icon
التغطية الحية

ارتفاع حالات الانتحار ونقص التمويل.. تفاقم أزمة الصحة النفسية شمال غربي سوريا

2024.10.16 | 12:33 دمشق

خيام النازحين السوريين شمال غرب سوريا (تلفزيون سوريا)
تفاقم أزمة الصحة النفسية شمال غربي سوريا مع ارتفاع حالات الانتحار ونقص التمويل
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تقرير أطباء بلا حدود يوثق معاناة أكثر من 4 ملايين شخص من أزمات نفسية شمال غربي سوريا.
  • سجّل عام 2024 زيادة في معدلات الانتحار بنسبة 14%.
  • قطاع الصحة العقلية يواجه نقصاً حاداً في التمويل، مما يهدد الخدمات الضرورية.
  • تحديات متزايدة في الحصول على الدعم النفسي بسبب الخوف من الأحكام الاجتماعية.

تفاقمت أزمة الصحة النفسية في شمال غربي سوريا بعد 13 عاماً من الحرب والنزوح، حيث يعاني أكثر من 4 ملايين شخص من ظروف مزرية، بما فيهم 3.5 ملايين نازح داخلياً. وتتنوع المشكلات النفسية بين اضطرابات ما بعد الصدمة، والقلق، والاكتئاب، نتيجة العنف المستمر، وفقدان الأحباء، وتدهور الأوضاع المعيشية.

وفقاً لرميسة سيح، مديرة أنشطة الصحة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود، يبدي السكان تعلقاً بالحياة رغم الظروف القاسية التي يعيشونها، مشيرة إلى تعليق مرضاها في إحدى جلسات التوعية بالانتحار: "نحن نحب الحياة إذا وجدنا طريقاً إليها"، وتؤكد سيح أن النساء يشكلن الغالبية العظمى من المرضى، ويتأثرن بشدة بالأوضاع الاقتصادية والعنف الأسري.

نقص التمويل

عام 2024، قدمت فرق المنظمة استشارات نفسية لأكثر من 12 ألف شخص، من خلال عيادات متنقلة في مخيمات النازحين، بينما شارك أكثر من 69 ألف مريض في جلسات جماعية للصحة النفسية. رغم ذلك، يعاني قطاع الصحة النفسية من نقص حاد في التمويل، حيث تم تمويل 26% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية حتى تشرين الأول 2024، فيما تواجه الخطة فجوة تمويلية بلغت 3 مليارات دولار، مع تلبية 10.5% فقط من احتياجات قطاع الصحة، مما يهدد استمرارية الخدمات الأساسية، خاصةً الرعاية النفسية.

يشير الدكتور أيهم الخطاب، طبيب في منظمة أطباء بلا حدود، إلى أن الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية تشكل عائقاً أمام وصول المرضى إلى الخدمات اللازمة، حيث يتجنب الكثيرون طلب العلاج خوفاً من نظرة المجتمع أو سوء الفهم.

الزلازل فاقمت الأزمة

وتفاقمت التحديات النفسية بشكل أكبر إثر الزلازل التي ضربت شمال غربي سوريا في عامي 2023 و2024، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الانتحار بنسبة 14% مقارنة بالعام السابق.

وقدمت فرق أطباء بلا حدود الدعم لـ 11 شخصاً حاولوا الانتحار، أغلبهم نساء تتراوح أعمارهن بين 20 و45 عاماً، بالإضافة إلى طفلين دون سن 15 عاماً.

تؤكد منظمة أطباء بلا حدود في بيانها على أهمية تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي من خلال إنشاء مساحات آمنة للنساء والأطفال، في محاولة لتمكين المتضررين من استعادة حياتهم. وفقًا لرئيس بعثة أطباء بلا حدود، توماس باليفيت، فإن الاستثمار في الصحة النفسية هو استثمار في استقرار مستقبلي، يتيح للسكان المتضررين التعافي من آثار النزاع والنزوح الطويل الأمد.