ما يزال التقنين الكهربائي في محافظة اللاذقية وريفها الخاضعة لنظام الأسد، يتسبب بخسائر فادحة للمحلات التجارية المعتمدة على البرادات والمقاهي الشعبية والمطاعم.
وخلال جولة سريعة في المدينة يلاحظ إغلاق لمحال البوظة والعصائر ومحال الفروج واللحوم والألبان والأجبان نتيجة فسادها بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، حيث يتم وصل التيار ساعة ونصف في المدينة و4 ساعات قطع، وفي الريف 45 دقيقة وصل و5 ساعات قطع متواصلة.
بطالة.. وخسائر بالملايين
بوظة "جعارة" من أشهر محال البوظة ولديه فروع في جميع مناطق اللاذقية، كانت براداته خالية من البوظة واعتذر من الزبائن بسبب خسارته التي تفوق الملايين إثر انقطاع الكهرباء المتواصل.
وقال أحد العاملين فيه:" كانت خسارتنا بموسم الصيف تفوق الملايين نتيجة التقنين"، ويضيف "بالنسبة لتشغيل المولدات الكهربائية فقد أصبح سعر ليتر البنزين أكثر من 4500 ليرة سورية، وبهذا تحتاج المولدات يوميا بجميع الفروع لمليون ليرة".
واضطر صاحب محل لبيع الفروج في منطقة الدعتور لإتلاف اللحوم التي كانت مخزنة في براداته نتيجة وضع الكهرباء السيئ وارتفاع حرارة الطقس في فصل الصيف، وتساءل "من سوف يعوض خسارتنا هذا الموسم التي تفوق الملايين شهريا، لافتا إلى أن الوضع الراهن من غلاء معيشي وإغلاقات معظم المحال التجارية سوف يزيد من نسبة البطالة في المحافظة بالإضافة إلى تزايد جرائم السرقات نتيجة الفقر وسوء المعيشة".
وعند دخول أي مقهى شعبي أو كافتيريا يعتذر أصحابه عن تقديم المشروبات الباردة، مع العلم أن محافظة اللاذقية تعتبر من أهم المحافظات السياحية في سوريا، ويعتمد شبانها على موسم المقاهي صيفا وفي الأعياد والعطل الرسمية الطويلة، ولكن الكهرباء تسببت بخسائر يومية بالإضافة إلى فقدان الغاز وشراء الأسطوانة بـ 60 ألف ليرة سورية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، بحسب ما ذكر صاحب كافتيريا بمشروع الأوقاف.
الريف مظلم دائما
ويعاني الريف من انقطاع للكهرباء بشكل عشوائي ويتم وصلها ما بين 15- 30 دقيقة وقطع 4 ساعات متواصلة، مما تسبب للمزارعين وأصحاب برادات الخضار بخسائر الموسم الصيفي بكامله، وفساد وإتلاف مواد غذائية بملايين الليرات، بحسب مواطنين بريف القرداحة وجبلة.
في المنازل خسرت جميع العائلات المونة السنوية، حيث قالت لبنى وهي ربة منزل في جبلة:" لا يكفينا فساد المونة وإنما الأدوية فقدت فعاليتها، لافتة إلى أنها مريضة سكري ودواء الأنسولين يحتاج لحرارة منخفضة وحفظ بالثلاجة لكي لا يفقد فاعليته"، وأكدت على غلاء الأدوية الفاحش وصعوبة تأمينه.
ويقول صاحب محل لبيع العصائر في القرداحة أغلقه مؤخرا:"محافظة اللاذقية وريفها من أكثر المناطق ظلما فالتقنين الكهربائي عشوائي وجائر وتسبب بإغلاق كثير من المحال التجارية، مع العلم أنها محافظة سياحية وتتمتع بمناظر طبيعية تفوق الخيال بالإضافة إلى أنها محافظة الرئيس، ولكنها من أكثر المحافظات المنسية لدى سيادتو وسيادة حكومتو"، بحسب تعبيره.