حققت سيدتان سوريتان "إنجازاً لافتاً" بفوزهن في الانتخابات البلدية البلجيكية، التي جرت الأحد الماضي في البلاد، وذلك بعد أعوام من وصولهن إلى بلجيكا كلاجئتين هاربتين من الحرب.
وفازت البلجيكية السورية سالي غنوم، المرشحة عن قائمة "الحزب القومي الفلمنكي" بالانتخابات بمجلس منطقة دورنه التي يسكن فيها نحو 85 ألف نسمة، وتعتبر أكبر منطقة ضمن مدينة انتويرب.
وأعربت سالي (44 عاماً) في مقابلة مع موقع "تلفزيون سوريا" عن سعادتها بفوزها في الانتخابات البلدية.
وتحدث غنوم مشاريعها القادمة في البلدية، وقالت "بما أني نجحت بمنطقة صغيرة سوف أهتم بالعمل الخدمي وسأركز على حل مشكلات الناس الخدمية والحياتية، بالإضافة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ضمن الإمكانيات المتاحة".
وأشارت إلى أن "هذا على المستوى المنظور، أما على المستوى المستقبلي فسيكون هدفي إذا نجحت بالانتخابات الإقليمية القادمة تغيير قانون العمل المجحف وخفض الضرائب، الأمر الذي سيفيد الاقتصاد بشكل عام وبالتالي ينعكس بشكل إيجابي على أهل البلد والقادمين الجدد".
وعن دور الفن في خططها المستقبلية، لا سيما أنه كان من ضمن برنامجها الانتخابي، تقول الفنانة والمخرجة السورية "دعم المشاريع الفنية والثقافية أمر مفروغ منه وسوف أركز بشكل كبير على المشاريع الثقافية والاجتماعية والنشاطات الإنسانية"، مشيرة إلى أنه "بسبب أزمة كورونا وحرب أوكرانيا والحرب في غزة تراجع الاقتصاد كثيراً الأمر الذي انعكس سلباً على تلك المجالات، لذلك سوف أركز على تقوية الاقتصاد أيضاً".
غنوم: "سأسعى لخدمة أهلي وناسي قدر استطاعتي"
وعما تستطيع تقديمه لأبناء جاليتها، تقول غنوم "أنا ما زلت ببداية الطريق، ولا أستطيع أن أعطي وعود كبيرة، ولكن أنا سواء كنت بمركز سلطة أو لا، لن أفعل أي شيء يضر بأهلي وناسي، وسوف أسعى دائماً لخدمتهم قدر استطاعتي، وإن شاء الله بالمستقبل سوف أقدم لهم أكثر، وهذا ينطبق على من انتخبني ولم ينتخبني".
أما فيما يخص القادمين الجدد، قالت غنوم "سأحول قدر المستطاع مساعدتهم بالأمور الإدارية والقانونية وأن أكون قربهم فيما لو احتاجوني وهذا ما كنت أفعله قبل الانتخابات وسأستمر بذلك حسب الإمكانيات والسلطة الممنوحة لي".
وقبل وصولها إلى بلجيكا، درست سالي البالغة (44 سنة) الموسيقا في حلب وعملت كمدرسة موسيقا واللغة الإنجليزية للأطفال، وغادرت وطنها في آب 2015، ولجأت مع عائلتها الصغيرة بمدينة أنتويرب في بلجيكا.
ودرست غنوم في بلجيكا الإخراج السينمائي والتلفزيوني بعد حصولها على منحة كاملة من جامعة أميركية قي مدينة أنتويرب بعد شهرين من وصولها إلى بلجيكا عام 2015.
ويدعو "الحزب القومي الفلمنكي" المصنف كحزب (يمين الوسط) إلى استعادة السيطرة على الحدود، وأن يتم تقديم طلب اللجوء خارج الاتحاد الأوروبي والمأوى والحماية أيضاً خارج الحدود الأوروبية أي في المنطقة التي قدم منها اللاجئ، كما يطالب بعدم منح حق اللجوء والإقامة لأي شخص يحاول الدخول إلى الأراضي الأوروبية بشكل غير قانوني، ويريد أن يصبح "اللجوء نعمة وليس حقاً مكتسباً".
