بالتزامن مع اقتراب عيد الفطر، شهدت الأسواق شمال غربي سوريا ارتفاعا "فاحشا" في أسعار الألبسة والأقمشة ومعظم المنتجات، وسط انتشار البطالة والفقر، حيث يعجز السوريون عن شراء ملابس جديدة يستقبل بها أطفالهم العيد.
موقع تلفزيون سوريا أجرى استطلاعا في أسواق بنش وإدلب، وقد اشتكى الأهالي والتجار من ارتفاعٍ الأسعار، حيث يعاني التجار من غلاء إيجارات محالهم التي تنعكس على أسعار البضائع، في حين يصف المستهلكون ارتفاع أسعار الملابس بأنه "غير مسبوق".
الأسعار بالدولار
أم عدنان، سيدة تحاول إسعاد طفلتها لجين بألبسة وألعاب احتفالاً بعيد الفطر، إلا أنها لم تجد أسعاراً تتناسب مع وضعهم المعيشي المتوسط، تقول لموقع تلفزيون سوريا: "سعر الفستان لطفلة بعمر الخمس سنوات يصل إلى 50 دولارا، وراتب زوجي لا يتجاوز شهريا المئة دولار".
لم يكن حال أم عدنان مختلفا عن حال كثير من الأهالي في الأسواق، الذين يساوم معظمهم أصحاب المتاجر والمحال على أسعار الألبسة وغيرها، حيث اشتكى السيد أبو إبراهيم من الأسعار ووصفها بالخيالية مقارنةً مع دخل العائلات شمالي سوريا، وأردف قائلا: "أسعار ألبسة العيد للأطفال هذه السنة تحتاج لعشر رواتب مع راتبي".
ولمعرفة حجم الإقبال على الأسواق، أفاد البائع جواد محمد بأن "الحركة التجارية سيئة لهذا العام، ويعود السبب إلى انخفاض قيمة العملة التركية، إضافة إلى أنَّ عمّال اليومية يكون أجرهم بالليرة التركية والتي لا تؤمن لهم قوت يومهم"، ويؤكد جواد بأن هذا الأمر يضر بالبائع والمشتري على حد سواء.
وأضاف "يعود غلاء الأسعار إلى أن معظم الألبسة مستوردة ولا ننسى أجور الشحن المرتفعة وإيجارات المحال في الأسواق تكون غالبا مرتفعة جدا، حيث يضطر البائع إلى رفع سعر القطعة ليتمكن من تسديد إيجار محله".
اللجوء إلى سوق البالة
يلجأ كثير من الأهالي إلى تعويض أبنائهم عن الألبسة الجديدة بشراء ألبسة مستعملة من (البالات) المنتشرة في الشمال السوري، يقول محمد العبد الله صاحب أحد محال البالة إن الإقبال على شراء هذه الألبسة يعود إلى سوء الأوضاع الاقتصادية للأهالي، ويؤكد أن أهالي الشمال يشترون الأساسيات والضروريات لإسعاد أطفالهم ويستغني معظمهم عن الكماليات، وأضاف "الأمور تزداد سوءا كل سنة، السنة الماضية كانت الحركة التجارية سيئة، لكنها اليوم أسوأ".
لم تكن ألبسة الأطفال وحدها باهظة الثمن؛ بل يعاني أيضا الشباب من ارتفاع مخيف في الأسعار كما وصفه الشاب المنتصر بالله والذي قال: "أحاول منذ ثلاثة أيام الحصول على ألبسة للعيد بسعر مناسب وجودة مناسبة من دون جدوى، سعر القميص الرجالي الواحد 16 دولارا بجودة شبه معدومة ونوعية سيئة جدا".
وأكد الشاب غيث عساف ما سلف قائلا "سعر البنطال الواحد 18 دولارا وبأقمشة سيئة وجودة متدنية" .
في حين يتراوح سعر قطعة الملابس النسائية بين 60 و70 دولارا كحد أدنى، بحسب ما قالته "هاجر"، والتي عادت أدراجها إلى المنزل من دون شراء أي قطعة ثياب.