أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مسؤولي البنتاغون بإجراء إصلاحات لتقليل عدد القتلى المدنيين من الضربات العسكرية بعد سقوط عدد من هؤلاء الضحايا في حوادث غير مبررة.
وأكد أوستن في مذكرة إلى القيادة العسكرية نشرت أمس الخميس أن حماية المدنيين "واجب استراتيجي وأخلاقي"، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف: "سنراجع طرق تقييمنا للحوادث التي قد تكون ألحقت أذى بمدنيين، وسنعترف بالأضرار التي لحقت بالمدنيين ونستخدم الدروس المستخلصة منها في التحضير للعمليات المستقبلية وتنفيذها".
وأمهل أوستن البنتاغون ثلاثة أشهر ليقدّم إليه خطة عمل لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين قدر الإمكان، ثم ثلاثة أشهر إضافية لتطوير تعليمات جديدة لمشغلي الطائرات دون طيار وتسلسل قيادتهم.
كما قرر إنشاء "مركز امتياز" لتطوير أدوات أفضل قادرة على الحد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون، وجمع كل الحوادث التي واجهتها مختلف قيادات الجيش الأميركي في العالم، في قاعدة بيانات واحدة بهدف استخلاص العبَر منها.
وتمت التوصية بهذه الإجراءات في تقرير صادر عن مركز الأبحاث "راند" بتكليف من البنتاغون بناءً على طلب الكونغرس.
وخلص هذا التقرير الذي قُدِّم في شباط 2021 إلى البنتاغون ونُشر الخميس، إلى أن القيادات المختلفة للجيش الأميركي لا تُشارك بشكل كافٍ الدروس المستخلصة من أخطائها وأن وزارة الدفاع الأميركية لا تعوّض أسر الضحايا بطريقة مناسبة.
وتأتي هذه الإصلاحات بعد نشر تحقيقات عدة في صحيفة نيويورك تايمز تظهر أن ضربات الطائرات المسيرة التي بات الجيش الأميركي يفضل اللجوء إليها منذ 2014 في حربه ضد الجماعات المتطرفة في أفغانستان والعراق وسوريا تسببت في سقوط آلاف الضحايا المدنيين، بينهم كثير من الأطفال.
كما اتهمت الصحيفة قوة أميركية خاصة تعمل في سوريا، أحياناً في سرية تامة، بقصف مجموعة من المدنيين ثلاث مرات في آذار 2019 بالقرب من الباغوز، آخر معقل لتنظيم "الدولة" في سوريا، ما أدى إلى مقتل 70 شخصاً بينهم نساء وأطفال.
وكان أحدث خطأ عسكري أميركي في سوريا وقع قي 3 من كانون الأول الماضي بمحافظة إدلب، عندما قصفت الطائرات الأميركية شخصاً راكباًدراجة نارية، على طريق أريحا - المسطومة جنوبي إدلب، ما أدى إلى مقتله، وإصابة 5 مدنيين من عائلة واحدة كانوا ضمن سيارة قرب موقع القصف.