icon
التغطية الحية

اجتماع مجلس الأمن بشأن سوريا.. تبادل للتهم بين أميركا وروسيا في عرقلة المساعدات

2023.07.25 | 07:21 دمشق

آخر تحديث: 25.07.2023 | 10:50 دمشق

جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا - AFP
جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا - AFP
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أنهى مجلس الأمن الدولي جلسته الشهرية بشأن سوريا، مساء الإثنين، من دون اتخاذ أي خطوات، إلا أن الجلسة شهدت تبادل الاتهامات مجدداً بين مندوبي الولايات المتحدة وروسيا بشأن عرقلة دخول المساعدات عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا، في ظل تحذيرات أممية من تسييس الملف و"قطع شريان الحياة الوحيد لملايين السوريين".

روسيا والنظام السوري مسؤولان عن عرقة المساعدات

وقالت السفيرة الأميركية للأمم المتحدة في نيويورك، ليندا توماس غرينفيلد، إن روسيا مسؤولة بشكل كامل عن الانتكاسة في وصول المساعدات الإنسانية العابرة للحدود للمحتاجين إليها عبر باب الهوى لأنها رفضت التفاوض بنوايا حسنة.

وأضافت أن النظام السوري أصدر بياناً حول السماح بعبور المساعدات عبر باب الهوى وفيه بنود مرفوضة ستعرقل وصول المساعدة، وسوف تضع العمليات في خطر، وفتح باب السلام والراعي لم يشتمل على هذه القيود.

خمسة شروط أميركية لوصول المساعدات

وأكدت أن الولايات المتحدة انضمت إلى هيئات مانحة كبرى في إصرارها على أن أي وصول عبر الحدود، وترتيبت لهذا الوصول يجب أن يشتمل على عناصر خمسة رئيسية وهي:

- ضمان استقلالية العمليات، والسماح للأمم المتحدة بالتعامل مع جميع الأطراف على الأرض، بما يتفق مع كيفية تقديم المساعدة في جميع أنحاء العالم.

- الحفاظ على بنية الاستجابة في عموم سوريا، بحيث تكون الأمم المتحدة قادرة على الاستمرار في إدارة مراكز الاستجابة خارج المناطق التي يسيطر عليها النظام.

- يجب ألا يتدخل النظام في ترتيبات الوصول بين الأمم المتحدة والسلطات المحلية في المناطق غير الخاضعة لسيطرته.

- استمرار وصول المساعدات في فترة الشتاء، وضمان عدم انقطاعها لتوفير قدرة على التنبؤ وتحقيق الكفاءة التي تحتاجها الهيئات المانحة.

-أن تكون الأمم المتحدة هي القادرة على تحديد لمن تصل المساعدات الإنسانية بشكل يتماشى مع مبادئ الحياد.

أي تقديم للمساعدات يجب أن يحافظ على عملية رصد التعاون عبر الحدود التي نص عليها القرار 2165، وأن يتم تفادي أي شروط جديدة لتقديم تقارير جديدة لشركاء ومستفيدين.

المساعدات ستستمر بالتنسيق مع النظام السوري

من جهته، قال نائب السفير الروسي للأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، إن بلاده تأمل ألا يقوم "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (أوتشا) بتلبية المطالب الغربية بما يخص المساعدات الإنسانية في سوريا.

وأشار إلى أنّ المساعدات الإنسانية لسوريا ستستمر بالتنسيق مع النظام السوري، مضيفاً أن "التوتر في سوريا سببه الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية على أراضيها".

ورحب بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، وإعادة إقامة علاقات مع تركيا، ووصف ذلك بأنه "سيسهل التوصل لتسوية للأزمة السورية".

ولفت إلى أن عمل اللجنة الدستورية "سيستأنف بعد تحديد الأطراف لسياق أو مكان للاجتماع أنسب من سويسرا، وهذه عملية أوشكت على الاكتمال".

شهور من الدبلوماسية لم تُترجم إلى نتائج ملموسة

بدوره، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، غير بيدرسن، إن شهوراً من "الدبلوماسية التي كان من الممكن أن تكون مهمة، لم تُترجم إلى نتائج ملموسة" للسوريين على الأرض- في الداخل أو الخارج- ولم تسفر عن تحركات حقيقية في العملية السياسية.

تشاطر بيدرسن، مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، خيبة الأمل إزاء عدم تمكن مجلس الأمن من الموافقة على تمديد تفويض آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، والتي وصفها بأنها تمثل "شريان حياة لملايين المدنيين".

من جهته، أكد راميش راجاسينغهام، مدير التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن مستقبل المساعدات عبر الحدود "لا ينبغي أن يكون قرارا سياسيا، بل يجب أن يكون إنسانيا".

وقال إن الأمم المتحدة وشركاءها على استعداد لمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة عبر الحدود، من خلال معبر باب الهوى، مشيراً إلى رسالة النظام السوري التي تمنح الأمم المتحدة الإذن باستخدام المعبر. وأخبر أعضاء المجلس بأن المنظمة تواصل الانخراط مع النظام بناء على الشروط الموضحة في تلك الرسالة والأساليب القائمة على المبادئ بالنسبة لعملياتنا.

وقال راجاسينجهام إن الأمم المتحدة ووكالاتها مستمرون في الوصول إلى شمال غربي سوريا عبر معبري باب السلام والراعي الحدوديين، وأعرب عن أمله في تمديد موافقة النظام السوري لاستخدام المعبرين قبل انتهاء صلاحيتها في 13 أب.

تفعيل اللجنة الدستورية

وأكد بيدرسن على ضرورة التحلي بالإرادة السياسية للتغلب على القضايا التي حالت حتى الآن من دون إعادة انعقاد اللجنة الدستورية، على الرغم من كونها نقطة إجماع واضحة بين العديد من الفاعلين الرئيسيين.

وأضاف: "على الرغم من أن جميع القضايا ليست في أيدي السوريين وحدهم، فإن إحدى القضايا التي يمكن ويجب أن تكون في أيديهم هي الدستور المستقبلي لبلادهم".

كما أقر بأن التقدم الذي تم إحرازه خلال دورات اللجنة الدستورية الماضية كان بطيئا للغاية، إلا أنه أعرب عن قناعته بأنه من الأفضل لكل الشعب السوري أن تستأنف هذه العملية وأن تتعمق كي يتم بناء بعض الثقة تدريجياً.

عودة اللاجئين

وذكر بيدرسن أن الظروف الحالية في سوريا لا تساعد على عودة اللاجئين بشكل آمن وكريم وطوعي، مطالباً النظام السوري ببذل المزيد من الجهد لمعالجة المخاوف المستمرة المتعلقة بالحماية.

وأوضح المبعوث الخاص أن المدنيين في سوريا لا يزالون يتعرضون للاحتجاز التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري، فضلاً عن تعرضهم للوفاة والإصابة بسبب الاشتباكات العنيفة.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر بيدرسن أن سوريا لا تزال مقسمة جغرافيا، ولا يزال المجتمع السوري منقسما حول قضايا عديدة مع وجود خمسة جيوش أجنبية على الأراضي السورية، وأعرب عن قلقه من تصاعد التوترات بين هذه الجيوش خلال الشهر الماضي.