ملخص
- الجمعية العامة للأمم المتحدة عقدت جلسة خاصة لبحث استخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" ضد قرار تمديد تفويض دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.
- رئيس الجمعية العامة أكد على أهمية أن يكون العمل الإنساني مستقلاً وغير متحيز وعلى أعضاء مجلس الأمن أن يسترشدوا بحقائق الوضع الإنساني ويتعاونوا لحماية المتضررين.
- البرازيل وسويسرا عملتا مع أعضاء مجلس الأمن لإيجاد حل وسط وتعزيز المساعدات الإنسانية للسوريين.
- الولايات المتحدة رفضت قيود النظام السوري وأكدت أنها لن تقبل استخدام المساعدات كأداة مساومة وحثت على إعادة فتح شريان الحياة في باب الهوى.
- روسيا أكدت أنها لن تتردد في استخدام الفيتو لحماية مصالحها ومصالح حلفائها، واتهمت الدول الغربية بتسييس المساعدات الإنسانية.
- النظام السوري اتهم الدول الغربية باستخدام المساعدات كأداة ضغط وابتزاز سياسي وانتقد استخدام الفيتو ضده.
عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة خاصة أمس الأربعاء لبحث مسألة استخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" ضد قرار تمديد تفويض دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت، في نيسان الماضي، عقد اجتماع تلقائي بعد استخدام أي من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن لحق النقض، في غضون عشرة أيام، ليتمكن أعضاء الجمعية من التدقيق والتعليق على "الفيتو".
وفي افتتاح الجلسة، قال رئيس الجمعية العامة، تشابا كوروشي، إن "برامج الإغاثة المنقذة للحياة لا ينبغي أن تكون رهينة للمصالح السياسية"، مشدداً على "أهمية أن يسترشد العمل الإنساني دائماً بمبادئ عدم التحيز والحياد والاستقلال".
ودعا كوروشي أعضاء مجلس الأمن إلى "إعطاء الأولوية لاحتياجات الناس المتضررين"، مضيفاً أن على أعضاء مجلس الأمن "أن يكونوا على دراية بالحقائق، وأن تكون جهودهم موجهة نحو الحلول الحقيقية وإعطاء الأولوية بشكل عاجل للتعاون الطويل الأجل على الانقسام، والواجب الإنساني على سياسة حافة الهاوية".
وأكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة على أنه "معاً، لدينا القوى لإحداث تغيير جذري"، مشيراً إلى أن "شعب سوريا يعتمد علينا في مساعدتهم".
البرازيل: مصلحة السوريين فوق كل شيء
وقال المندوب الدائم للبرازيل لدى الأمم المتحدة، سيرجيو فرانكا دانيس، إن بلاده وسويسرا "عملتا بجد مع جميع أعضاء مجلس الأمن، وبنية طيبة، وبالتشاور مع النظام السوري وغيره من الأطراف المهتمة، من أجل صياغة مشروع القرار الذي فشل مجلس الأمن في تمريره بسبب الفيتو الروسي".
وأضاف فرانكا دانيس أن البرازيل وسويسرا "حاولتا الاتفاق على كل شيء وفقاً للطلبات والشواغل التي أعربت عنها الأطراف، والتوصل إلى حل وسط"، مشدداً على أن "مصلحة الشعب السوري تأتي في مقدمة كل شيء".
وذكر السفير البرازيلي أن "تطورات حدثت منذ جلسة المجلس التي فشل فيها في تمرير مشروع القرار بشأن آلية المساعدات"، مشيراً إلى قرار النظام السوري بفتح معبر باب الهوى "بصورة طوعية" أمام قوافل المساعدات.
وأعرب فرانكا دانيس عن التزام البرازيل وسويسرا، البلدين المعنيين بالملف الإنساني في سوريا، باستمرار العمل مع أعضاء مجلس الأمن ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والنظام السوري وغيرها من الجهات الفاعلة الإنسانية من أجل مساعدة السوريين.
