icon
التغطية الحية

إقبال على تعاطي الميلاتونين في سوريا وأطباء يحذّرون

2024.07.07 | 17:39 دمشق

438838_0.jpg
انتشار تناول حبوب الميلاتونين للنوم بشكل كبير في سوريا
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

يتزايد الإقبال على تعاطي هرمون الميلاتونين في سوريا بشكل عام، وفق صيادلة وأطباء، وذلك مرتبط بزيادة حجم الضغوط النفسية والمشكلات اليومية التي يعاني منها الشعب السوري، إضافةً إلى العمل لفترات طويلة.

والميلاتونين هو هرمون طبيعي تنتجه الغدة الصنوبرية، ومن المفترض أن يتزايد إفرازه بعد بدء الظلام ويصل إلى ذروته بين الساعة 2-4 فجراً، ثم يتضاءل مع ما تبقّى من فترة الليل.

يزيد هذا الهرمون من الرغبة في النوم، لكن شريحة واسعة من السوريين تعاني حالياً من الأرق وفق استطلاع أجراه موقع تلفزيون سوريا مع أكثر من 25 شخصاً في دمشق وريفها، بعضهم يعمل لساعات متأخرة من الليل، والبعض الآخر يعاني من التفكير بكيفية تأمين لقمة العيش في اليوم التالي.

وسبق أن جاء في بيان لـ برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتح، العام الفائت، أنّ 70% من السوريين ربما لا يتمكنون في المدى المنظور من توفير الطعام لعائلاتهم، مشيراً إلى أنه هناك 12 مليون سوري لا يعرفون من أين ستأتيهم الوجبة التالية من الغذاء، و2.9 مليون آخرين معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع.

رغم خطورة تعاطي أدوية الميلاتونين على المدى الطويل، بحسب بعض الأطباء، إلا أن كثير من السوريين باتوا يتعاطونه، ليتمكنوا من الخلود للنوم في الوقت المناسب.

ولا يحتاج هذا الدواء عند شرائه من الصيدلية أي وصفة طبية، رغم أنّه يعتبر مضاداً للأرق ومنوّم، وبحسب تأكيد الأطباء الذين التقاهم موقع تلفزيون سوريا، فإنّه من المستبعد أن يسبب تعاطيه إدماناً بمعنى الإدمان المعروف على المهدئات النفسية، التي لا تُصرف إلا بوصفة طبية.

أطباء يحذّرون

لكن رغم ذلك، حذّر الأطباء من الوقوع في ما يُسمّى "الاعتياد النفسي"، أي أن الشخص الذي تعاطى هذا الهرمون ووجد فيه راحة نفسية بخلوده إلى النوم بعد معاناته مع الأرق، قد يعاني نفسياً من قدرته على النوم من دون حصوله على الجرعة التي اعتاد عليها، وهذا ليس لحاجة جسمه للهرمون، بل لسبب ربطه للنوم بهذا الدواء.

وهنا قد يقع الشخص في ضرر استخدام الميلاتونين على المدى الطويل، علماً أن هذا الدواء مخصّص للاستخدام خلال خطط العلاج قصيرة الأجل فقط، بينما أصبح لدى البعض ضمن روتين حياتهم اليومي ودواء مستمر مدى الحياة.

يحذّر الأطباء من التوازنات الهرمونية في جسم الإنسان، مشيرين إلى أن جرعات مفرطة ومستمرة من الميلاتونين قد تسبّب أضراراً في عمل الغدة الصنوبرية، في وقت يعتقد بعض المتعاطين لهذا الهرمون أنه مكمّل غذائي آمن يشبه الفيتامينات.

والميلاتونين -وفقاً للأطباء وللنشرة الدوائية المرفقة- يُوصف لمرضى الأرق بعد سن الخمسين والعاملين في ورديات الليل والمسافرين، ولفترات علاج قصيرة، كما يُوصف للأطفال والمراهقين الذين يعانون من طيف التوحّد الذاتوي أو متلازمة "سميث ماجينز"، حيث تكون فترات النوم لدى هؤلاء غير كافية.

أي أن هذا الهرمون بصيغته الدوائية المنتشرة في الصيدليات وتُباع من دون وصفة طبية، ليست مخصّصة للاستخدام اليومي لأي شخص ولفترات طويلة، لكن رغم ذلك ينتشر بشكل كبير ومتصاعد بين الناس، خاصةً أن سعره لا يتجاوز الـ20 ألف ليرة مع 30 قرص مضغوط.

الجرعة المُوصى بها وبحسب نشرات ثلاث شركات تنتج الأدوية هذه في سوريا، اطلع عليها الموقع، هي "2 ملغ" يومياً قد تزيد إلى 5 في بعض الحالات عند عدم الاستجابة، والجرعة الأكبر (القصوى) هي "10 ملغ"، وهذا ما دفع بعض الشركات حديثاً (منها حماة فارما) إلى إنتاج أدوية بجرعات الحد الأعلى بعد أن كان الشائع هو "2-5 ملغ".

من الآثار الجانبية لاستخدام الميلاتونين على المدى الطويل، وفقاً للأطباء، هي النعاس المستمر، العصبية، والتململ، أحلام غير طبيعية، كوابيس، صداع، شقيقة، دوخة، ارتفاع ضغط دم غير مبرر، ألم بطن، عسر هضم، غثيان.

وتؤكّد شركات الأدوية -عبر النشرات المرفقة بالدواء- أنّ هذه الآثار الجانبية غير شائعة، لكن أكثر من طبيب أكّد شيوع النُعاس المستمر والعصبية والصداع والأحلام غير الطبيعية.