icon
التغطية الحية

الاعتداء الأكبر ضد السوريين في تركيا.. حرق وتكسير في قيصري بسبب مزاعم مغلوطة

2024.07.01 | 02:18 دمشق

3452345
أعمال شغب وإحراق ممتلكات للاجئين سوريين في ولاية قيصري - 30 حزيران 2024 (وسائل إعلام تركية)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

شهد السوريون في مدينة قيصري ليلة مرعبة بعد اندلاع أعمال شغب وسلسلة اعتداءات وتدمير وإحراق جماعية استهدفت ممتلكات للسوريين، في أكبر اعتداء جماعي عنصري ضد اللاجئين السوريين وممتلكاتهم في البلاد، وذلك على خلفية انتشار أخبار مغلوطة تتعلق باتهام شاب سوري بالتحرش بطفلة تركية.

وتمكنت قوات الأمن التي انتشرت بكثافة من إعادة الاستقرار للمدينة لكن بعد ساعات من الاعتداءات الجماعية التي أسفرت عن أضرار جسيمة بعشرات السيارات والمحال التجارية.

وأبلغ سوريون في المدينة تلفزيون سوريا أن الرعب يتملكهم خاصة بعد انتشار فيديوهات بمحاولة شبان غاضبون اقتحام منازل سوريين. وقال سوري في الحي الذي بدأت منه الاعتداءات وأعمال الشغب إنه شاهد سيارته من نافذة منزله تحترق أمام عينيه بالكامل، وهي كل ما يملك ليعيل أطفاله الأربعة.

وبدأت القصة عندما انتشر مقطع مصور لشاب قيل إنه سوري يتحرش بطفلة تركية في أحد المرافق العامة، مما أثار غضب الأهالي.

وعقب ذلك، أقدمت مجموعات من المواطنين الأتراك على الاعتداء على لاجئين سوريين، وإحراق ممتلكاتهم، وتدمير سياراتهم في الشوارع، مطلقين شعارات تطالب بترحيل جميع السوريين إلى بلادهم.

معلومات مغلوطة

وتبيّن لاحقاً أن الطفلة ليست من الجنسية التركية، بل من الجنسية السورية، وفقاً لما ذكرته ولاية قيصري وتقارير إخبارية، ومع ذلك، لم تتوقف أعمال العنف ضد السوريين في المدينة.

وبحسب صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي معنية بأخبار السوريين في ولاية قيصري، فإن الشاب المتهم مصاب باضطراب عقلي، وهو من أقارب وجيران الطفلة الطفلة، والحادثة وقعت في دورة مياه عامة بسوق السبت.

وقالت ولاية قيصري، في بيان، إنه "في 30 حزيران 2024، في منطقة دانشمنت غازي بولايتنا، أقدم شخص سوري على التحرش بطفلة سورية صغيرة. وجرى اعتقال المتهم من قبل وحدات الأمن لدينا، ووضعت الطفلة تحت الحماية من قبل الجهات المختصة".

وأضافت "نحن نتابع القضية بدقة، وندعو مواطنينا إلى التحلي بالهدوء وعدم الانخراط في أي تصرفات غير تلك التي تعلنها الجهات الرسمية. نشكر المواطنين على تفهمهم واحترامهم لهذه التعليمات".

وأظهرت صور وتسجيلات مرئية صباح اليوم حجم الدمار والأضرار التي لحقت بممتلكات السوريين في مدينة قيصري.

"سنفعل ما هو ضروري"

وقال قائد شرطة قيصري، أتانور أيدين، في تسجيل مصور، لسكان الحي الذي شهد أعمال شغب: "أعدكم بأنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات ضد المتهم، بما في ذلك ترحيله هو عائلته".

وطالب السكان بعودة المواطنين إلى منازلهم، مضيفاً: "سنفعل ما هو ضروري".

استغلال الحادثة للتحريض ضد اللاجئين

وفجرت حادثة قيصري موجة من التصريحات العنصرية ضد السوريين، حيث استغلت أطراف سياسية الحادثة للمطالبة بترحيل جميع اللاجئين إلى بلادهم، وتبرير أعمال العنف ضدهم.

