وزعت لجنة المحروقات التابعة لـ "الإدارة الذاتية" 148 مليون لتر من مادة المازوت، على أهالي محافظة الرقة، في حين استثنت المخيمات العشوائية من المادة، ما ينذر بكارثة إنسانية قد يتعرض لها أهالي المخيمات هناك.
وأوضح مصدر محلي في الرقة لموقع تلفزيون سوريا أن "59 مخيماً في محافظة الرقة يضم نحو 14000 عائلة نازحة من معظم المحافظات السورية لم يوزع عليهم محروقات التدفئة حتى اللحظة على الرغم من حصول (672700) عائلة من سكان المدن والأرياف في شمال شرقي سوريا على الدفعة الاولى بواقع 200 لتر مازوت مدعوم بسعر 19700 ليرة سورية.
وبحسب المصدر يرى أهالي المخيمات العشوائية في الرقة أن ما يجري هو عقاب جماعي لا إنساني يستهدف النازحين في المخيمات العشوائية الذين يعتبرون الشريحة الأدنى مستوى في المعيشة في عموم المحافظة.
ويقول "سفيان التويمي" من نازحي ريف حماة الشرقي: "يعتبروننا من تنظيم الدولة أو خلايا للجيش الحر .. هذه هي نظرة حزب الـ "PKK" لنا.. فبينما يدعمون نازحي رأس العين وتل أبيض المقيمين ضمن مخيم عشوائي شمالي الرقة.. تراهم يحرموننا من محروقات الشتاء كما فعلوا في الشتاء الماضي بحجة عدم تنظيم بياناتنا..".
وأوضحت سلمى العوير من أهالي ريف تدمر شرقي حمص والمقيمة في مخيم العجاج غربي الرقة للموقع: "كل القرى المجاورة لنا استلمت مخصصات التدفئة باستثنائنا نحن.. رغم أن المجلس المحلي في بلدة الرشيد غربي الرقة سجل بياناتنا لديه بدقة ووعدنا بالاستلام منتصف تشرين الأول الماضي".
وأضافت "المصيبة أن "الإدارة الذاتية" لا تحرمنا فقط من مخصصات التدفئة المقدمة منها بل تتعداها إلى حجب مشاريع المنظمات عنا ما يجعل معاناتنا مستمرة".
وعلق فواز الجاسم من أهالي ريف مدينة سلمية شرقي حماة والمقيم في مخيم عشوائي قرب بلدة الكرامة شرقي الرقة: "تقدمنا بعشرات الشكاوى للجهات المختصة وردهم ما زال كما هو (لم تنتهِ الدراسة بعد).. سينتهي الشتاء قبل أن تنتهي الدراسة.. سنضطر لشراء المحروقات بسعر السوق السوداء 650 ليرة للتر الواحد.. في حين أن سعر اللتر المدعوم بـ 95 ليرة سورية.
وبلغت عائدات "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا من بيع مازوت التدفئة "المدعوم" وفق البطاقة الذكية أكثر من 25 مليار ليرة سورية، حيث تحصل العائلة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على 440 لتراً سنوياً بسعر 75 ليرة سورية للتر الواحد.
يذكر أن الإدارة الذاتية رفعت سعر لتر المازوت المدعوم الخاص للتدفئة، في تشرين الأول الماضي من 75 ليرة إلى 95 ليرة سورية، حيث شهدت محافظة الحسكة ارتفاعاً كبيراً في أسعار مادة المازوت حيث بلغ سعر اللتر الواحد غير المدعوم 710 ليرات بعد أن كان يباع بسعر يتراوح بين 100 و150 ليرة سورية، وذلك بسبب اتباع "الإدارة الذاتية" استراتيجية رفع أسعار المحروقات تدريجياً من دون إصدار قرار رسمي، تجنباً لأي غضب شعبي.