أعرب مسؤول في برنامج الأغذية العالمي عن قلقه بشأن الاستجابة الإنسانية في سوريا طويلة الأجل، مشيراً إلى أن الأزمة الاقتصادية في البلاد "تزداد سوءاً عاماً بعد عام".
وقال نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي، روس سميث، "نحن قلقون للغاية بشأن ما سيحدث عندما لا يعد الزلزال يتصدر الصفحات الأولى للأخبار، في حين يبقى مئات الآلاف من الناس بحاجة إلى الدعم"، مضيفاً أن الزلزال "يأتي على رأس أزمة غير مسبوقة في سوريا، حيث يعاني 12.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ويقف نحو ثلاثة ملايين آخرين على شفا هوة انعدام الأمن الغذائي".
وأوضح المسؤول الأممي أن "الأزمة الاقتصادية في البلاد تزداد سوءاً عاما بعد عام، حيث لا يكفي متوسط الراتب الشهري سوى لثلاثة أيام فقط من الأغذية، والتي شهدت ارتفاعاً في الأسعار بمقدار عشرة أضعاف خلال السنوات الثلاث الماضية".
ويقدّر برنامج الأغذية العالمي أن 800 ألف شخص نزحوا نتيجة كارثة الزلزال، وهم بحاجة إلى الإغاثة، حيث كان العديد منهم يتلقون مساعدات إنسانية بالفعل.
خيبة أمل
وأشار المسؤول الأممي إلى "استمرار وجود تحديات كبيرة على الأرض في المناطق المتضررة، حيث إن أماكن الإيواء المتاحة ليست مخصصة للدعم طويل الأمد، بالإضافة إلى خروج الأطفال من المدارس، إلى جانب مخاوف تتعلق بالحماية والصرف الصحي".
وأضاف "لا أستطيع أن أتحدث بما فيه الكفاية عن الفقر المدقع والحرمان في بعض هذه المناطق"، مشيراً إلى أنه "لا يزال لدينا أسر تنام في الشارع في البرد، حيث تنخفض درجات الحرارة ليلا إلى ما دون الصفر في أجزاء من شمال غربي سوريا".
وقال سميث إن برنامج الأغذية العالمي يستخدم نقطتي العبور الإضافيتين من تركيا إلى سوريا، اللتين تمت الموافقة عليهما، بالإضافة إلى معبر باب الهوى، معرباً عن "خيبة أمله لعدم وجود قوافل عبر خطوط النزاع إلى إدلب رغم أهميتها".
وأكد المسؤول الأممي أن البرنامج "مستعد للانتقال عبر خطوط النزاع من حلب، ومن المهم أن يواصل جميع الشركاء المؤثرين الضغط من أجل تحقيق ذلك".
خفض المساعدات إذا لم يزدد التمويل
وقال المسؤول الأممي إن "التحدي الأكبر الذي يواجه البرنامج ما زال يتمثل في التمويل"، مشيراً إلى أن البرنامج يحتاج إلى 450 مليون دولار أميركي للحفاظ على مساعداته الغذائية الطارئة حتى نهاية العام 2023، بما في ذلك للأسر المتضررة من الزلزال.
وشدد سميث على أنه "في حين أن النداء العاجل لسوريا قد حصل على تمويل أكثر من النداء الخاص في تركيا، فإن خطة الاستجابة الإنسانية للبلاد، والتي تبلغ أكثر من 4 مليارات دولار، لا تزال ممولة بنسبة أربعة في المئة فقط"، مضيفاً "نحن مستمرون في محاولة جمع الأموال وتسليط الضوء على الاحتياجات والأزمة في سوريا، وبالطبع، بدون التمويل، لا يمكننا تقديم الدعم للأشخاص المحتاجين".
وأكد نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي أن "التوقعات المبكرة تشير إلى أنه إذا لم يزدد التمويل في الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة، فسيتعين على برنامج الأغذية العالمي خفض المساعدات الغذائية بين 50 إلى 60 % من المستفيدين البالغ عددهم 5.5 ملايين شخص".