تفرض قوات الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري على أهالي دير الزور شرقي سوريا، وغيرهم ممن يعمل في جمع فطر "الكمأة" ويريد شحنها إلى العاصمة دمشق إتاوات تصل نسبتها إلى 60% من ثمن الحمولة، عدا عن منعهم من إخراج سيارات الكمأة إلا عبر ما يسمى "الترفيق الأمني"، من قبل عناصر تابعة للرابعة.
وتقول مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا "إنَّ عناصر الفرقة الرابعة تسيطر على سوق الكمأة في دير الزور وتحتكر المادة من قبل عناصرها الذين تعمل في جمعها، وكذلك من قبل عاملين آخرين يعانون صعوبة إخراج المادة إلى خارج المدينة لبيعها".
نقل الكمأة إلى دمشق بسيارات عسكرية
وتوضح المصادر أن عناصر من الفرقة الرابعة يجمعون الكمأة بأمر من ضباطهم، مضيفةً أن عملية النقل إلى دمشق تكون عبر كميات كبيرة وبسيارات عسكرية. في حين يعاني سكان وتجار محليون يعملون في جمع الكمأة من صعوبة تصريفها خارج دير الزور، ومن خسارتهم في عمليات نقلها من جراء فرض الفرقة الرابعة إتاوات مرتفعة عليهم.
وتؤكد المصادر، أنَّ هناك عناصر تتبع للفرقة الرابعة ولميليشيات أخرى تجمع الكمأة وتبيعها لضباط الفرقة بـ 15 ألف ليرة للكيلو، على أن تشحن الكميات بعد تجميعها لتباع في دمشق ببن 75 و100 ألف ليرة للكيلو الواحد. مشيرةً إلى تعاون ضباط من الفرقة الرابعة مع تجار محليين لشراء كميات كبيرة بأسعار منخفضة (15 ألف ليرة) ومن ثم نقلها إلى دمشق بسيارات عسكرية من دون دفع تكاليف النقل.
ولا تقتصر عمليات نقل الكمأة إلى دمشق على تصريفها في السوق المحلية، إنما يصدر قسم منها إلى خارج سوريا وخصوصاً دول الخليج، وخلال شهر آذار الجاري صُدرت 9 سيارات كمأة إلى السعودية و 9 أخرى إلى الكويت، وفقاً لتصريحات صحفية لعضو لجنة سوق الهال بدمشق محمد العقاد.
وأشار "العقاد" إلى أن هناك طلبا كبيرا على محصول الكمأة، قائلاً إن "التصدير يتم بشكل يومي".
الكمأة.. "المغمسة بالدم"
ويواجه جامعو الكمأة مخاطر عديدة منها انتشار الألغام و"التشليح" من قبل ميليشيات تفرض سيطرتها على بعض مناطق انتشار المادة، عدا عن وجود عناصر "داعش" في بادية حمص، وفقدان الكثير من الأشخاص لحياتهم من دون معرفة الجهة التي تقوم بتصفيتهم.
وخلال اليومين الماضيين، أفادت تقارير إخبارية بمقتل ثلاث نساء وجرح آخرين، في أثناء البحث عن الكمأة في باديتي محافظتي دير الزور وحمص شرقي سوريا.
اقرأ أيضا: مجدداً.. الألغام تحصد أرواح جامعي الكمأة في البادية السورية
ومنذ مطلع شباط الفائت، قتل 95 مدنياً وأصيب 15 آخرون، بانفجار ألغام ورصاص ميليشيات إيرانية، خلال عملية البحث عن"الكمأة" في مناطق متفرّقة من البادية السورية.
يشار إلى أنه منذ عام 2018، باتت عملية البحث عن "الكمأة" محفوفةً بالمخاطر، إذ شهدت العديد من مناطق جنيها في دير الزور والرقة والسويداء والريف الشرقي من حلب وحماة، انفجار العديد من الألغام وذخائر مخلّفات الحرب، التي أودت بحياة العشرات من عمّال جني الكمأ، فضلاً عن مقتل وإصابة بعضهم برصاص قوات النظام والميليشيات الإيرانية المنتشرة في المنطقة.