يخوض خمسة من البلجيكيين السوريين غمار الانتخابات البلدية في بلجيكا على قوائم أحزاب "اليسار" التي دعمتهم خلال الأعوام الماضية بعد وصولهم إلى البلاد كلاجئين.
السوري يوسف عمر قويقة (33 عاماً) رشح نفسه في الانتخابات البلدية عن حزب "الخضر" أو "خرون" اليساري في مدينة أنتويرب.
يوسف اضطر لمغادرة وطنه عام 2012 بسبب الحرب إلى تركيا عبر معبر كسب، وبعد وصوله إلى تركيا عمل في منظمات إغاثية ومدارس للاجئين في مرسين.
من طباخ إلى مرشح عن حزب "الخضر"
وفي عام 2014، انتقل يوسف إلى بلجيكا وتعلم اللغة الهولندية وأسس أول منظمة مجتمعية سورية بالإضافة إلى مدرسة عربية للأطفال.
وبدأ يوسف العمل كمساعد طباخ ثم ما لبث أن أصبح طباخاً رئيساً ومسؤولاً عن عدة فروع لمطاعم بلجيكية، كما قام بترجمة الأخبار وتقديم النصائح للقادمين الجدد عبر منصات مختلفة.
ويقول يوسف لموقع "تلفزيون سوريا" إن منظمته "المتطوعون السوريون" حصلت على جائزة أفضل منظمة ناشئة عام 2018.
يعمل يوسف حالياً كمساعد اجتماعي للقاصرين القادمين الجدد وكترجمان.
وقرر يوسف دخول المعترك السياسي في الانتخابات البلدية وانضم إلى حزب "خرون" لدعمه للمهاجرين والأقليات، مع التركيز على التعليم، والإسكان، وتوفير فرص العمل لكل فئات المجتمع في بلجيكا.
ويتوقع يوسف، المرشح لانتخابات بلدية أنتويرب تحت رقم 31، أن يحصل على دعم من المجتمع العربي بفضل تواصله الدائم ونشاطاته الاجتماعية المتنوعة.
وعن سبب ترشحه للانتخابات، يقول يوسف إنه حصلت عدة مرات نقاشات مع سوريين وعرب ودعوه إلى الترشح لإيصال صوتهم للبلدية.
مرشح عن "الحزب الاشتراكي"
أما السوري البلجيكي أحمد حنيفة المنحدر من مدينة حلب (31 عاماً) رشح أيضاً نفسه للانتخابات البلدية في مدينة بروكسل.
وكان أحمد يدرس في جامعة حلب قسم الترجمة لكنه لم يستطع إكمال دراسته بسبب بدء الحراك المسلح في حلب.
عمل أحمد قبل مغادرته سوريا في صيدلية خلال دراسته كما عمل كمراسل لموقع إلكتروني رياضي إضافة إلى العديد من المنظمات والهيئات في حلب، وفي عام 2013 عمل كمصور وتعرض للإصابة وفق ما يقول لموقع "تلفزيون سوريا".
كما عمل أيضاً في العديد من المشاريع التنموية والإعلامية إلى أن غادر سوريا في نهاية 2015 عبر طريق البحر من تركيا لليونان ومن ثم براً وصولاً إلى بلجيكا.
وبعد لجوئه سكن أحمد في مدينة بروكسل، وتعلم اللغة الفرنسية وحاول إكمال دراسة الصيدلة لكنه لم يستطع ويرجع ذلك لعدة أسباب وفق ما يقول لموقع "تلفزيون سوريا" منها "ظروف اقتصادية وأيضاً كانت فترة سقوط حلب وانتقالها لحكم النظام".
ويضيف "تحولت للعمل في المنظمات أيضاً في بلجيكا وعملت في منظمة كانت تساعد اللاجئين في بلجيكا ولبنان لمدة عامين وحالياً لدي عملي الخاص وهو متجر (هواتف وطباعة وتصوير وخدمات ورقية) وكذلك أعمل لدى منظمة حقوقية سورية".
كما أسس أحمد إضافة إلى آخرين منظمة "own narrative" ويقول إنها "قامت بمشاريع مثل نشر الوعي لدى السكان حول الانتخابات الحالية".
