حصل تلفزيون سوريا على تسجيل مصور حصري من داخل سيارة العائلة التي أصيبت بصاروخ للجيش الأميركي يوم الجمعة الفائت، حيث قُتل فيه قيادي من تنظيم حراس الدين، ويظهر فيه لحظة الانفجار وإصابة عائلة أحمد قسوم بالصاروخ.
ويظهر في الفيديو الذي كانت تصوره العائلة من داخل السيارة لحظات ما قبل الاستهداف، حيث كان رب الأسرة أحمد قسوم (53 عاماً) يشغل أغنية لأطفاله، لكنه تجاوز دراجة نارية قبل ثانية من وصول الصاروخ إلى الأرض، وكان المستهدف بالصاروخ يقود الدراجة، على طريق أريحا بالقرب من معسكر المسطومة.
وبعد الانفجار استمر الهاتف بالتصوير، ويسمع في التسجيل المصور صرخات الوالدة فاطمة قرقور (48 عاماً) والأبناء محمود قسوم (15 عاماً) وهبة قسوم (30 عاماً) وبتول قسوم (20 عاماً) ووليد قسوم (10 أعوام).
اعتراف أميركي باحتمالية وقوع إصابات في صفوف المدنيين
وبعد الغارة الأميركية بيوم، أعلن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، بيل أوربان، أن الجيش الأميركي شن غارة بطائرة مسيّرة على سوريا، استهدفت زعيماً ومخططاً بارزاً في تنظيم "القاعدة".
واعترف أوربان بأن "المراجعة الأولوية لهذه الضربة تشير إلى احتمالية وقوع إصابات في صفوف المدنيين".
واعتبر المسؤول الأميركي أن بلاده "تبغض الخسائر في أرواح الأبرياء وتتخذ جميع الإجراءات الممكنة لمنع حدوث ذلك"، مشيراً إلى أنه "سيتم فتح تحقيق كامل بما حدث وستنشر نتائجه في وقت لاحق".
وأمس الجمعة، أفاد مراسل "تلفزيون سوريا" أن شخصاً قتل وأصيب 5 مدنيين من عائلة واحدة، بينهم 3 نساء وطفل بجروح خفيفة، إثر استهداف طائرة من دون طيار دراجة نارية كانت بجانب سيارة من نوع "سنتافي" على طريق المسطومة ومدينة أريحا جنوبي إدلب.
وتنحدر عائلة القسوم من قرية كفربطيخ في ريف إدلب الشرقي، وكانت متجهة يوم الغارة الأميركية إلى مدينة عفرين حيث يقطنون حالياً بعد أن سيطرت قوات النظام على بلدتهم قبل عامين وهُجّروا منها.
إصابات بليغة
يظهر التسجيل المصور لحظات ما بعد الاستهداف كيف استطاعت العائلة الخروج من السيارة المدمرة، حيث استجاب الأب أحمد قسوم لصرخات ابنه الصغير بمساعدته لإخراجه من السيارة، ويظهر في التسجيل المصور الطفل وهو ينزف دماً من قدمه، بعدها تخرج الأم وهي تنزف من قدمها أيضاً.
— تلفزيون سوريا (@syr_television) December 5, 2021
وفي حين يستمر الهاتف المحمول بالتسجيل، يسمع صوت إحدى الفتيات وهي تطلب مساعدة أبيها وتقول "يا أبوي مشان الله ما عم حس بإيدي"، والأب يرد: "يا يامو دخيل الله".
وبعد دقيقتين بدأ الأهالي بالوصول إلى مكان الاستهداف لإسعاف العائلة التي لم يتوقف صراخها ألماً بسبب الإصابات.
واستمر الهاتف المحمول بالتسجيل لمدة 3 دقائق، وبعدها طلب الأب من زوجته إحضار الهاتف المحمول من داخل السيارة.
طفل في العناية المشددة
قال أحمد قسوم في لقاء مصور مع تلفزيون سوريا إنهم كانوا متجهين إلى مدينة عفرين وبعد خروجهم من مدينة أريحا تجاوز دراجة نارية، وعلى الفور استهدفتهم طائرة استطلاع، مؤكّداً أن زوجته وابنتيه أصبيوا بكسور وجروح، لكن ابنه محمود ما زال يرقد في العناية المشددة.
وأضاف: أخرجت الأولاد من السيارة والدمعة في عيني، ثم وصل الأهالي وأسعفونا".
ضحايا الغارات الأميركية ومطالب بالاعتراف والتعويض
كشف تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز قبل أسبوع أن الغارات الجوية الأميركية في آذار 2019 على آخر معقل لتنظيم الدولة في الباغور شرقي دير الزور، أسفرت عن مقتل 64 مدنياً على الأقل.
وعقب التحقيق أعلن البنتاغون عن بدء تحقيق رفيع المستوى سيستمر لمدة 90 يوماً لمراجعة الهجوم والتحقق مما إذا كان سيعتبر جريمة حرب.
وقال فضل عبد الغني، رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان: "لدينا تحفظات على تحقيقات التحالف، باعتبار أنهم اعترفوا بـ 30 % فقط من عدد الضحايا، ولم يتم تعويض أي منهم حتى الآن".
وأوضح أن "هناك 3037 مدنياً بينهم 924 طفلاً قتلوا دون مبرر على يد التحالف الأميركي في سوريا، بينهم 140 في إدلب، و 782 في حلب، و 1133 في الرقة، و 218 في الحسكة، و 626 في دير الزور ، و 133 في حمص".
وأضاف عبد الغني: "حتى الآن لا تعويضات للمدنيين أو المنازل التي هدمت أو المراكز الحيوية التي تم استهدافها، حيث تم استهداف 181 مركزاً حيوياً خلال عمليات التحالف الأميركي".
وطالب عبد الغني بتعويض الضحايا في أسرع وقت ممكن، من خلال لجنة محلية مستقلة، مشيراً إلى أن التأخير منذ 2014 وحتى اليوم "يقلل من قيمة التعويضات المادية والمعنوية".
— سوريا ستريم - Syriastream (@syriastream) December 5, 2021