ملخص:
- أكد غالانت أن إسرائيل لن تتسامح مع الوجود العسكري الإيراني في سوريا وستسعى لمنع نقل الأسلحة الثقيلة إلى حزب الله عبر سوريا والعراق.
- يرى غالانت أن الإنجازات العسكرية الأخيرة تمنح إسرائيل تفوقا استراتيجيا يسمح لها بالمطالبة بانسحاب حزب الله من جنوب لبنان.
- أصبحت القوات الإيرانية ومقاتلو حزب الله في سوريا هدفا لإسرائيل، خاصةً بعد تزايد وجودهم لدعم النظام السوري.
- شملت التحركات الإسرائيلية إنشاء خندق بطول 7 كيلومترات على الحدود مع سوريا، في منطقة الجولان المحتل، مع ملاحظة تعزيز مواقعها الدفاعية في المنطقة.
- كثفت إسرائيل الضربات الجوية في جنوب سوريا، مستهدفة مواقع عسكرية ومنشآت تابعة لحزب الله وإيران، إلى جانب عمليات أمنية، بما فيها عملية اختطاف عنصر مرتبط بإيران في القنيطرة.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن إسرائيل لن تقبل بالوجود العسكري الإيراني في سوريا، مؤكدا سعي تل أبيب لوقف نقل الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان.
وتابع غالانت: "لا يمكننا قبول الوجود العسكري الإيراني في سوريا. نحن بحاجة إلى وقف نقل الأسلحة، خصوصًا الأسلحة الثقيلة، من إيران عبر سوريا والعراق إلى لبنان".
واستطرد قائلاً: "على عكس حرب 2006، اليوم، الإنجازات العسكرية لإسرائيل تضعنا في موقف قوي للمطالبة بانسحاب حزب الله".
واعتبر غالانت أن إسرائيل "في لحظة فريدة - لدينا تفوق على حزب الله. إنهم لا يستطيعون المقاومة"، وأضاف: "قدراتهم على الدفاع عن أنفسهم في جنوب لبنان تنهار".
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الإيرانية ومقاتلي حزب الله الذين انتشروا في سوريا لدعم النظام السوري خلال السنوات الماضية، قد أصبحت هدفا لإسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مقراً لاستخبارات "حزب الله" في الغارة الجوية التي شنها على منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق. مساء أمس الإثنين.
وفي اعتراف نادر، قال الجيش الإسرائيلي في بيان له إنه "في عملية جوية وبتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية هاجمت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو أهدافاً إرهابية لركن الاستخبارات التابع لحزب الله، داخل سوريا".
وتأتي تصريحات غالانت عقب تصريح مماثل لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو توعد فيها بقطع أنابيب الأكسجين عن حزب الله المارة بسوريا، مشددا على ضرورة "إبعاد جماعة حزب الله اللبنانية إلى ما وراء نهر الليطاني سواء عبر التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار أو بدونه"، ومنع الحزب من إعادة التسلح.
وأضاف نتنياهو "سواء كان هناك اتفاق أو بدونه، فإن إعادة سكاننا (الذين جرى إجلاؤهم) بأمان إلى منازلهم في الشمال يستلزم إبعاد حزب الله عن نهر الليطاني ووأد كل محاولة لإعادة تسليحها، والرد بقوة على أي عمل ضدنا".
يذكر أن إسرائيل تواصل قصف المعابر الحدوية بين لبنان وسوريا، وخاصة معبر المصنع ـ جديدة يابوس وجوسية ـ القاع، اللذين تعرضا للقصف عدة مرات، مما أدى إلى إغلاقه وتعطيل الحركة عبره. وتقول تل أبيب إن حزب الله ينقل شحنات الأسلحة الإيرانية من خلال المعابر الحدودية وأنفاق تحتها كما تزعم.
عمليات إسرائيلية على الحدود مع سوريا
زادت وتيرة العمليات العسكرية والأمنية الإسرائيلية على الحدود مع سوريا، حيث كشف الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، عن عملية اختطاف نفّذتها قوة "كوماندوز"، قبل شهرين، في ريف القنيطرة جنوبي سوريا.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، إنّ "قوة من وحدة إيغوز التابعة للفرقة 210، نفّذت عملية ليلية ناجحة داخل الأراضي السوريّة، اعتقلت خلالها عنصراً من شبكة مرتبطة بإيران".
وأواخر الشهر الماضي، كشفت صور الأقمار الصناعية أن الجيش الإسرائيلي حفر خندقا بطول لا يقل عن 7 كيلومترات على طول الحدود، بين مرتفعات الجولان المحتلة وجنوبي سوريا منذ منتصف آب الماضي.
وأضاف تحليل صحيفة فايننشال تايمز لصور الأقمار الصناعية أن الخندق كان بعرض 20 مترا في بعض الأماكن، وفي نهاية الأعمال الأرضية الشمالية، تتخطى آثار الحفر الحدود إلى الأراضي السورية.
ونقلت الصحيفة عن أحد مصادرها أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لاحظت أن إسرائيل تعزز مواقعها الدفاعية في الجولان المحتل.
كما أبلغ غير بيدرسن، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، الأمم المتحدة في نيويورك بأن هيئة حفظ السلام الإقليمية، قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF)، قد شهدت "نشاطا إنشائيا" للجيش الإسرائيلي بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح المسماة منطقة الفصل.
وقال بيدرسن: "في الجولان، تم تنفيذ بعض الأنشطة الإنشائية من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية بالقرب من منطقة الفصل".
واشتدت وتيرة تحركات إسرائيل في الأشهر الأخيرة جنوبي سوريا، حيث شنت سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية في منطقة المزة الراقية بدمشق مؤخرا. كما استهدفت غارات إسرائيلية الأسبوع الماضي منطقة سكنية في دمشق، وموقعا عسكريا في حمص.
ونقلت فايننشال تايمز عن أمير أفيفي، الجنرال المتقاعد ومؤسس منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي، أنه "في إسرائيل، يعتقد البعض أن إضعاف حماس وحزب الله يُعتبر فرصة لتقليص قوة إيران الدفاعية الأمامية" وتابع "إسرائيل تدرك أن لدينا فرصة تاريخية ليس فقط للقضاء على حماس، بل أيضا لتفكيك حزب الله وضرب إيران التي فقدت عمقها الاستراتيجي..".