وعن سبب خوضه غمار الانتخابات، يقول حنيفة "أنا متابع ومهتم بالانتخابات ولدي نشاط على الفيسبوك عبر نشر الأخبار منذ بدء أزمة كورونا إضافة إلى تقديمي خدمات ورقية للجالية السورية عبر متجري ولدي خبرة بالعمل الإداري في بلجيكا".
يقول أحمد، المرشح على قوائم الحزب تحت رقم 13، في منطقة سان جوس في بروكسل "بناء على ذلك تم اختياري من قبل الجالية المتواجدة في الحي الذي تسكنه جالية كبيرة من السوريين بهدف أن يكون هناك شخص سوري متواجد في مركز صنع القرار".
اختار أحمد الترشح ضمن قائمة "الحزب الاشتراكي الفرنسي" وهو حزب يساري "السبب هو قوة الحزب في المنطقة ومكانته المهمة والفكر اليساري المساعد الملبي لأهداف الجالية أيضاً"، وفق ما يقول.
يضيف أن "سياسة الحزب منفتحة على اللاجئين وبرنامج الحزب هو تعزيز الأمن في الحي وتوفير أماكن إضافية للسكن وتوفير أماكن جديدة في الروضات والمدارس، وكذلك الأمر وضع كاميرات مراقبة في الحي والنظافة ومثلاً إغلاق المقاهي في الحي عند الساعة الواحدة ليلاً للحفاظ على الأمن وتقديم قسائم شرائية لمساعدة السكان".
وعن برنامجه الشخصي يقول "هو جزء من برنامج الحزب بالإضافة إلى افتتاح مركز خدمي للسوريين وللجالية السورية والعربية بحيث يكون مكاناً لتنظيم الاجتماعات والنشاطات الثقافية والاندماج مع المجتمع البلجيكي، وكذلك إيصال صوت التجار المتواجدين في المنطقة والجالية القاطنة في الحي".
وعن فرصه وفرص الحزب بالفوز بالانتخابات يقول "فرص الحزب جيدة، وتُعتبر المنطقة يسارية، وفرصي في النجاح ممكنة، ولكن كان من الممكن أن تكون أفضل حيث نظام الانتخاب في بلجيكا بالنسبة للبلديات يتطلب تسجيل الأشخاص غير المجنسين لكي يستطيعوا المشاركة خلال مدة زمنية قبل 31/07. وكان قراري المرتبط بدخول الانتخابات متأخراً وغير متوقع حيث لم تكن هناك العديد من حالات التسجيل، ولكن هناك فرصة بالتأكيد مع وجود الجالية وبناء على المعارف من المتجر والحي، وكذلك الحملة الانتخابية، وأتوقع بكل تأكيد الحصول على دعم من الجالية العربية والسورية".
صيدلاني يسعى للفوز بالانتخابات
في مدينة غنت، ترشح البلجيكي السوري حسن الخلف (42 عاماً) أيضاً للانتخابات البلدية.
وقبل وصوله إلى بلجيكا كان حسن المنحدر من الرقة يقيم في دمشق، ودرس الصيدلة في جامعتها، وعمل كصيدلي في صيدليته في منطقة باب شرقي بدمشق.
غادر حسن سوريا في أواخر عام 2015، واستمرت رحلة لجوئه نحو شهر إلى أن وصل إلى بلجيكا بحسب ما يقول لموقع "تلفزيون سوريا".
يضيف حسن "كان هدفي هو الوصول لمكان آمن لي ولأسرتي.. عرفت مبكراً أن مفتاح البلد الجديد هو اللغة، وحصلت على عشر مستويات للغة الهولندية في مدينة غنت وقدمت شهادتي للتعديل ودرست لمدة سنة ونصف في جامعة غنت وحصلت على تعديل شهادتي وأعمل حالياً في شركة لتطوير وتحليل الأدوية".
وعن سبب ترشحه للانتخابات البلدية، يقول إن هدفه "المشاركة في الحياة السياسية وبناء البلد وإيصال صوتنا كسوريين وعرب إلى مراكز القرار".
يضيف "أنا مرشح ضمن قائمة حزب الخضر أو خرون، وأنا عضو بالحزب منذ ست سنوات"، مشيراً إلى أن "حزب الخضر هو من أكثر الأحزاب انفتاحاً وتسامحاً تجاه الآخر بشكل عام بغض النظر عن اللون والدين والأصل وغيره، وهو مؤيد لتأمين ظروف إنسانية للاجئين وإعطائهم حقوقهم كاملة وعدم التمييز بين لاجئ وآخر واحترام إنسانية الجميع، والحزب مؤيد ومدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني".
