يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية اجتياح رفح، لليوم الرابع على التوالي، وسط اشتباكات "ضارية" مع الفصائل الفلسطينية.
قالت مصادر طبية في القطاع، إن 3 فلسطينيين قتلوا اليوم بقصف إسرائيلي على حي البرازيل جنوبي مدينة رفح، وفقاً لما نقلته "الأناضول".
صباح اليوم الخميس، أعلنت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" أنها قصفت تجمعات للجيش الإسرائيلي المتوغلة شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وقالت السرايا، في بيان نشرته عبر "تليغرام": قصفنا بقذائف الهاون من العيار الثقيل التحشدات العسكرية للعدو الصهيوني شرق حي الشوكة على الحافة الشرقية لمدينة رفح.
تتواصل الاشتباكات بين فصائل فلسطينية وقوات إسرائيلية متوغلة في مناطق شرقي رفح، على الحدود مع مصر منذ إعلان الجيش الإسرائيلي صباح الإثنين عن بدء عملية عسكرية في رفح قال إنها "محدودة النطاق".
ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ ثلاثة أيام، قصفا جويا ومدفعيا على مناطق بشرقي رفح، مما أدى إلى تهجير نحو 80 ألف فلسطيني، حسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الخميس.
إحصائية الضحايا
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 34.904 قتلى و78.514 مصاباً منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقالت الوزارة، في التقرير الإحصائي اليومي، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 60 قتيلاً و110 إصابات خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأضافت، ما يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
ووفقاً للبيان، فإن حصيلة الحرب الإسرائيلية ارتفعت إلى 34.904 قتلى و78.514 إصابة، معظمهم من النساء والأطفال، منذ بداية الحرب قبل 7 أشهر.
كما تسببت الحرب بدمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
عملية ثانية في غزة
بالتوازي مع اجتياح رفح أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، بدء عملية عسكرية في حي الزيتون بمدينة غزة شمالي القطاع، هي الثانية من نوعها منذ بدء الحرب الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، بدأ جنود الجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك" عملية بقيادة الفرقة 99، في منطقة الزيتون وسط القطاع، بهدف القضاء على حماس.
وأضاف البيان، تمت مهاجمة نحو 25 هدفا "معاديا"، من بينها مبان عسكرية وأنفاق هجومية ومواقع استطلاع، ومواقع قنص وبنى تحتية "معادية" أخرى.
وقال شهود عيان في مدينة غزة، إن طائرات إسرائيلية وبالتزامن مع توغل الآليات، شنت غارات مكثفة على أحياء الزيتون وتل الهوى والصبرة استهدفت منازل وطرقات وأراضي خالية، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والإصابات في صفوف المدنيين الفلسطينيين، بحسب وكالة "الأناضول".
وأضافوا أن المنازل المستهدفة تعود لعائلات "داوود، وياسين، وأبو حوار، وناصر".
وأسفرت الهجمات عن عمليات نزوح للمئات من الفلسطينيين من حيي الزيتون وتل الهوى إلى مناطق شمالي مدينة غزة، وفق الشهود.
وهذه هي العملية الثانية للجيش الإسرائيلي في المنطقة ذاتها، حيث أعلن في 21 شباط /فبراير الماضي بدء عملية عسكرية في حي الزيتون بزعم استهداف "بنية معادية تابعة لحركة حماس"، وسط نزوح مئات العائلات الفلسطينية من جراء القصف الإسرائيلي.
إنسانياً
طالبت الإدارة الأميركية إسرائيل بفتح معبر رفح الذي أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء السيطرة العملياتية عليه مما تسبب بانقطاع دخول المساعدات.
وقال متحدث وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، اليوم الخميس، إن كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة "غير مقبولة".
وأكد ميلر في مؤتمر صحفي أن بلاده تضغط على إسرائيل من أجل زيادة كمية المساعدات وضرورة فتح المعبر فوراً.
من جانبه، قال مدير وسائل الإعلام بمعبر رفح وائل أبو محسن، إنه تم إيقاف مرور المساعدات الإنسانية عبر المعبر بالتزامن مع وصول مركبات عسكرية إسرائيلية إلى المنطقة، والسيطرة على المعبر قبل يومين.
الأمم المتحدة: أكثر من نصف مباني قطاع غزة دُمرت
قالت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "إسكوا" إن 360 ألف مبنى في قطاع غزة تعرض لأضرار جزئية أو دُمر بالكامل، ووصفت الدمار بأنه "غير مسبوق".
ونشرت "إسكوا"، أمس الأربعاء، تقريراً تضمن معطيات من مختلف المؤسسات والمنظمات الفلسطينية والدولية حول الأضرار المادية التي لحقت بالمباني والبنية التحتية من جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وجاء في التقرير، أن 2 بالمئة من سكان قطاع غزة قتلوا، وأصيب 4 بالمئة، فيما تشرد جميع السكان تقريبا.
وأضاف، أن أكثر من 50 بالمئة من المباني في قطاع غزة ُدمرت، وتعرض 360 ألف مبنى لأضرار جزئية أو دمر بالكامل.
ورجح التقرير، وفقا لمعطيات حصل عليها باحثون من مركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك وجامعة أوريغون من القمر الصناعي كوبرنيكوس سينتينل-1 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، أن يكون ما بين 138 ألفا و172 ألف مبنى في غزة قد دُمر بالكامل أو تضرر بحلول 9 كانون الثاني/يناير الماضي.
ويمثل الرقم المذكور ما بين 48 بالمئة إلى 59.8 بالمئة من المباني في قطاع غزة.
في غضون ذلك، عرقل محتجون إسرائيليون، اليوم، حركة شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية كانت في طريقها إلى قطاع غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (تلفزيون كان) إن متظاهرين منعوا حركة شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في متسبيه رامون قرب إيلات جنوبي إسرائيل.
ووفقاً لهيئة البث، فإن المحتجين يطالبون بعودة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.