ملخص:
- بعد اغتيال حسن نصر الله، يشعر مؤيدو "المقاومة" بخيبة أمل كبيرة تجاه تراجع دور إيران وحزب الله.
- اتهامات لإيران بالتخاذل في دعم حماس وحزب الله، خاصة بعد عدم تدخلها بشكل فعال ضد الضربات الإسرائيلية، ما أثار شكوكاً حول مصداقية وعودها السابقة.
- تراجع شعبية إيران وحزب الله بين السوريين المؤيدين للمحور بعد الحرب على غزة، بسبب عدم اتخاذ ردود فعل تتناسب مع حجم الخسائر والدمار بين المدنيين.
- انقسامات في الشارع السوري بين مؤيدي إيران ومعارضيها، حيث تتهم بعض الأطراف إيران بأنها ضحت بالقضية الفلسطينية واللبنانية مقابل إحياء مفاوضات الملف النووي.
- نقاشات حادة في دمشق حول تراجع محور "المقاومة"، مع اتهامات لإيران بالانسحاب من المواجهة وترك حلفائها يواجهون إسرائيل وحدهم.
زادت حدة الانتقادات العلنية لإيران بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر الله، وسط تراجع واضح لمؤيديها من السوريين في دمشق الذين أصيبوا بخيبة أمل وصدمة كبيرة، بعدما كانوا يرونها داعم رئيسي لما يسمى بمحور المقاومة. وراحت بعض الانتقادات حد اتهامها بالتخاذل والتخلي عن الحزب وقبله حماس وحيداً تحت ضربات إسرائيل دون أي ردع يذكر، في سبيل حصولها على مكاسب سياسية خاصة لم تتضح بعد.
وكانت شعبية إيران وحزب الله بدأت بالتراجع بالأوساط السورية بين مؤيدي المحور وفق استطلاعات للآراء أجراها موقع تلفزيون سوريا في دمشق، منذ بدء الحرب على غزة العام الماضي، لعدم اتخاذ ردة فعل توازي حجم القتل والدمار بين المدنيين دون سبب واضح رغم الوعود السابقة والخطوط الحمر التي وضعتها إيران والحزب والتهديدات الرنانة التي كانت تصدر بين حين وآخر.
انتقادات لإيران في دمشق
يرى بعض ممن تحدث معهم موقع تلفزيون سوريا في دمشق، أن حجم الضعف الذي أبداه الحزب وقبله إيران شكل صدمة كبيرة لمؤيدي المحور، وأثار الشكوك حول مدى صدق الوعود السابقة والتصريحات التي كانت سبباً لحشد الناس خلفهم خاصةً تلك التي تتعلق بقوتهم وما يمتلكونه من أسلحة وخطط قادرة على ردع إسرائيل وحتى تدميرها بوقت قياسي وفق بعض الخطب لحسن نصر الله تحديداً.
بحسب المقابلات التي أجراها الموقع في دمشق، فإن تلك الشكوك دفعت العديد من مؤيدي المحور بالتراجع عن اعتبار إيران دولة إقليمية قادرة على مقارعة أذرع واشنطن وإسرائيل في المنطقة، مقابل يقين بأنها جعلت من حماس وحزب الله أوراقاً يمكن تسلميها مقابل إعادة طرح الملف النووي على طاولة المفاوضات، وما يثبت ذلك بحسب بعض ممن تحدث الموقع معهم، هو عدم قطع الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، لزيارته إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة رغم تصاعد الاعتداءات على جنوبي لبنان مثلاً.
إضافةً إلى ذلك، يرى البعض بتصريحات الرئيس الجديد ترطيبا للأجواء مع أميركا والاتحاد الأوروبي وتصريحاته الخاصة بضرورة إحياء المفاوضات الخاصة بالملف النووي وسط تصاعد جرائم إسرائيل في فلسطين ولبنان، خروجا لإيران من اللعبة نهائياً.
نقاشات حادة وانقسامات في الأوساط المؤيد
أغلب الأحاديث التي تثار بين السوريين المتابعين للأحداث حالياً، هي حول الدور الإيراني "المتخاذل" وفقاً للبعض، والصدمة من ضعف قدرات حزب الله التي انهارت خلال أيام فقط، وكانت أغلب الجمل التي تطرح علناً في النقاشات أن إيران باعت القضية مقابل الملف النووي، وأن إيران حصلت على ضمانات معينة مقابل الوقوف جانباً وعدم التدخل. سابقاً كان انتقاد إيران علناً بهذا الشكل يهدد صاحبه للخطر بأنه ينتقد حليفاً للنظام السوري.
النقاشات الحادة التي تدور في الأوساط الشعبية بدمشق حول التراجع المفاجئ لما يسمى بمحور المقاومة، قسمت الشارع من جديد وراح البعض لتخوين الأطراف التي تراجعت عن ثقتها بدور إيران الإيجابي في دعم المقاومة واضعين إياهم في الصف المؤيد لإسرائيل، واحتدمت الخلافات حتى على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل علني.
ترهيب في حمص
بث ناشطون ومواقع إخبارية محلية على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، مقاطع فيديو تظهر عناصر ومناصرين لحزب الله اللبناني وهم يطلقون النار ويرهبون المدنيين في مدينة حمص.
وقال شهود عيان لتلفزيون سوريا، إن عناصر من الحزب تجولوا في شوارع المدينة عبر دراجات نارية وسيارات رفعوا عليها رايات الحزب الله وصور أمينه العام السابق حسن نصر الله.
وأضافت المصادر أن إثارة الفوضى وأعمال الترهيب جاءت بعد إعلان النظام السوري الحداد لثلاثة أيام، إذ أطلقت عناصر الحزب النار في مناطق المزرعة والعباسية وروّعت المارة والسكان واعتدت على أصحاب المحال التجارية وقاموا بتكسير محتوياتها.