البث المباشر
لم تستثن الأزمة الاقتصادية في سوريا، وانخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، النظارات الطبية من ارتفاع الأسعار، حيث اضطر المريض الذي يحتاج لنظارة إلى البحث عن العدسات الرخيصة والمقاومة للكسر لضمان امتلاك نظارة لفترة أطول.
ورصد موقع "أثر برس" المقرب من النظام أسعار النظارات الطبية في سوق البصريات بدمشق، حيث أكد أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة والتذبذب بالأسعار دفع العاملين في سوق البصريات لرفع أسعار النظارات الطبية والعدسات.
وأضاف نقلاً عن أحد الباعة قوله إن "أفضل أنواع العدسات بالنسبة لفئة الشباب هي (البلو كات) لأنها عازلة لأشعة الشاشات ومضادة لها، وسعرها حالياً يتراوح بين 90 – 100 ألف ليرة سورية لأقل من درجتين فكلما زادت درجة العدسة زاد سعرها".
وتابع: "سعر الإطار يتراوح بين 60 إلى 70 ألف ليرة، بحسب نوعيته ونوعية المادة المصنوع منها، وبالتالي أصبحت تكلفة النظارة الجيدة تصل لـ 170 ألف ليرة سورية".
وأشار إلى أن "النظارة الجاهزة سعرها أقل من النظارة المفصّلة، لكونها تُعطى فقط لأعمار فوق 45 سنة، وتوصف للقراءة فقط".
أما بالنسبة لأسعار العدسات اللاصقة فأضاف بائع آخر للموقع أن العدسات (اللانسز) التي تُستخدم بشكل مؤقت، أي يتم ارتداؤها في المناسبات أو الحالات الخاصة أو اللقاءات لحماية العين من الحساسية، يتراوح سعرها وسطياً بين 90 و100 ألف ليرة، وهي ذات صلاحية قصيرة الأمد لأنه يمكن استخدامها 30 مرة فقط، لذلك يفضل كثير من الشباب ارتداء النظارة.
وبرر الباعة ارتفاع أسعار النظارات لارتفاع صرف الدولار أمام الليرة السورية كونها سلعة مستوردة، وسيطولها ارتفاع الأسعار كغيرها من السلع.
ونقل موقع "أثر برس" عن الشاب "وسام" وهو طالب جامعي يرتدي النظارة منذ 10 سنوات قوله إنه منذ سنتين لم يبدّل عدسات نظّارته نظراً لارتفاع سعرها.
وأضافت "أم ميّار" أنها اشترت نظارة طبية لابنها وبلغ سعرها 165 ألف ليرة، واختارت نوع العدسات (البلاستيك الأبيض) لأنها غير قابلة للكسر، إذ إن عدسات (البلو كات) مرتفعة الثمن بالنسبة لها.
أما الطالبة "غنى" فأشارت إلى أنها منذ أكثر من سنة ونصف لم تبدل نظارتها، وتفضل عدسات (البلو كات) الجديدة نظراً لميزاتها إلا أنها مرتفعة الثمن جداً.
ارتفاع الأسعار في سوريا
وتشهد الأسواق السورية في مناطق سيطرة النظام السوري انفلاتاً بين ساعة وأخرى، من جراء فوضى التسعير المتبعة من قبل التجار الساعين لتحقيق أكبر قدر من الأرباح من جيب المواطن، فضلاً عن تغاضي حكومة النظام عن مخالفات البيع بأسعار زائدة عن السعر المحدد في نشرات التموين.
ويعاني الأهالي القاطنون في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري من ضعف في القدرة الشرائية، في ظل ندرة فرص العمل وانخفاض الرواتب، إذ لا يتجاوز الحد الأدنى للرواتب 92 ألف ليرة سورية (نحو 14 دولاراً أميركياً)، في حين بلغ وسطيّ المعاشات 150 ألف ليرة.
ومع بداية عام 2023، ارتفع متوسط تكاليف المعيشة لعائلة مكونة من خمسة أفراد في سوريا إلى أكثر من 4 ملايين ليرة سورية، بعد أن كان في نهاية شهر أيلول من العام الفائت، نحو 3.5 ملايين ليرة سورية، بحسب دراسة نشرتها "جريدة قاسيون" المحلية.
