجاح يعتمد على كيفية تنفيذ التوعية، مشيراً إلى الحاجة لإدخالها في المناهج التعليمية أو تنظيم حملات توعوية مكثفة.
بدوره، قال حبيب العبد الله -المنحدر من ريف السويداء- لـ"العربي الجديد"، أن "جريمة بشعة ووحشية شهدتها بلدة القريا في حزيران الماضي، وارتكبها شقيق الضحية، وبمشاركة والدته".
وأوضح قائلاً: "علمنا أن الشاب يزن البالغ 17 من العمر قتل شقيقته سيدرا، بعدما كبّلها وذبحها بوحشية أمام والدته في مزرعة قرب البلدة. ما حصل مرعب جداً، علماً أن لدى القتيلة طفلًا لا يتجاوز السنتين".
معدلات مرتفعة وفوضى سائدة
من جهتها، قالت الحقوقية السورية منتهى عبده، إن "معدلات الجريمة في مناطق شمال شرقي سوريا مرتفعة، لأنه لا قانون في المنطقة، ولا تستطيع الضابطة العدلية ولا القوى الأمنية إيجاد حلول للفوضى السائدة".
وتابعت: "معظم جرائم القتل في مناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) فردية بسبب قضايا مالية أو عائلية، وهي تحصل أحيانًا بين أخ وأخيه أو زوج وزوجته أو أولاد العم".
يشار إلى أنّه وفق إحصاءات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنّ معدل جرائم القتل في سوريا يبلغ 2 إلى 2.5 لكل 100 ألف نسمة.