الولايات المتحدة: نرفض قيود النظام السوري
وفي كلمته خلال الجلسة، قال القائم بأعمال البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، جيفري ديلورينتيس، إنه "لا بديل عن الآلية العابرة للحدود"، مضيفاً أن الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني على الأرض يتفقون جميعاً على أن اقتراح النظام السوري ليس بديلاً عملياً".
وشدد ديلورينتيس على أن "أي قبول لمحاولة النظام لفرض قيود غير مسبوقة على العمليات الإنسانية للأمم المتحدة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على جهود الإغاثة الإنسانية في مواقع أخرى، ويجب رفضه".
وذكر الدبلوماسي الأميركي أن الولايات المتحدة "ستواصل العمل مع شركائها في الأمم المتحدة وجميع البلدان ذات التفكير المتشابه لمنع النظام السوري من إعاقة إيصال المساعدة الإنسانية الأساسية للفئات الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء البلاد".
وأكد أنه "يجب عدم استخدام المساعدات الإنسانية كورقة مساومة، ولا يمكن أن يكون على أساس الشروط"، مضيفاً أنه "يجب أن نقف وندين هذه التكتيكات، خاصة عندما يتم تنفيذها تحت غطاء الفيتو من قبل عضو دائم في مجلس الأمن، قام مراراً وتكراراً باستخدام الغذاء كسلاح".
ودعا القائم بأعمال البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى أن "يتحد ويتحدث ضد التسييس الروسي الساخر لهذه القضية الإنسانية البحتة، ويجب أن نتصرف على وجه السرعة لإعادة فتح شريان الحياة في باب الهوى"، مشدداً على أن "الشعب السوري يعتمد علينا في ذلك".
روسيا: لن نتررد في استخدام الفيتو لحماية مصالحنا ومصالح حلفائنا
من جهته، قال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، ديميتري بوليانسكي، إن بلاده "لن تتردد في استخدام حق النقض في مجلس الأمن، ليس فقط لحماية مصالحها الخاصة، ولكن أيضاً لحماية مصالح حلفائها وشركائها في الأمم المتحدة".
وأوضح بوليانسكي أن "الولايات المتحدة وحلفاءها قلقون بالدرجة الأولى بشأن توقيت تمديد آلية المساعدات عبر الحدود، وليسوا مستعدين لأي تحسين في الآلية"، معتبراً أن "هدفهم ليس مساعدة الشعب السوري، ولكن الحفاظ على النفوذ للنظام السوري".
وذكر أن "زملاءنا السويسريين لم يرغبوا في السعي إلى حل وسط، على الرغم من دعوات وجهود الزملاء من البرازيل والصين والإمارات وموزمبيق والغابون وغانا، الذين نحن ممتنون جداً لهم".
وزعم نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة أنه "لا توجد عقبات أمام تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا الآن"، مضيفاً أنه "حانت لحظة الحقيقة للمانحين، إما أنهم يساعدون السوريين حقاً، أو يواصلون ابتزازهم فعلياً، ويطرحون مطالب سياسية جديدة".
النظام السوري: الغرب يستخدم المساعدات كأداة ضغط
من جانبه، اتهم مندوب النظام الدائم لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، الدول الغربية بأنها "تستخدم المساعدات كأداة ضغط وابتزاز سياسي"، مضيفاً أن "مواصلة الدول الغربية تسييسها للعمل الإنساني في سوريا وفرض العقوبات هو الذي أوصل مجلس الأمن إلى حالة الانقسام التي شهدناها فيه".
واعتبر سفير النظام لدى المنظمة الأممية أن "سجل الولايات المتحدة في استخدام الفيتو بغير حق ضد شعوب منطقتنا، وخاصة بشأن القرارات التي تخص القضية الفلسطينية، وتعطيلها للحل السلمي للعديد من الأزمات الدولية، لا يؤهلها للمحاضرة هنا عن أسباب ودوافع استخدام الفيتو في مجلس الأمن"، وفق تعبيره.