البث المباشر
دفع الانقطاع المتواصل للكهرباء في حمص إلى انتشار ظاهرة بيع الأمبيرات بشكل واسع، وخاصة في الأسواق والمحال التجارية والمطاعم والكافيهات، قبل أن تتمدد لتشمل عدداً كبيراً من المناطق السكنية في المدينة، رغم نفي "الحكومة" منح تراخيص بيع الأمبيرات.
وبحسب صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، فقد أكد عدد من أصحاب المحال المشتركين بخدمة الأمبيرات بأنها توفر لهم خدمات كبيرة وتساعدهم في استمرار عملهم من دون تلف بضاعتهم.
ونقلت الصحيفة عن طبيب بيطري أن اشتراكه في الأمبيرات يساعده في الحفاظ على اللقاحات والأدوية البيطرية. وقال إنه "لولا وجود الكهرباء من الأمبيرات لكان التلف مصيراً حتمياً لتلك اللقاحات والأدوية البيطرية"، مطالباً بإيجاد حل لتنظيم عمل مولدات الأمبيرات بشكل قانوني لكونها تخدم أصحاب المحال التجارية، وخاصة محال الألبان والأجبان والمواد الغذائية واللحوم.
مواطن آخر أشار إلى أن اشتراكه بالأمبيرات أسهم في توفير الأجواء المناسبة لدراسة أولاده وتوفير الخدمات المنزلية الضرورية من غسيل وكوي وتبريد وإنارة، خصوصاً في ظل طول فترة التقنين وقصر مدة وصل التيار.
وطالب مشتركون آخرون بضرورة الترخيص لأصحاب المولدات وإلزامهم بتسعيرة موحدة منعاً لتحكمهم بالتسعير العشوائي حيث وصل سعر الكيلو واط الواحد إلى 14000 ليرة.
نفي ظاهرة بيع الأمبيرات
من جانبه، أكّد عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والكهرباء في حديث للصحيفة، أن هناك بلاغاً من "رئاسة مجلس الوزراء" بمنع بيع الأمبيرات، وقمع هذه الظاهرة.
وشدّد "العضو" على عدم إمكانية منح تراخيص لمزاولة هذا العمل، ونفى ما يشاع عن انتشار هذه الظاهرة. وقال: "حتى الآن لم تردنا أي شكوى بخصوص بيع الأمبيرات، وفي حال وجود شكوى فستتم معالجتها وفق الأنظمة والقوانين المرعية وإحالتها إلى الجهات المعنية لمعالجتها أصولاً"، على حد زعمه.
بائع أمبيرات: نستعين بشبكة الكهرباء "المقطوعة"!
بدوره، أكّد أحد أصحاب المولدات (بائع أمبيرات) في حديثه للصحيفة أنه يبيع الأمبيرات للمواطنين من دون أن يحصل على ترخيص من أي جهة كانت، وبأنه يشتري الوقود اللازم لعمل المولدة من السوق السوداء ويعتمد على أعمدة الكهرباء الموجودة في الحي، مشيراً إلى أنه يستخدم الخط البارد من الشبكة "لتخفيض التكاليف على المشتركين".
وأوضح أنه يمتلك منظومة متكاملة من قواطع وورشة صيانة، مؤكداً أن الضابطة العدلية في شركة كهرباء حمص زارت أحد الأحياء المشتركة في إحدى المرات، ولحظت الأمراس المعلقة على الأعمدة واستخدام الخط البارد من شبكة الكهرباء العامة، ولم تنظم ضبطاً أو تطالبه بإزالة المخالفة.
وقال صاحب المولّدة إن عدد المشتركين لديه تجاوز الـ500 مشترك، موزعين على عدة أحياء، وأنه يتقاضى ثمن الكيلو واط الواحد 14 ألف ليرة سورية، بحيث يجب على كل مشترك دفع ثمن 3 كيلو واط على الأقل أسبوعياً.
وبيّن أن استجرار المشتركين يتراوح ما بين 3 - 80 كيلو واط أسبوعياً، وبأن مولدته تعمل مدة 15 ساعة في اليوم على الأقل وهي تحتاج إلى 15 ليتراً من مادة المازوت في الساعة. ولذلك فهو يحتاج إلى قرابة 200 ليتر من مادة المازوت على الأقل يومياً، وفق ما نقل المصدر.