يلفت المرشح على قوائم حزب "خرون" تحت رقم 35 إلى أن برنامج الحزب في مدينة غنت ينطلق من ثلاث نقاط وهي "حق السكن بأسعار مقبولة للجميع ودعم السكن الاجتماعي ومدينة صحية للجميع ورعاية صحية عالية المستوى وجوار اجتماعي تضامني ودافئ للجميع".
وعن برنامجه الانتخابي كمرشح، يقول "أنا أتَبنى برنامج الحزب السابق بشكل كامل بالإضافة إلى: دعم التعددية والتنوع الثقافي وتكافؤ الفرص للجميع ونبذ العنصرية ورفع مستوى برامج اندماج ودعم القادمين الجدد وتأمين فرص عمل لهم، وأنا أسعى إلى دعم اللغة العربية وإدخالها إلى المدارس كلغة أجنبية".
وعن فرص حزبه للفوز بالانتخابات، يقول "الحزب الأخضر من أقوى الأحزاب في مدينة غنت، ولدينا حالياً 14 عضو مجلس مدينة وخمس مكاتب إدارية للمدينة، وأتوقع فوز الحزب بمقاعد أكثر لأنه قدم خدمات كثيرة ونفذ برنامجه السابق. لدي أمل كبير في النجاح بالانتخابات وأتوقع دعم العرب والسوريين لأني منهم وأمثلهم وأتبنى طموحاتهم وأمنياتهم طبعاً".
وفيما إذا كان قد تعرض لمضايقات كونه مرشح من أصل سوري، قال إن "الأحزاب المتطرفة تهاجمنا دائماً، وقرأت على صفحة أحد الأحزاب المتطرفة مهاجمة دعوتي لإدخال اللغة العربية إلى المدارس كلغة أجنبية".
"نقل معاناة السوريين لصناع القرار"
البلجيكي السوري إبراهيم ويتي (33 عاماً) ترشح أيضاً على قوائم حزب "الخضر" في منطقة ميركسيم التابعة لمدينة أنتويرب تحت رقم 10.
يقول إبراهيم، الذي ينحدر من مدينة سلقين في ريف إدلب، لموقع "تلفزيون سوريا" إنه ترشح للانتخابات بهدف نقل المشكلات التي يعاني منها أفراد الجالية السورية لصناع القرار في المجلس البلدي في البلدية.
وعن سبب اختياره لحزب "خرون" للترشح تحت قوائمه، يقول إبراهيم: "انتسبت له وترشحت ضمن قوائمه لأن لديه أهدافاً تتقاطع مع مصالحنا كجالية سورية، ومن بينها أنه ضد العنصرية ويريد تحقيق دخل عادل للجميع وبيئة تعليمية آمنة للأطفال ويهتم بالتأمين الصحي، إضافة إلى أنه حزب يقف إلى جانب المهاجرين بشكل كامل".
أربع نساء مرشحات والآلاف يحق لهم التصويت
كما ترشح السوري أحمد غباش (30 عاماً) الذي وصل إلى بلجيكا قبل نحو 9 سنوات في بلدية إبير شمال غربي بلجيكا على قائمة حزب "Vooruit".
وبحسب موقع الحزب، "بذل أحمد الكثير من الجهد في البحث عن عمل وإتقان اللغة بعد وصوله إلى البلاد، وأصبح نقطة اتصال للعديد من الأشخاص الذين انتهى بهم الأمر في بلجيكا".
إضافة إلى السوريين الخمسة، ترشحت أيضاً أربع نساء سوريات للانتخابات البلدية عن عدة أحزاب.
ستقام الانتخابات البلدية في 13 من الشهر الجاري وسط مشاركة آلاف السوريين الذين حصلوا على الجنسية البلجيكية.
يحق أيضاً للآلاف من الاجئين السوريين ممن أقاموا في بلجيكا أكثر من خمس سنوات التصويت في الانتخابات شريطة تسجيل رغبتهم بذلك قبل مدة من إجرائها.
على مدار الأعوام العشر الماضية، فرَّ عشرات الآلاف من السوريين هرباً من الحرب وبحثاً عن الأمان والمستقبل لهم ولأطفالهم، وحصل كثير منهم على الجنسية البلجيكية بعد أن استوفوا الشروط اللازمة.