كشفت صحيفة "الوطن" المحلية أن اتصالات عربية وروسية مستمرة "لضمان سيادة الأراضي السورية كاملة" قبل أي اجتماع مزمع عقده بين النظام السوري وتركيا في العاصمة العراقية بغداد، مشيرة إلى أن الاجتماع "لم يحدد توقيته ولم تنضج ظروفه حتى الآن".
ونقلت الصحيفة عن مصادر، وصفتها بالمتابعة، قولها إن "هناك اتصالات مستمرة مع موسكو وعواصم عربية تضمن أن يخرج أي لقاء مع الجانب التركي بتعهد واضح وصريح وعلني بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية وفق أجندة محددة زمنياً".
وقال المصدر إن "هذه ليست شروطاً مسبقة كما يحلو للبعض تسميتها، بل هي قاعدة أساسية يمكن البناء عليها للبحث في المتبقي من الملفات، مثل ملف دعم المجموعات الإرهابية، ومن المقصود بالجماعات الإرهابية وتعريفهم، وملف عودة اللاجئين، لا سيما في ظل التوتر الذي تشهده مدن تركية عدة، وما يقوم به أتراك متطرفون بحق اللاجئين السوريين من حرق وسلب لممتلكاتهم".
وتأتي معلومات صحيفة "الوطن"، المقربة من النظام السوري، قبل ساعات من لقاء مرتقب بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في العاصمة الكازاخستانية أستانا، حيث من المقرر أن يناقش الطرفان الملف السوري.
وسبق أن ذكرت "الوطن" أن اجتماعاً مرتقباً ستشهده العاصمة العراقية بغداد بين النظام السوري وتركيا، دون أن تحدد موعده، لكنها أشارت إلى أن الاجتماع سيكون "بداية عملية تفاوض طويلة، قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية".
وأكدت مصادر الصحيفة أن "خطوة إعادة التفاوض والحوار للتقريب بين أنقرة ودمشق، تلقى دعماً عربياً واسعاً وخصوصاً من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، كما تلقى دعماً روسيا وصينياً وإيرانياً".
رسائل متبادلة بين تركيا والنظام السوري
وشهدت الأيام القليلة الماضية، تبادلاً في الرسائل بين تركيا والنظام السوري، حيث عبر كل منهما عن رغبته بتحسين العلاقات مع الآخر والبدء بحوار ينهي القطيعة.
وفي تطور ملحوظ، أبدى رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال لقائه مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، الأسبوع الماضي، انفتاح نظامه على جميع المبادرات المرتبطة بتطوير العلاقات مع تركيا، واكتفى بالقول إنها يجب أن تكون "مستندة إلى سيادة الدولة السورية".
من جانبه، رد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالتأكيد على استعداد بلاده إقامة علاقات دبلوماسية مع بشار الأسد، معتبراً أنه "لا يوجد سبب يمنع إقامة العلاقات الدبلوماسية، وسنواصل تطوير العلاقات كما كنا نفعل في الماضي".
روسيا تستثمر انتخابات "قسد"
وفي وقت سابق، علم موقع "تلفزيون سوريا" من مصادر خاصة أن روسيا تعمل على استثمار الغضب التركي من الانتخابات المحلية التي تعتزم "قوات سوريا الديمقراطية" إجراءها في آب المقبل، لدفع مسار التقارب بين أنقرة ودمشق.
وتقول المصادر إن الجانب الروسي يجري اتصالات مع أنقرة ودمشق من أجل دفع مسار التقارب إلى الأمام، خاصة أن موسكو تلمّست رغبة تركية في تعزيز التنسيق بشأن سوريا، لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى موسكو، والمرونة التركية تجاه الوساطة العراقية.
وبحسب الرؤية الروسية، فإن العودة إلى طاولة المفاوضات بين أنقرة ودمشق يجب أن تكون بلا شروط من طرف النظام السوري، ثم يتم نقاش إعادة انتشار القوات التركية بشكل تدريجي، بعد بناء الثقة بين الجانبين.