طالب إسماعيل أوزدمير نائب زعيم حزب الحركة القومية التركية بترحيل السوريين، وقال في تغريدة على موقع (X): "نتوقع كحزب الحركة القومية أن يتم تأمين عودة كريمة لضيوفنا السوريين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن، من أجل سلامة وأمن تركيا".

وقال رئيس بلدية بولو، تانجو أوزجان، على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "لقد أدى النضال الذي أخوضه منذ سنوات إلى نتائج في بولو. ومع ذلك الإرادة التي تحكم بلادنا لم تتوقف عن إرسال اللاجئين إلي".

وأضاف: "اتهموني بالعنصرية، اتهموني بالفاشية! لكن لفترة طويلة، لم يرغب أحد في رؤية أنني وطني أحاول منع مثل هذه الأحداث".

وتابع:" لا بد من مناقشة هذا الموضوع على الفور، الحكومة المخطئة والمعارضة الصامتة يجب أن تتحدثا عن هذا الموضوع بلا تأخير!".

أما النائب عن حزب الشعب الجمهوري في قيصري، أشكين جينج، قد حضر موقع الحادث وقال: "أزمة الهجرة التي تتزايد يوماً بعد يوم هي نتيجة لسياسات الحكومة غير الاهتمامية وعدم إيجاد الحلول".

وأردف: "يجب على تركيا وضع سياسة هجرة تهتم بالسلام الاجتماعي على الفور".

في حين قال مرشح الرئاسة التركية السابق سنان أوغان، إن "الحادثة أظهرت مرة أخرى أن أحداثاً مماثلة يمكن أن تحدث في أي وقت في بلدنا حيث يوجد الكثير من اللاجئين".

وأشار إلى أن "إعادة ما يقرب من 900 ألف لاجئ منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمر مهم ولكنه غير كاف. ومن الضروري أن يتم توسيع نطاق عملية عمليات الترحيل وتسريعها".

بينما قال الكاتب والمحلل السياسي فاتح تيزجان: "يتم حرق جميع متاجر السوريين في قيصري. والسبب هو أن منحرفاً سورياً تحرش بطفلة سورية، لو ارتكب تركي هذا العار هل ستحرق جميع محال الأتراك؟".

وأوضح نائب رئيس الدعاية والإعلام في حزب العدالة والتنمية، إمره جميل آيفالي، "أن استهداف جميع اللاجئين السوريين والإشادة بأوميت أوزداغ على أساس حادث فردي هو أمر متهور".

 توقيف 67 شخصاً على خلفية الأحداث

أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، عن توقيف 67 شخصاً على خلفية الأحداث التي جرت ليلة يوم الأحد، حيث هاجم مواطنون أتراك محال وممتلكات السوريين في قيصري عقب ظهور ادعاءات باعتداء شاب سوري جنسياً على طفلة تركية في أحد أحياء المدينة.

وأوضح الوزير، يرلي كايا، في تغريدة على حسابه الرسمي، أن المشتبه به في عملية التحرش الجنسية هو مواطن سوري، وبأن الضحية المزعومة تحمل الجنسية السورية أيضاً، وهي من أقاربه: "مساء أمس، في منطقة إسكي شهير باغلاري في ميليك غازي، قيصري، قام شخص يحمل الجنسية السورية يدعى I.A. بالتحرش بفتاة سورية من أقاربه. وقد تم القبض عليه من قبل المواطنين في المنطقة وتسليمه لقوات الأمن. وتم فتح تحقيق فوري في الحادثة".

وأشارت الوزير في تغريدته على موقع (X) إلى أن "المواطنين تجمعوا في المنطقة بعد ذلك، وتصرفوا بطريقة غير لائقة بقيمنا الإنسانية، حيث قاموا بأعمال غير قانونية وألحقوا أضراراً بمنازل ومحلات وسيارات تعود لأشخاص يحملون الجنسية السورية".

