أغلقت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، اليوم الأحد، كل المعابر التي تربط مناطق سيطرتها بمناطق سيطرة النظام السوري، وذلك في خطوة وصفها مصدر من "قسد" لـ موقع تلفزيون سوريان بأنّها "ردّ على التقارب بين أنقرة ودمشق".
وقالت مصادر من شركات نقل وتجّار لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "الإدارة الذاتية أخبرتهم، مساء أمس السبت، بإغلاق المعابر مع مناطق سيطرة النظام أمام حركة المسافرين بشكل كامل، وتعليق الحركة التجارية ونقل البضائع حتّى إشعار آخر"، من دون تحديد الأسباب.
- اقرأ أيضاً.. نظام الأسد يغلق المعابر مع "قسد".. ما السبب؟
وأشار مصدر من شركة نقل سياحية إلى "إلغاء كلّ الحجوزات للمسافرين، وذلك بسبب تلقيهم تعليمات بوقف الرحلات البرية من وإلى مناطق سيطرة النظام السوري".
وأصدرت "الإدارة الذاتية" تعليمات جديدة نصت على استثناء الطلاب والمرضى من القرار بشرط إرفاق الثبوتيات (بطاقة جامعيّة - تقرير طبي) للسماح لهم بالسفر بين مناطق سيطرة "قسد" والنظام، وفق ما أكّد المصدر.
وبحسب شبكات إخبارية، فإنّ "قسد" أغلقت معابر (الصالحية، الطبقة، التايهة)، التي تربطها بمناطق سيطرة النظام السوري في أرياف الحسكة والرقة وحلب، وسمحت فقط لطلاب الجامعات والمدارس بالعبور، مشيرةً إلى أنّ هذه الخطوة تأتي ضمن إجراءات أمنيّة استعداداً لـ"انتخابات البلديات"، في 18 تموز المقبل.
وصباح اليوم الأحد، شهد كراج "تل حجر" في مدينة الحسكة ازدحاماً شديداً للمسافرين من طلاب ومرضى، على خلفية إغلاق "قسد" منافذ العبور مع النظام.
إغلاق المعابر "لا علاقة له بالانتخابات"
مصدر من "الإدارة الذاتية" قال لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "قسد منزعجة ومتخوّفة من التقارب بين تركيا والنظام السوري، وستتخذ خطوات تصعيدية عديدة ضد النظام في حال استمرار هذا التقارب".
وأشار إلى أنّ "قرار إغلاق المعابر جاء رداً على الاتصالات والتقارب بين النظام وتركيا، وسيكون هناك خطوات للتضييق على إجراء انتخابات (مجلس الشعب) التابع للنظام، المزمع إجراؤها في 15 تموز المقبل".
وبحسب المصدر فإنّ سبب إغلاق المعابر غير مرتبط بـ"انتخابات البلديات" التي ستجريها "الإدارة الذاتية"، في 18 تموز المقبل، إنما بسبب التقارب بين تركيا والنظام السوري، والتمهيد لافتتاح معبر "أبو الزندين" في منطقة الباب شرقي حلب، والذي يربط بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة الجيش الوطني السوري، الذي تدعمه تركيا.
وتشعر "قسد" بقلق كبير من نتائج هذا التقارب على مستقبلها ونفوذها في مناطق شمال شرقي سوريا، في ظل التهديد التركي المستمر بشن عمليات عسكرية تستهدف "قسد" و"حزب العمال الكردستاني" في سوريا والعراق.
التقارب بين تركيا والنظام السوري "مؤامرة كبيرة"
أبدت "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا المرتبطة بـ"قسد"، اعتراضها على أي حوار أو تقارب مستقبلي بين النظام السوري وتركيا.
وقالت "الإدارة الذاتية" في بيان، أمس السبت، إنّ "تركيا تسعى وتقدّم يدها للنظام السوري على ساحة الدماء السورية (...)، هذه المصالحة وإن تمت فهي مؤامرة كبيرة ضد الشعب السوري بكل أطيافه".
وجاء بيان "الإدارة الذاتية"، بعد تصريحات للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التي أعرب من خلالها عن استعداد بلاده لإقامة علاقات دبلوماسية مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وكان أردوغان قد أطلق تصريحات مشابهة، في شهر تموز من العام الفائت، أبدى فيها استعداد بلاده للتقارب مع النظام السوري، بشرط استعداد الأخير لذلك.