دان "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية"، ما وصفه "محاولة مكتب الأمم المتحدة في دمشق استغلال حاجة قاطني مخيم الركبان"، الواقع بالقرب من المنطقة 55 على المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسوريا، لإجبارهم على الذهاب إلى المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، في ظل تفاقم الوضع الإنساني داخل المخيم.
وطالب البيان، الموجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وإلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دمشق، بقيام الأمم المتحدة بالواجب الإنساني تجاه مخيم الركبان والمنطقة 55 وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية لهم من دون شروط مسبقة، مع عدم استغلال حاجة الأهالي للغذاء والدواء بمقايضتهم بالغذاء مقابل تفكيك المخيم والإخلاء مستغلين الجوع والحاجة والمرض.
واعتبر المجلس، في بيانه أنّ "هذا التصرف لا يمت للإنسانية بشيء، داعياً إلى أن يكون العمل الإنساني "غير متحيز لأي طرف من الأطراف وتقديم المساعدات فوراً من دون قيد أو شرط".
وقال رئيس "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية"، ماهر العلي، إنّ مكتب الأمم المتحدة في العاصمة دمشق "يحاول إرسال رسائل لقاطني المخيم على أنهم لا يستطيعون تقديم مساعدات إليهم، إلا إذا جرى نقلهم عبر سيارات أو حافلات لترحيلهم إلى مناطق نظام الأسد مستغلين فقر الناس وحاجتهم للطعام والدواء"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "العربي الجديد".
وأضاف العلي أنه "في العام 2019 قامت الأمم المتحدة بإجراءات مماثلة حين أجرت لسكان المخيم استبياناً حول رغبتهم بالبقاء بالمخيم أو المغادرة باتجاه مناطق سيطرة النظام، وجلبوا معهم أشخاصاً عرّفوا أهالي المخيم عن أنفسهم على أنهم محامون، مع إعطائهم العديد من الضمانات، وعندما غادرت بعض العوائل المخيم بناء على هذا الكذب من قبل الأشخاص الذين أرسلتهم الأمم المتحدة، تم اعتقال كثيرين من قبل قوات النظام، وقسم آخر تم تجنيده وزجّه في صفوف قوات النظام".
ولفت العلي إلى أنّ 120 عائلة غادرت المخيم، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، باتجاه مناطق سيطرة النظام، جزء منهم تعرض للاعتقال، وقسم آخر من الشباب تم تجنيدهم وزجهم على جبهات القتال ضد قوات المعارضة السورية.
وحذر من أن الأوضاع الإنسانية في المخيم "تتأزم على مختلف الأصعدة، لا سيما الواقع الطبي في ظل الإغلاق المتواصل من قبل الحكومة الأردنية لنقطة (عون) الطبية، بسبب جائحة كورونا، وافتقار المخيم للأطباء والطواقم الطبية"، موضحاً أنّ لدى مجلس العشائر فريق ممرضين وقابلات ولادة طبيعية، يفحص ويعالج الأهالي.
ويقع مخيم الركبان في "المنطقة 55"، في جنوب شرقي سوريا، بالقرب من قاعدة التنف العسكرية، التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأميركية، وينحدر معظم قاطنيه من أرياف الرقة ودير الزور وحمص.
وتُعرف عن المخيم أوضاعه الإنسانية الصعبة، والحصار المحكم الذي يحيط به، بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات نظام الأسد والشرطة الروسية، فضلاً عن إغلاق جميع المنافذ لإجبار النازحين على الخروج إلى مناطق سيطرة النظام.
وقدّر عدد سكان المخيم في العام 2018 بنحو 45 ألف نازح، تضاءل عددهم خلال العامين الماضيين ليصل اليوم إلى نحو 10 - 12 ألف نازح، وفق إحصائيات غير رسمية.