الملخص:
- انتشار مختلف أنواع المخدرات بين الشباب والقاصرين في دمشق.
- الأسعار الرخيصة تسهم في انتشار المخدرات بكثافة.
- شبكات تجارية بسيطة يستخدمها الشباب لتأمين جرعاتهم اليومية.
- أسعار المخدرات (حشيش وكبتاغون) رخيصة بالمقارنة مع المنتجات الأخرى.
- انتشار تعاطي المخدرات أكثر في مناطق سيطرة النظام وخاصة بين طلاب المدارس والجامعات.
تنتشر بدمشق بين أوساط الشباب والقصّر وبكثرة، أنواع مختلفة من المخدرات سواء أكانت حبوباً أم حشيشاً، ويساعد على انتشارها بكثافة سعرها الرخيص كما يقول ذوو شاب أدمن على الحشيش ودخل السجن مؤخراً بتهمة الاتجار.
يقول أبو يعرب كما طلب التعريف باسمه، إنه "ألقي القبض على ابنه البالغ من العمر 18 عاماً بعد أن وشى به صديقه الآخر الذي ألقي القبض عليه في إحدى حدائق دمشق يدخّن الحشيش وبحوزته عدة سجائر"، ويضيف "في اليوم التالي ألقي القبض على ابني وعثر معه على 3 سجائر في الحي".
العقوبة
تعتبر حيازة كمية قليلة من دون ضبط الشخص يتعاطى (حيازة ليست بقصد الاتجار أو التعاطي) جرماً حكمه سنة تقريباً، ومن يحوز ويتعاطى من 3 سنوات إلى 15، ومن يتاجر حكمه السجن المؤبد.
بحسب أبو يعرب، عندما تم توقيف ابنه العام الماضي لثلاثة أشهر فقط، لم يكن بحوزته شيء ولم يكن يتعاطى الحشيش وتحليلاته كانت سليمة، لكنه رغم ذلك سجن 3 أشهر على ذمة التحقيق حتى خرج بالبراءة أخيراً. لكن في هذه المرة وشى به صديقه بأنه التاجر وقد تكون عقوبته شديدة جداً إن لم يستطع تبرئة نفسه مقابل دفع مبالغ ضخمة من المال.
يؤكد أبو يعرب أن إلقاء القبض على شاب واحد يتعاطى الحشيش يعني إدخال 5 من أصدقائه إلى السجن خلال أيام فقط، قائلاً "طلب من ابني تحت الضرب أن يشي بـ4 من أصدقائه يتعاطون المخدرات، لكنه لا يعرف سوى شخصين يتعاطون معه، فاضطر لوضع أسماء أصدقاء ليس لهم علاقة على أمل أن يتم اكتشاف ذلك بالتحقيقات ليخرجوا بريئين".
الحشيش "أرخص" من الدخان في دمشق
حاول موقع تلفزيون سوريا البحث عن سبب انتشار المخدرات بكثرة في دمشق، وأكد شخص على تعامل يومي مع أشخاص مدمنين بحكم منطقة سكنه الشعبية في جرمانا، أن أسعار الحشيش أرخص من الدخان، حيث يمكن لمدمن أن يتعاطى الحشيش أسبوعاً كاملاً بـ25 –30 ألف ليرة فقط بقطعة وزنها 25 غراماً من الحشيش، أي أن سعر الكيلو (الكف كما يسمونه) بـ1 مليون ليرة تقريباً.
ويعتبر سعر 25 ألف ليرة سعراً رخيصاً جداً لمادة ممنوعة مقارنةً بسعر علبة سجائر واحدة مهربة من نوع غلواز مثلاً والتي وصل سعرها إلى 20 ألف ليرة.
أيضاً، يتراوح سعر حبة الكبتاغون أو (الكابتيكول أو الكابتي كما يسمونها) أو أنواع أخرى مخدرة بين 2000 و2500 ليرة فقط، وهي أرخص من كيس شيبس أو بسكويته، وتلك الأسعار تعتبر المشجع الأكبر لانتشار المادة بين الشباب والقصّر.
يضطر الشبان الذين يتعاطون المخدرات إلى العمل بالتجارة البسيطة لتأمين أسعار جرعاتهم اليومية. يقول أحد الشبان عمره 20 عاماً، مفضلاً عدم ذكر أي إشارة لاسمه "أسهر يومياً مع أصدقائي ويقومون بتشغيل الحشيش بكل أريحية وكأن القضية طبيعية. جميعهم يعملون بالأعمال الحرة أو توصيل الطلبات ولا يتعدى سعر السيجارة الـ1500 ليرة".
وتابع "أحد أصدقائي يؤمن المادة للجميع عن طريق شخص آخر في ركن الدين بدمشق، وبعض من أصدقائي يشترون ليبيعوا أصدقاء آخرين وهكذا، وبهذه العملية البعض ضمن الدائرة يتعاطون الحشيش يومياً بالمجان دون دفع أي ليرة من جيبهم".
الحبوب تنتشر بين القاصرين
يتحدث الشاب عن الحبوب المخدرة وانتشارها الكثيف وخاصةً بين الشبان تحت السن القانوني، ويقول "من يتعاطون الحبوب المخدرة في الحي غالباً هم تحت السن القانوني، حيث يفضلون تعاطي الأصناف التي لا تصدر روائحَ يمكن أن تعلق بثيابهم وتثير شكوك ذويهم عند عودتهم إلى المنازل، وهذه الحبوب رخيصة جداً وتناسب إمكاناتهم المادية".
ومؤخراً، نشر موقع "نورث برس" تقريراً قال فيه إن سكان من بلدة سبينة في ريف دمشق يشتكون من انتشار ظاهرة بيع وتعاطي المخدرات وارتفاع حالات السرقة في البلدة. وقال مصدر محلي، إن سكان البلدة تقدموا بعدة شكاوى إلى حكومة النظام السوري لكنهم لم يتلقوا أي رد منهم حتى الآن. وبين المصدر أن "الظاهرة متفاقمة خاصةً لدى القاصرين ممن هم دون الثماني عشرة سنة".
وفي نيسان الماضي، نشر عماد بوظو وهو طبيب كانت عيادته في منطقة ركن الدين بدمشق حتى عام 2011، مقالاً في معهد واشنطن للدراسات، قال فيه إن "عملي كطبيب أتاح لي مشاهدة كيفية انتشار تعاطي المخدرات لأن عيادتي الخاصة في دمشق كانت في أحد أكثر الأحياء معاناةً".
وأضاف عن الوضع الحالي بالنسبة لانتشار تعاطي المخدرات إن "أغلب الدراسات تتفق على أن نسبة تعاطي المخدرات في مناطق سيطرة النظام أعلى من بقية المناطق وأن تعاطي المخدرات مُنتشر بشكل خاص بين طلاب المدارس والجامعات، كما تحدثت التقارير عن انتشار أنواع جديدة من المخدرات لم تكن شائعة"، مضيفاً "ومع سعي (الدولة) لتمويل نفسها من خلال تصدير هذه المخدرات إلى الخارج، فإن مشكلة الإدمان في سوريا ستستمر في التصاعد".