وكشف الوزير عن أن قوات الأمن تدخلت في الأحداث، وأوقفت 67 شخصاً على صلة بالحادثة، حيث استطاعت من إيقاف الهجمات وتفريق التجمعات بعد الساعة الثانية من منتصف ليلة البارحة، فيما أكد على أن "تركيا دولة قانون. قوات أمننا تواصل مكافحة جميع الجرائم والمجرمين كما كانت تفعل دائماً. العدالة التركية النبيلة تمنح المجرمين العقوبات التي يستحقونها".

وتابع: "لا يمكن قبول أن يقوم مواطنونا بإلحاق الأذى بالممتلكات العامة والخاصة دون مراعاة النظام العام والأمن وحقوق الإنسان. ولا يمكننا السماح بعداء الأجانب الذي لا يوجد في عقيدتنا، ولا في قيمنا الحضارية، ولا في تاريخ أمتنا العظيمة".

اقرأ أيضاً.. وزير الداخلية التركي يعلن توقيف 67 شخصاً بعد أحداث قيصري ويندد بالكراهية

أردوغان يتهم المعارضة

ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالاعتداءات الجماعية على ممتلكات لاجئين سوريين في مدينة قيصري الليلة الفائتة، بعد ظهور ادعاءات مغلوطة بتعرض طفلة تركية للتحرش من قبل شاب سوري.

وقال أردوغان في اجتماع التشاور والتقييم لإدارات حزب العدالة والتنمية المحلي إن الوضع الذي نشأ في قيصري أمس جاء بسبب "الخطاب السام للمعارضة".

وأضاف: "لا يمكن قبول التخريب. اللجوء إلى خطاب الكراهية من أجل مكاسب سياسية هو ضعف. التمييز والتهميش وإثارة العداوة لن يكون لها مكان في سياسة حزب العدالة والتنمية. نحن نسعى لخدمة تركيا سواء كنا في السلطة أو في المعارضة".

وتابع: "لا يمكن تحقيق أي شيء من خلال تأجيج العداء للأجانب والكراهية تجاه اللاجئين. إشعال الشوارع بالتخريب أمر غير مقبول.. نرى أن العناصر الراديكالية داخل المعارضة تحاول إعادة تفعيل ممارسات تذكرنا بفترة 28 شباط. يجب عدم السماح بذلك".

وأشار أردوغان إلى أنه يتوقع "من الفاعلين العقلاء داخل المعارضة بذل الجهد لمنع إحياء الذكريات السيئة من تركيا القديمة".

اقرأ أيضاً.. أول تصريح على أحداث قيصري.. أردوغان يندد بالتخريب ويتهم المعارضة بالتأجيج

حملات أمنية وتصاعد الكراهية ضد السوريين

عاد ملف الوجود السوري في تركيا إلى الواجهة قبل أيام عندما أطلقت 41 منظمة مجتمع مدني في ولاية غازي عنتاب بياناً مشتركاً غير مسبوق، يحذّر من "غرق" الولاية تحت وطأة تدفق اللاجئين السوريين، لتبدأ إدارة الهجرة التركية حملة تفتيش واسعة في المدينة أسفرت عن احتجاز مئات السوريين بتهم مخالفة القوانين.

ثم كشف رئيس "حزب الشعب الجمهوري" التركي المعارض أوزغور أوزال، عن استعداده للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد "إذا لزم الأمر"، لمناقشة آلية إعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم.

وقال أوزال يوم الخميس الفائت في لقاء تلفزيوني: "التقينا بسفير الاتحاد الأوروبي بتركيا وأبلغناه بأن استقرار تركيا بجانبكم كمستودع للاجئين، لا يعدّ استقراراً حقيقياً. ولكي يتحقق ذلك الاستقرار، يجب أن يتم حل مشكلة اللاجئين في تركيا بشكل كامل".

وبعد تصريحات أوزال قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة الفائت: "لا يوجد سبب يمنع إقامة العلاقات الدبلوماسية. سنواصل تطوير العلاقات كما كنا نفعل في الماضي. ليس لدينا أي هدف أو نية للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لأن الشعب السوري هو مجتمع شقيق".

وأضاف: "أجرينا لقاءات مع السيد الأسد حتى على المستوى العائلي. ليس هناك ما يمنع من حدوث محادثات في المستقبل، فقد تحدث مرة أخرى".