كشف الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، عن عملية اختطاف نفّذتها قوة "كوماندوز"، قبل شهرين، في ريف القنيطرة جنوبي سوريا.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، إنّ "قوة من وحدة إيغوز التابعة للفرقة 210، نفّذت عملية ليلية ناجحة داخل الأراضي السوريّة، اعتقلت خلالها عنصراً من شبكة مرتبطة بإيران".
وأوضح "أدرعي" أنّ "القوة الإسرائيلية اعتقلت المدعو (علي سليمان العاصي)، في منطقة صيدا جنوبي سوريا، وذلك بالتعاون مع أفراد الوحدة 504، وبتوجيه استخباري دقيق".
وصيدا التي يقصدها الاحتلال الإسرائيلي ليست قرية صيدا في ريف درعا الجنوبي الغربي، إنّما قرية صيدا الجولانية، والتابعة إدارياً لناحية الخشنية في ريف القنيطرة.
تفاصيل المداهمة
وكشفت مصادر خاصة لتلفزيون سوريا أن قوة إسرائيلية اجتازت الشريط الفاصل بين الأراضي السورية والجولان المحتل بتاريخ 23/7/2024 وفي تمام الساعة الثانية والنصف فجراً، وتألفت هذه القوة العسكرية حسب شهود عيان من ثلاث عربات مدرعة يرافقها نحو 50 جندي بالإضافة لعدد من الكلاب البوليسية، يرافقها جواً طائرتين بدون طيار.
واقتحمت هذه القوة مزرعة أبقار ومعمل لتجميع الحليب تعود لعائلة العاصي.
ويقطن في هذه المزرعة المدعو علي سليمان المطلق المعروف بـ علي العاصي، من مواليد 1987، وهو الأخ الاكبر لهذه العائلة والمسؤول المباشر عن المعمل، وتقع هذه المزرعة في قرية الرزانية المحاذية للشريط الحدودي وتبعد عن الشريط ما يقارب 500 متر.
دخلت القوة منزل علي المطلق واقتحمت غرفة نومه، واعتقلته وكبلت يديه، وصادرت جميع الهواتف المحمولة الموجودة في المنزل وعددها سبعة وتعود له ولزوجته وأبنائه، بالإضافة إلى مصادرة جهازي حاسوب، كما تم فتح خزنة ويوجد فيها مبلغ مالي وبعض الأوراق والمستندات.
ومن تاريخ اعتقاله وحتى يوم أمس، لم تعترف إسرائيل بوجوده لديها، رغم جميع المحاولات من عائلة المطلق لمعرفة مصير ابنهم، وتواصلهم بشكل مباشر مع قوات حفظ السلام الأممية، وإرسال أكثر من كتاب موجه لجيش الاحتلال ولم يتم الرد عليه.
ووفق مصادر تلفزيون سوريا، فإن علي سليمان المطلق هو شخص مدني لا ينتمي لأي جهة أمنية أو فصيل يتبع لإيران، وتم اعتقاله من قبل المخابرات الجوية عام 2020 بعد دخول قوات النظام إلى الجنوب السوري بنحو عامين..
وادّعى "أدرعي" أنّ "العاصي جُنّد من قبل إيران وكان يعمل على جمع المعلومات الاستخبارية حول قوات جيش الدفاع في منطقة الحدود لتنفيذ نشاطات إرهابية مستقبلية"، مردفاً أنّه "كان تحت مراقبة دقيقة قبل اعتقاله، والآن يتم التحقيق معه في إسرائيل".
— Samer Kassis Archive (@samerkassisT55) November 3, 2024
— feriel feriel (@feriel74) November 3, 2024
وسبق أن أفاد موقع "صوت العاصمة" المحلّي، أواخر تموز الماضي، بأنّ قوة إسرائيلية مؤلفة من ثلاث مصفحات دخلت ريف القنيطرة، واعتقلت (علي سليمان العاصي) من منزله في قرية الرزانية ونقلته إلى الداخل الإسرائيلي".
وكانت قوة تابعة لـ جيش الاحتلال، مكوّنة من عشرات العناصر ومصحوبة بدبابتي ميركافا وجرافتين عسكريتين، قد توغّلت، شهر أيار الماضي، إلى داخل الأراضي السورية في القنيطرة، وعملت على جرف الأشجار والأراضي الزراعية.
اعتقالات في ريف القنيطرة
نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات عمليات الاختطاف في ريف القنيطرة، منذ 7 تشرين الأول 2023، حيث يدخل باكراً ويضع كميناً محكماً ومموهاً، وعند اقتراب الرعاة أو المزارعين خلال ذهابهم إلى العمل في أراضيهم، يختطفهم ويُحقّق معهم داخل أحد مراصده القريبة من الشريط الحدودي في الجولان السوري المحتل.
وبحسب المصادر، قد يستغرق التحقيق 24 ساعة أو 48 ساعة، ويتم سؤال المختطفين عمّا إذا كانوا مرتبطين بميليشيات إيران و"حزب الله" اللبناني، أو إذا كانوا يعرفون أشخاصا مرتبطين بالجهتين.
وبعد الانتهاء من التحقيق يُسلّم المعتقل عبر معبر القنيطرة الحدودي بوساطة قوات "يونيفيل" الأممية إلى مفرزة الأمن العسكري التابعة لـ"الفرع 220/ فرع سعسع" التابع للنظام السوري، والمسؤول عن القنيطرة وقسم من ريف دمشق الغربي.
يشار إلى أنّ كشف إسرائيل عن عملية اعتقال "العاصي" في ريف القنيطرة، جاء بعد ساعات من عملية اختطاف نفّذتها في منطقة البترون شمالي لبنان، مشيرة إلى أن العملية استهدفت "عنصراً رفيعاً" في "حزب الله" اللبناني.