دخلت عدد من الشاحنات التابعة للأمم المتحدة، صباح اليوم، إلى مخيم الركبان، لإجلاء من يود الخروج إلى مناطق سيطرة النظام، وسط تحذيرات من استغلال النظام للخارجين واتهامهم بالإرهاب.
وقال مصدر محلي لموقع تلفزيون سوريا إن "5 شاحنات تابعة للأمم المتحدة دخلت إلى المخيم للبدء بإجلاء العائلات الراغبة بالخروج إلى مناطق سيطرة النظام، مضيفاً أن هناك "عدداً من العائلات التي يعاني أفرادها من أمراض ستخرج في الشاحنات".
وأشار المصدر إلى أن "الأمم المتحدة وجهت كتاباً إلى المجلس المحلي في مخيم الركبان أبلغتهم فيه نيتها المساعدة في إجلاء قاطني المخيم.
متابعاً أن "المجلس رد على كتاب الأمم المتحدة برفضه عملية الإجلاء لعدم توافر الأمن في مناطق النظام".
"أمنستي" تحذر
وسبق أن حذرت منظمة العفو الدولية "أمنستي" في تقرير نشرته يوم أمس، من الانجرار وراء الوعود والخروج إلى مناطق النظام، قائلة: “إننا نحث الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري على عدم المضي قدماً في عمليات الإعادة هذه، والتي ستعرض بلا شك النساء والرجال والأطفال الذين يعيشون في الركبان للخطر”.
وأضافت في تقريرها "وثقت منظمة العفو الدولية كيف استخدمت السلطات السورية ما يسمى بالملاجئ لاعتقال واستجواب العائدين. ثم نُقل بعض هؤلاء العائدين إلى مراكز المخابرات حيث تم اعتقالهم تعسفياً، وفي بعض الحالات تعرضوا للتعذيب والإخفاء القسري. وليس من الواضح كم عدد الأشخاص الذين سيتم نقلهم من الركبان إذا استمرت عملية العودة التي تقودها الأمم المتحدة".
وقالت الباحثة في شؤون اللاجئين والمهاجرين في المنظمة ماري فوريستير، "إن بحثنا يظهر أن السلطات السورية استهدفت على وجه التحديد العائدين من الركبان، واتهمتهم بالإرهاب قبل تعريضهم لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان".
مجلس عشائر تدمر والبادية السورية يحذر
وفي شهر تموز من العام الجاري دان "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية"، ما وصفه "محاولة مكتب الأمم المتحدة في دمشق استغلال حاجة قاطني مخيم الركبان"، الواقع بالقرب من المنطقة 55 على المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسوريا، لإجبارهم على الذهاب إلى المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، في ظل تفاقم الوضع الإنساني داخل المخيم.
وطالب البيان، الموجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وإلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دمشق، بقيامهما بالواجب الإنساني تجاه مخيم الركبان والمنطقة 55 وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية لهم من دون شروط مسبقة، مع عدم استغلال حاجة الأهالي إلى الغذاء والدواء بمقايضتهم بالغذاء مقابل تفكيك المخيم والإخلاء مستغلين الجوع والحاجة والمرض.
مخيم الركبان
ويقع مخيم الركبان في "المنطقة 55"، في جنوب شرقي سوريا، بالقرب من قاعدة التنف العسكرية، التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأميركية، وينحدر معظم قاطنيه من أرياف الرقة ودير الزور وحمص.
وتُعرف عن المخيم أوضاعه الإنسانية الصعبة، والحصار المحكم الذي يحيط به، بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات نظام الأسد والشرطة الروسية، فضلاً عن إغلاق جميع المنافذ لإجبار النازحين على الخروج إلى مناطق سيطرة النظام.
وقدّر عدد سكان المخيم في العام 2018 بنحو 45 ألف نازح، تضاءل عددهم خلال العامين الماضيين ليصل اليوم إلى نحو 10 - 12 ألف نازح، وفق إحصائيات غير رسمية.