فائزة عن "حزب العمل"
أيضاً، فازت السورية سهام حزوري في الانتخابات البلدية عن "حزب العمل" أو "PVDA" في بلدية دورن.
وحصلت سهام على 1449 صوت على مستوى مدينة أنتويرب، 415 صوت على مستوى منطقة دورن، وبالتالي استطاعت الحصول على مقعد في بلدية دورن.
وتنحدر سهام من مدينة حلب وكانت مرشحة للانتخابات البلدية على قائمة "حزب العمل" في مدينة أنتويرب، ورقمها في المدينة هو 39 أما على قائمة منطقة دورن فرقمها 19، وعملت السورية سهام كمتطوعة اجتماعية ومعلمة لغة عربية.
وترشح للانتخابات عدد من السوريين الحاصلين على الجنسية البلجيكية، معظمهم عن الأحزاب اليسارية الداعمة للاجئين، لا سيما حزب "الخُضر"، لكن الحظ لم يحالفهم.
نتائج الانتخابات
وبالعودة إلى نتائج الانتخابات، حافظ الحزب القومي الفلمنكي أو "التحالف الفلمنكي الجديد" (NVA) على موقعه كأكبر حزب في أنتويرب في الإقليم الفلمنكي.
وكانت استطلاعات الرأي قد توقعت نتائج متقاربة في أنتويرب بين عمدة أنتويرب بارت دي ويفرز من حزب "NVA"، وحزب "PVDA" اليساري بزعامة يوس دايسي، لكن الصعود الكبير لليسار لم يتحقق، ولا يزال دي ويفرز عمدة أنتويرب الحالي، هو الأكبر بفارق كبير حيث حصل على أكثر من 37% من الأصوات.
وظل حزب العمل "PVDA" عالقاً عند أكثر من 20%، أما بالنسبة لحزب "NVA"، يكفي أن يتحالف مع حزب واحد لتشكيل أغلبية مستقرة.
ولا يزال ترتيب الأحزاب الحاكمة أيضاً في إقليمي بروكسل ووالونيا على حاله، ففي بروكسل، لا يزال الحزب "الاشتراكي اليساري" الذي يتزعمه عمدة المدينة فيليب كلوز على رأس السلطة، وحافظ "الحزب الاشتراكي" مرة أخرى على موقعه كأكبر حزب في مدينتي لييج وشارليروا في إقليم والونيا.
لأول مرة.. "فلامس بيلانغ" يتولى منصب عمدة بلدية
وأما الحزب اليميني المتطرف "فلامس بيلانغ"، يتولى منصب عمدة مدينة لأول مرة، حيث أصبح جاي ديسيلير عمدة مدينة نينوف الفلمنكية الشرقية غربي بروكسل، وحققت قائمة فورزا نينوف، وهو فرع من حزب "فلامس بيلانج" المحلي، الأغلبية المطلقة في بلدية نينوف يوم الأحد.
وقال ديسيلير في خطاب الفوز الذي ألقاه "لقد كتبنا التاريخ.. وألقينا الطوق في سلة المهملات"، في إشارة إلى "التطويق الصحي" الذي أبعد حزب "فلامس بيلانغ" عن الائتلافات لسنوات.
وقام الإقليم فلاندرز هو الجزء الشمالي الناطق بالهولندية من بلجيكا مؤخراً بتعديل قواعده الانتخابية، وإحدى هذه القواعد الجديدة هي أن زعيم أكبر حزب يصبح تلقائياً عمدة المدينة الجديد.
وتتكون بلجيكا من 3 أقاليم وهي الإقليم الفلمنكي ويتألف من 5 محافظات فلمنكية، وإقليم والونيا ويتألف من 5 محافظات والونية، إضافة إلى إقليم بروكسل العاصمة ويتألف من 19 بلدية تابعة لبروكسل.
ويشار إلى أنه لكل إقليم حكومته التي تتخذ القرارات في الشؤون الاقتصادية والبيئية وأمور المواصلات وغير ذلك ولكل إقليم أيضاً برلمان.