عُيّن الشاب الهولندي السوري مالكيس جاجان عضواً في مجلس بلدية مدينة إنسخديه، شرقي هولندا.
وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية، فإن جاجان، البالغ من العمر 28 عاماً، يُعد أصغر عضو مجلس بلدي على الإطلاق في المدينة. وأدى جاجان اليمين الدستورية قبل بضعة أيام، وفقاً لما أوردته صحيفة "أوست" الهولندية.
وقال جاجان، وفقاً لموقع بلدية إنسخديه:"إنه لشرف عظيم أن أكون عضواً في المجلس المحلي لإنسخديه، المدينة التي ولدت وترعرعت فيها والتي أريد أن أعيش فيها لفترة طويلة. أنا أحب إنسخديه وأتطلع إلى العمل الجاد مع السكان والمجلس من أجل مدينة أجمل".
ولدى عضو المجلس البلدي الجديد عن حزب الشعب (يمين وسط) العديد من القضايا الثقيلة على عاتقه، خاصة أزمة السكن، وفقاً لصحيفة "أوست".
وأشار جاجان إلى أحد المنازل في حي فيسيليربرينك في جنوبي إنسخديه، قائلاً:"هذا هو المكان الذي نشأت فيه. عندما كنت أعيش هناك، كان الحي سيئاً للغاية. كانت الشرطة تأتي كثيراً لدرجة أنني اعتقدت عندما كنت طفلاً أن الشرطة تعيش هنا".
وأضاف:"كانت هناك العديد من المشكلات في الحي، لكنه تم تجديده بالكامل. بالنسبة لي، هذا أيضاً أمر مهم؛ يمكنك تحويل شيء غير جميل إلى شيء جميل جداً".
بدايته في السياسة
لم يكن لدى جاجان، عضو حزب "VVD"، أي طموح في البداية ليصبح عضواً في مجلس محلي، لكنه دخل عالم السياسة في إنسخديه منذ سنوات.
وقال:"ما أثر فيّ حقاً هو أن كثيرين من راندستاد (مدن مثل أمستردام ودنهاخ وروتردام وأوتريخت) كانوا يستهترون بإنسخديه، مما حفزني بشكل كبير على دخول عالم السياسة".
وكطفل من أبوين لاجئين من سوريا، نشأ جاجان في مدينة إنسخديه.
وقال:"ينحدر والداي من بلد لم تكن فيه ديمقراطية في الواقع، ولم تكن الحرية فيه أمراً بديهياً. لذلك أدرك جيداً أن ما لدينا في هولندا يجب أن نحافظ عليه ونفخر به".
تُعد إنسخديه واحدة من أفقر المدن في هولندا وتعاني أيضاً من نقص كبير في المساكن.
وقال جاجان:"علينا أن نبذل قصارى جهدنا من أجل اقتصاد قوي حتى يتمكن الناس من كسب المزيد من المال. ولكن علينا أيضاً أن نبني مزيدا من المنازل. من التخطيط حتى بناء المنزل يستغرق ما يقرب من عشر سنوات، وينبغي أن يكون ذلك ممكناً بشكل أسرع بكثير".
قانون لأزمة السكن
يرى جاجان ضرورة للإعلان عن قانون لأزمة السكن. وقال:"أنا أتابع النقاش الوطني حول قانون أزمة اللجوء، وفي الواقع يجب الإعلان أيضاً عن قانون أزمة السكن، حتى نتمكن من بناء المنازل بشكل أسرع بكثير. يمكنك الآن الاعتراض والاستئناف إلى الأبد تقريباً. فهل سيدفع ذلك إلى إصدار مثل هذا القانون في لاهاي؟ اسألني مرة أخرى بعد مئة يوم!".
كعضو في مجلس حزب الشعب، حظيت مقترحات جاجان، مثل منع التحرش الجنسي في الشوارع وفرض غرامة قدرها مئات اليوروهات على إلقاء النفايات، بدعم أغلبية مجلس المدينة.
وحصل جاجان على إلهامه من سنغافورة، حيث تُفرض غرامة كبيرة على رمي النفايات.
وقال:"أعتقد أن سنغافورة مثال جيد؛ لأنها تحولت في جيل واحد من واحدة من أفقر البلدان في العالم إلى واحدة من أغنى البلدان. وإذا تمكنت سنغافورة من القيام بذلك، فيمكننا أن نصبح أجمل مدينة في هولندا".
دعم العائلة
وعن رأي عائلته في عمله الجديد، قال جاجان:"إنهم سعداء وفخورون، لكنهم يشيرون أيضاً إلى أنني أتحمل مسؤولية هائلة. أشعر بهذه المسؤولية لأنني أعتقد أن هناك عدداً من المشكلات الكبرى التي تواجه الناس".
وفي تصريحات سابقة، قال جاجان:"أنا طفل من اللاجئين، لكننا لا نستطيع أن نستوعب العالم كله".
ويدعو حزب الشعب، الذي ينتمي إليه جاجان، إلى الحد من تدفق اللاجئين. وقد اتفق الحزب مع أحزاب أخرى في الائتلاف الحاكم على اتخاذ تدابير طارئة للجوء، أبرزها إعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق "آمنة" في سوريا، وعدم منح تصاريح إقامة للقادمين من هذه المناطق.
وعلى مدار السنوات الماضية، سلطت وسائل الإعلام الهولندية الضوء على قصص نجاح السوريين الذين برزوا في مختلف المجالات. وصل عشرات الآلاف من السوريين إلى هولندا هرباً من نظام الأسد، الذي شن حرباً على المدن التي ثارت ضد حكمه منذ عام 2011.