ملخص:
- الأمم المتحدة دعت المجتمع الدولي لزيادة دعم لبنان لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين، مع التأكيد على أهمية إيجاد حلول دائمة لهذه الأزمة.
- تصريحات الأمم المتحدة تزامنت مع إعلان خطتها لإعادة 30 ألف لاجئ سوري من لبنان "طوعاً"، رغم الانتهاكات المسجلة من قبل منظمات حقوقية بشأن أوضاع اللاجئين في سوريا.
- المفوضية أكدت استعدادها لدعم العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم، شرط أن تكون آمنة وكريمة، رغم التحديات والمخاطر المستمرة.
- التناقض ظهر في مطالبة الأمم المتحدة بدعم اللاجئين وحمايتهم في لبنان، في حين تخطط لإعادتهم إلى سوريا، ما يثير أسئلة حول سياستها.
- ضغوط دولية، قد تكون وراء التوجه لإعادة اللاجئين السوريين، فيما تواصل الأمم المتحدة مناقشاتها مع الحكومة اللبنانية حول تبادل البيانات المتعلقة باللاجئين.
حثّت مساعِدة المفوض السامي لشؤون الحماية في الأمم المتحدة، روفيندريني مينيكديويلا، المجتمع الدولي على زيادة دعمه لـ لبنان واللاجئين السوريين الذين يستضيفهم، وسط أنباء عن خطة لإعادة 30 ألف لاجئ من لبنان.
ودعت إلى "العمل معاً لتحقيق حلول دائمة لأزمة اللاجئين السوريين التي طال أمدها" وذلك في ختام زيارة إلى لبنان استغرقت يومين.
وقالت مينيكديويلا في بيان على الموقع الرسمي: "يحزنني أن أرى مدى تأثير الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في لبنان على الفئات الأكثر ضعفاً. إن الأعمال العدائية المستمرة في الجنوب، والتي أدت إلى خسائر مأساوية في الأرواح ونزوح الآلاف من المواطنين اللبنانيين واللاجئين، تزيد من المصاعب. والمطلوب هو الدعم والالتزام العاجل من المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات المتزايدة وضمان الحماية وتخفيف المعاناة".
والتقت المسؤولة الأممية مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووزير الشؤون الخارجية والمدير العام للأمن العام وقائد الجيش اللبناني.
وركزت المناقشات على أفضل السُبل لدعم وحماية المواطنين اللبنانيين واللاجئين السوريين، في حين تستمرّ الدعوة إلى زيادة الدعم الدولي.
وبحسب البيان فقد بحثت مينيكديويلا السُبل الممكنة لضمان استمرار حماية اللاجئين، بما في ذلك عدم الإعادة القسرية، مع السعي إلى إيجاد حلول لأزمة اللاجئين السوريين في لبنان والمنطقة.
وأضافت أنه كما في الماضي، فإن المفوضية على استعداد لدعم اللاجئين الذين يختارون العودة الطوعية إلى سوريا، بحيث تكون عودتهم آمنة وكريمة ومستدامة. على حد تعبيرها.
تصريحات أممية متناقضة
في الوقت نفسه، أعلنت الأمم المتحدة عن خطتها لإعادة 30 ألف لاجئ سوري من لبنان "طوعاً" خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى وجود "تغير إيجابي" في تعامل النظام السوري مع الملف، رغم الانتهاكات التي سجلتها منظمات حقوقية.
وقالت مينيكديويلا، خلال لقائها بوزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، الجمعة، بأن "هناك زخماً يمكن البناء عليه للعمل على مسألة التعافي المبكر لتسهيل عودة النازحين".
— mofa lebanon1 (@mofalebanon1) September 13, 2024
وكشفت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، أن "المفوضية تعمل على إعادة 30 ألف نازح سوري بصورة طوعية من لبنان إلى سورية خلال الفترة المقبلة"، وهو ما شجعه أبو حبيب مشيرا إلى وجود "مناطق آمنة كثيرة في سوريا" على حد زعمه.
والتقت مينيكديويلا بلاجئين سوريين وعراقيين في بيروت، تحدّثوا عن أوضاعهم المعيشية الصعبة وكفاحهم الشاق وعن أن سلامتهم هي الشغل الشاغل الأساسي بالنسبة لهم، حيث يواجهون المخاطر اليومية وهشاشة وضعهم. كما أعربوا عن حاجتهم الماسة لإيجاد حلول لمحنتهم.
وخلال الاجتماعات الرسمية، ناقش الطرفان أيضاً طلب الحكومة اللبنانية المتعلق بمشاركة المزيد من البيانات حول اللاجئين السوريين في البلاد.
وأشارت مينيكديويلا إلى أن "المفوضية ستواصل البحث عن طُرقٍ لتعزيز الشراكة طويلة الأمد القائمة بين الحكومة اللبنانية والمفوضية، لتلبية احتياجات لبنان وولاية المفوضية في الحماية، مع الالتزام بالقانون الدولي والمبادىء الدولية لحماية البيانات. لقد أحرزنا تقدماً في مناقشاتنا بشأن سُبل المضي قدماً في ما يتعلق بمشاركة البيانات ونحن ملتزمون بالتوصل إلى اتفاق."
ومع وجود المنطقة ولبنان في قلب التوترات والنزاعات الإقليمية، ناشدت مينيكديويلا المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود. ويشمل ذلك الدعم السياسي لمعالجة الأسباب الجذرية وإيجاد الحلول - سواء من خلال إعادة التوطين في بلدان ثالثة أو مسارات أخرى إلى بلدان ثالثة أو تحسين الظروف داخل سوريا لمعالجة المشاكل التي يذكرها اللاجئون كعقبات تقف أمام عودتهم.
يذكر أن "مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين" المكلفة بتوفير الحماية الدولية والمساعدة الإنسانية للاجئين، لأكدت في أكثر من ناسبة أن سوريا غير آمنة للعودة القسرية وأنها لا تُسهل ولا تُشجع العودة الطوعية.
إدانات حقوقية للعنف ضد اللاجئين السوريين وترحيلهم
في سياق متصل، دانت منظمات مجتمع مدني سورية وخبراء ومناصرون حقوقيون سوريون العنف المتزايد ضد اللاجئين السوريين، وحذروا من جهود التقارب الخطيرة مع النظام السوري، التي تعتزم ثماني دول أوروبية القيام بها.
وفي بيان خلال مؤتمر صحفي عاجل في بروكسل، أعربت المنظمات والشخصيات السورية عن مخاوفهم الجسيمة بشأن العنف المتصاعد بسرعة، والترهيب والترحيل القسري الذي يواجهه اللاجئون السوريون في أوروبا والدول المجاورة.
وخلال الشهر الجاري، ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن القوات المسلحة اللبنانية والسلطات القبرصية تعملان معاً لمنع اللاجئين من الوصول إلى أوروبا ثم ترحيلهم ليواجهوا الخطر في مناطق سيطرة النظام السوري.