ملخص:
- شهدت سوريا في يوم واحد خمس جرائم قتل أودت بحياة سبعة أشخاص، بينهم أطفال.
- تصاعدت جرائم القتل في سوريا نتيجة الانفلات الأمني وتفكك النسيج الاجتماعي وتفاقم الأوضاع الاقتصادية.
- تعكس هذه الجرائم حقيقة الوضع الأمني المتدهور في مختلف مناطق النفوذ.
شهدت سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية موجة من العنف المروعة، حيث وقعت خمس جرائم قتل أودت بحياة سبعة أشخاص، من بينهم أطفال، الأمر الذي يسلط الضوء على الوضع الأمني المتدهور في البلاد.
وتضمنت هذه الحوادث جريمة قتل في محافظة حمص أودت بحياة سيدتين من عائلة واحدة، وحادثة أخرى بريف إدلب إذ قُتل شاب لم يبلغ العشرين من عمره، وأخرى في الحسكة راح ضحيتها طفل، إضافة إلى مقتل شاب بريف حلب، وأب وطفلته في دير الزور.
شابة تقتل وتصيب 4 من أفراد عائلتها في حمص
أقدمت شابة على قتل والدتها وخالتها، وإصابة شقيقتها ونجل خالتها بجروح، بعد إطلاق النار عليهم عن طريق الخطأ في أثناء عبثها ببندقية حربية داخل مزرعة في بلدة زيدل شرقي مدينة حمص.
وأفادت الشابة "تواصيف . خ" أنها عثرت على بندقية كلاشينكوف مخبأة ضمن فراش في إحدى غرف المزرعة، فقامت بحملها وطلبت من أختها أن تصورها، وفي تلك الأثناء ضغطت على الزناد عن طريق الخطأ ولم تستطع السيطرة على البندقية لتقتل وتجرح 4 أشخاص.
وبعد حضور الشرطة إلى مكان وقوع الجريمة تم العثور على بندقية أخرى في غرفة الحارس إضافة إلى 84 حبة كبتاغون، وتمت مصادرتها، في حين لاذ الحارس بالفرار.
مقتل شاب وطفلته على يد والده في دير الزور
في جريمة مروعة شهدتها محافظة دير الزور شرقي سوريا، فقد الشاب محمد حامد العبد الرحمن اللاحج حياته مع طفلته "دموع"، وأصيبت زوجته بجروح، نتيجة تعرضهم لإطلاق نار على يد والده داخل منزلهم في بلدة أبو حمام.
وكان الشاب قد وصل إلى دير الزور قبل يومين فقط قادماً من السعودية بقصد زيارة عائلته، لتنتهي حياته على يد والده، دون معرفة أسباب ودوافع هذه الجريمة.
طفلان يقتلان ثالثاً في الحسكة
كذلك شهدت محافظة الحسكة جريمة مروعة، حيث أقدم طفلان على قتل ثالث يبلغ من العمر 11 عاماً، من خلال طعنه عدة طعنات بسكين في أنحاء متفرقة من جسده ما أدى إلى مقتله على الفور.
ووقعت هذه الجريمة في مخيم الطلائع الواقع شرقي مركز المدينة، ولم تُعرف الدوافع الحقيقية لها، غير أن مصادر محلية قالت إن السبب هو حدوث شجار بين الضحية وأحد الطفلين.
خلاف مالي يدفع شاباً لقتل ابن عمه في منبج شرقي حلب
أقدم شاب على قتل ابن عمه في منطقة منبج بريف حلب الشرقي، وذلك بسبب خلاف مالي على عائدات التهريب في المنطقة الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية - قسد" والمتاخمة لمناطق سيطرة الجيش الوطني السوري والنظام.
وبحسب مصادر محلية فإن الشاب عثمان الحمدي لقي مصرعه على يد ابن عمه "أحمد أبو رعد" بعد خلاف نشب بينهما على عائدات تهريب السيارات والبشر من مناطق سيطرة الجيش الوطني إلى بلدة عون الدادات التي ينحدران منها.
شاب يقتل آخر ويخفي جثته في إدلب
كغيرها من المناطق السورية، شهدت محافظة إدلب جريمة قتل راح ضحيتها شاب في السابعة عشرة من عمره، حيث قام شخص بقتله وإخفاء جثته في مغارة في الريف الشمالي.
وفي تفاصيل الجريمة، قام شاب ينحدر من بلدة إسقاط بقتل آخر ينحدر من بلدة كفرتخاريم، وإخفاء جثته في مغارة بالمنطقة، وبعد 12 ساعة أعلنت وزارة الداخلية في "حكومة الإنقاذ" إلقاء القبض على القاتل وانتشال الجثة وإرسالها إلى الطبابة الشرعية.
الجرائم في سوريا
شهدت سوريا في السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في جرائم القتل، والتي أصبحت أحد أبرز مظاهر الانفلات الأمني في البلاد. تنوعت هذه الجرائم بين الخلافات الشخصية، والاغتيالات السياسية، بالإضافة إلى عمليات القصف والعنف العشوائي التي تستهدف المدنيين.
وتعود أسباب انتشار جرائم القتل في سوريا إلى مجموعة من العوامل المعقدة والمتشابكة، يأتي في مقدمتها تفكك النسيج الاجتماعي وتفاقم الأوضاع الاقتصادية، مما دفع البعض إلى ارتكاب الجرائم كوسيلة للبقاء أو الانتقام، بالإضافة إلى انتشار السلاح بشكل كبير بين المدنيين والميليشيات التابعة للنظام، وهو ما أسهم في تصاعد معدلات الجريمة.
كما أن تدهور النظام القضائي والأمني في البلاد نتيجة للحرب جعل من الصعب السيطرة على الوضع الأمني وملاحقة المجرمين.
ويعتبر النظام السوري أحد الأطراف المتورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في تفاقم جرائم القتل، إذ تتورط قواته والميليشيات الموالية له في عمليات قتل واغتيال تستهدف المعارضين السياسيين والمدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته.
ولا يقتصر دور النظام على المشاركة المباشرة في الجرائم، بل يتعداه إلى تأثير سياساته على الوضع الأمني بشكل عام، فالفساد المستشري داخل الأجهزة الأمنية والقضائية، والتواطؤ مع الميليشيات، أدى إلى تقويض سلطة القانون وزيادة الشعور بالإفلات من العقاب بين مرتكبي الجرائم، وبشكل عام خلق هذا الوضع بيئة ملائمة لازدهار الجريمة والعنف في مختلف أنحاء البلاد.