icon
التغطية الحية

الانتحار في درعا.. دفن من دون كشف الطب الشرعي وفقدان الثقة بالأرقام الرسمية

2024.07.20 | 15:41 دمشق

آخر تحديث: 21.07.2024 | 08:13 دمشق

]درعا
منازل دمرها قصف النظام وروسيا في درعا البلد ـ AFP
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • ارتفاع ملحوظ في حالات الانتحار بمحافظة درعا خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
  • توثيق 7 حالات انتحار في 2022، و5 حالات في 2023، و4 حالات حتى منتصف تموز 2024.
  • الحالات تشمل مختلف الأعمار والجنسين، معظمها من الشباب واليافعين.
  • صعوبة توثيق جميع الحالات بسبب الحساسية الاجتماعية والدينية، وتفضيل الأهالي عدم الخوض في التفاصيل.
  • المحامي أحمد الزعبي يؤكد أن الأرقام الرسمية لا تعكس الواقع الحقيقي، مع دفن العديد من الحالات من دون مراجعة طبية أو قضائية.

سجلت محافظة درعا جنوبي سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في عدد حالات الانتحار خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مما يُثير قلقاً بشأن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة.

وفقاً للبيانات التي جمعتها شبكة "درعا 24"، تم توثيق 7 حالات انتحار خلال العام 2022، و5 حالات أخرى في العام 2023، إضافة إلى 4 حالات منذ بداية العام 2024 وحتى منتصف شهر تموز الجاري.

وشملت هذه الحالات مختلف الأعمار والجنسين، معظمهم من الشباب واليافعين، ولفتت الشبكة إلى صعوبة في توثيق جميع الحالات في المحافظة، بسبب الحساسية الاجتماعية والدينية لهذه القضية، إذ يفضل الأهالي عدم الخوض في تفاصيل الحوادث، بسبب اعتبارها ظاهرة اجتماعية دخيلة على المجتمع المحلي.

وأشارت الشبكة إلى 3 حالات انتحار متفرقة في مدينة الصنمين بالريف الشمالي، وحالة لطالب جامعي في بلدة معربة بالريف الشرقي، إضافة إلى حالة انتحار لشاب بتفجير قنبلة يدوية في بلدة الجيزة شرقي درعا.

لا ثقة بالأرقام الرسمية

وأكد المحامي أحمد الزعبي أن الأرقام المُسجَّلة عن حالات الانتحار لا تعكس الواقع الحقيقي، مشيراً إلى أن العديد من الحالات لا تصل إلى المشافي أو الأجهزة الأمنية، وتُدفَن من دون أي مراجعة طبية أو قضائية، خاصة في ظل ضعف أداء الجهات الحكومية.

وفي ظل هذه الزيادة الملحوظة، يتأكد وجود ضرر كبير لحق بالمنظومة الاجتماعية والثقافية في المحافظة، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لفهم الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة المقلقة والتصدي لها بشكل فعال.

وقال الزعبي في تصريح للشبكة: "لا أثق بالأرقام المُسجلة عن الانتحار، حيث يتم فقط تسجيل الحالات التي تصل إلى المشافي أو إلى الأمن الجنائي. قبل 2011 كانت الأرقام دقيقة بنسبة جيدة، أما الآن وبسبب ضعف أو انعدام سيطرة أجهزة الدولة، يتم الدفن من دون أي مراجعة للمشافي أو كشف من الطب الشرعي أو ملاحقة جنائية أو قضائية، حتى في حالات وجود ملابسات وشكوك حول الوفاة، مثل أن يكون المتوفى شاباً أو امرأة صغيرة في السن".

84 حالة انتحار في سوريا خلال نصف عام

وسبق أن قالت هيئة الطب الشرعي التابعة للنظام السوري إنها وثقت 84 حالة انتحار في سوريا خلال النصف الأول من العام الجاري (2024).

وبحسب رئيس الهيئة، الدكتور زاهر حجو، فإن عدد حالات الانتحار بين الذكور بلغ 72 حالة، في حين بلغت الحالات بين الإناث 12 حالة، وسجّلت محافظة ريف دمشق الرقم الأكبر بأعداد المنتحرين.

وأضاف "حجو" لموقع "أثر برس" المقرّب من النظام السوري، أن دمشق سجلت 14 حالة، منها 12 بين الذكور و2 بين الإناث، في حين وثقت الهيئة 19 حالة في ريف دمشق 16 من الذكور و3 من الإناث.

وشهدت درعا حالتين، في حين سجلت السويداء 7 حالات كلها من الذكور، وحمص 5 حالات أيضاً كلها من الذكور، أما في حماة فقد تم تسجيل 7 حالات انتحار، بينها 6 ذكور وأنثى واحدة، وفي حلب 9 حالات 5 للذكور و4 للإناث، وطرطوس 10 حالات 9 ذكور وأنثى واحدة، واللاذقية 10 حالات كلها من الذكور، والحسكة حالة واحدة من الذكور.

حالات الانتحار في سوريا

وثقت "الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا" 146 حالة انتحار، 99 منهم للذكور و47 للإناث، في المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام، ضمن الفترة الممتدة من بداية عام 2023 وحتى نهاية شهر تشرين الثاني من العام ذاته.

وتعود أسباب ارتفاع معدلات الانتحار في سوريا إلى الفقر والبطالة المتفشية، وانعدام الأمن، والصدمات النفسية الناجمة عن العنف والدمار الذي شهدته البلاد.

يضاف إلى ذلك انهيار الخدمات الصحية والاجتماعية، التي أدت إلى تفاقم المشكلات النفسية والاكتئاب لدى السوريين وصعوبة الحصول على الرعاية اللازمة.

وبالرغم من صعوبة الحصول على بيانات دقيقة في ظل الأوضاع المضطربة في البلاد، فإن التقديرات تشير إلى استمرار ارتفاع معدلات الانتحار في سوريا حتى الآن.