كشفت مصادر دبلوماسية لموقع تلفزيون سوريا الملفات التي طرحها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على تركيا في زيارته الأخيرة التي جاءت بعد يوم واحد من اللقاء الذي جمعه مع بشار الأسد في دمشق، حيث يسعى الأردن منذ مدة لزيادة فاعليته في الملف السوري، وفي هذا السياق جاءت استضافته للقاء عمان التشاوري في أيار 2023، الذي شكل أرضية انطلاق للتطبيع العربي مع النظام السوري.
واستطاعت عمان تضمين مطالبها للمسار والمتمثلة بإنهاء تهريب المخدرات، ووضع بند يخص تسهيل عودة اللاجئين بإشراف الأمم المتحدة، بعد أن بدأت المملكة العربية السعودية التطبيع ضمن اجتماع جدة الذي استضافت فيه وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد من دون أي تطرق للملفات الحساسة بالنسبة للأردن.
الأردن يعرض استضافة مباحثات على غرار أستانا
وفي سياق متصل، أفاد مصدر دبلوماسي مطلع لموقع تلفزيون سوريا بأن وزير الخارجية الأردني عرض خلال زيارته إلى أنقرة استضافة عمان لمباحثات تتعلق بالملف السوري، على غرار جولات أستانا التي أعلنت كازاخستان مؤخراً وفي عقب الجولة 20 من المسار أنه حقق غاياته، وبناء عليه لا تخطط لاستضافة جولات جديدة، قبل أن تعود وتبدي استعدادها للاستضافة لكن بشرط توافق جميع الأطراف على ذلك.
وأشار المصدر إلى أن الأردن يطمح لمزيدٍ من الحضور في الملف السوري، ويريد تقديم نفسه كوسيط موثوق في حل الأزمة السورية أمام الأطراف الدولية، ويعمل على أن يكون من الرعاة الأساسيين للإشراف على تطبيق مقاربة خطوة بخطوة، ولذلك يرحب دائماً باستضافة المباحثات الخاصة في سوريا سواء الأمنية أو السياسية.
وتتمسك تركيا باستكمال صيغة أستانا حتى وإن تم تحويل الجولات إلى بلد آخر غير كازاخستان، إذ ترى أن المسار حقق إنجازات مهمة على صعيد خفض حدة القتال، وتطمح لتحويله لنظام وقف إطلاق نار كامل، وتنظر إليه كآلية مناسبة لمعالجة مخاوفها الأمنية المتعلقة بانتشار التنظيمات الإرهابية على حدودها.
في المقابل تتمسك بعض الدول الضامنة مثل إيران باستبدال أستانا باللقاءات الرباعية التي تجمع كلاً من تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري.
تفعيل الترانزيت.. الطرق الدولية شرايين للاقتصاد الأردني
وأكدت المصادر لموقع "تلفزيون سوريا" أن الأردن طرح على الجانب التركي مناقشة تشكيل آليات لفتح الطرقات الدولية في سوريا الممتدة من شمال وشرق البلاد إلى غربها وصولاً للأردن.
ويحاول الأردن لعب دور الوساطة في هذا السياق بحكم علاقته الجيدة مع أنقرة، وتطور علاقاته بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة مع النظام السوري.
وحول أهداف الأردن من هذه الخطوة قال المصدر: الأردن له مصلحة باستعادة دوره في تجارة الترانزيت والاستفادة من عبور القوافل التجارية القادمة من تركيا إلى الخليج العربي، لكن يبدو أن الأمر مرتبط أيضاً برغبة عمان في تقديم مكتسبات اقتصادية للنظام السوري، تساعدها على إقناعه بالتعاون بشكل أكبر في مسألة الحد من التهريب عبر الحدود، والتجاوب مع مطالب الأردن المتعلقة بتسهيل عودة اللاجئين، إذ إن النظام دائماً ما يقابل الدول المطالبة بتسهيل عودة اللاجئين باشتراطات متعلقة برفع العقوبات الاقتصادية والعمل على زيادة عمليات إعادة التعافي المبكر وتسهيل إعادة الإعمار.
البحث عن أي قناة تنسيق
وتأتي زيارة الصفدي إلى كل من دمشق وتركيا بالتوازي مع تحركات عمان من أجل تجهيز الأجواء لعقد اجتماع للجنة الاتصال العربية المنبثقة عن الجامعة العربية، والمعنية بمتابعة تقدم نهج خطوة مقابل خطوة الخاص بحل الأزمة السورية.
ويبدو أن الأردن يبحث عن توفير أي قناة تنسيق بين مختلف الدول المنخرطة في الملف السوري، خاصة الساعية منها لزيادة الاتصال مع النظام السوري ومفاوضته لحل الأزمة، مما سيضمن لعمان فاعلية دبلوماسية وسياسية أكبر تزيد من ثقلها في الملف السوري.