رفعت "وزارة الصحة" في حكومة النظام السوري أسعار الأدوية بنسبة 50 في المئة، خلال الأسبوع الماضي، وذلك من دون إعلان رسمي، في وقت تشهد فيه البلاد انتشاراً لافتاً لظاهرة بيع الأدوية والمستحضرات الصحية عبر مواقع مجهولة على الإنترنت لانخفاض أسعارها.
نقيب "صيادلة دمشق"، حسن ديروان، قال لصحيفة تشرين التابعة للنظام السوري، إن أسعار بعض الأدوية ارتفعت أخيراً ولا سيما أدوية الأمراض العصبية، إذ صدرت نشرة أسعار جديدة خلال الأسبوع الماضي رفعت بعض الأصناف بنسب وصلت إلى 50 في المئة.
واعتبر أن القرار ساهم إلى حد كبير في تأمين الأصناف المفقودة لارتفاع تكاليف تأمينها، وبرفع أسعارها عادت تدريجياً إلى السوق.
وطالت الزيادة الجديدة بعض أصناف المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية، بحسب ديروان.
أسعار الأدوية في المشافي الخاصة أعلى بثلاثة أضعاف
وفي سياق متصل، أوضح ديروان أن أصناف الأدوية ترتفع أسعارها في بعض المشافي الخاصة ثلاثة أضعاف أسعارها في الصيدليات، إن لم نقل جميعها، فلنتصور أن سعر حقنة في مشفى خاص وصل إلى 150 ألف ليرة، بينما سعرها في الصيدليات لا يتجاوز 50 ألف ليرة.
وربما تلجأ بعض المشافي إلى هذه الارتكابات من أجل رفع فواتيرها وتحميلها مبالغ إضافية، ولا سيما عندما تكون حالة المريض إسعافية، وهذا الأمر لوحظ في أكثر من مشفى، إذ يؤكد ديروان، أن هناك بعض المشافي الخاصة تلجأ إلى رفع فواتيرها عبر رفع أسعار الأدوية المقدمة للمريض.
بيع الأدوية عبر الإنترنت يتحوّل إلى ظاهرة مقلقة
من جهته، قال صيدلي في دمشق، إن ظاهرة بيع الأدوية عن طريق الإنترنت باتت ظاهرة خطرة جداً وتجب ملاحقة أي صفحة تروج لهذه الأنواع، خاصة أنها لاقت رواجاً واسعاً في الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أن معظم الناس يلجؤون إلى شراء هذه الأدوية والمنتجات الصحية عبر الإنترنت، إما بسبب طريقة الترويج اللافتة للمواطن أو بسبب سعرها الرخيص قياساً لسعر المنتج الأصلي.
ولفت إلى أن المروجين لهذه الأصناف يعتمدون على الشكل، وهذا يكون بتقليد المنتج الأصلي من خلال عبوات مقلدة، مع العلم أن معظم هذه الأصناف مجهولة المصدر والنوعية، حيث يتم تغليف العبوة بالشكل نفسه تماماً وشعار النوع الأصلي نفسه، لكن إذا تمعن الزبون بالعبوة بشكل جيد فيرى أنها تفتقد إلى العلامة المسجلة أو إلى ما يثبت أنها تعود إلى الشركة الأصلية.
أزمة الأدوية في سوريا
وبدأت معامل الأدوية في مناطق سيطرة النظام السوري، خلال الأشهر الماضية، بالمطالبة مجدداً برفع أسعار الدواء عقب الارتفاع الأخير في صرف الدولار أمام الليرة السورية، ورفعت المعامل بالفعل أسعار مختلف الأصناف الدوائية عدة مرات، خلال الفترة الماضية، من دون إعلان رسمي عن ذلك.
ويأتي ذلك، بعد نحو 10 أشهر على رفع سعرها بين (50 - 80 في المئة) رسمياً، وذلك في منتصف كانون الثاني الماضي. والتي سبقتها عملية رفع سعر للأدوية قبل شهر واحد فقط.