أعاد المجلس الإسلامي السوري انتخاب رئيسه الحالي، الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي، لمنصبه من جديد.
جاء ذلك نتيجة جلسة تصويت أجريت خلال اجتماع المجلس السنوي، الذي انعقد يومي السبت والأحد، في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا، بحضور مئة وثلاثين عضواً من الهيئة العامة للمجلس.
وقال المجلس، في بيان، مساء الإثنين، إن الجمعية العمومية انتخبتْ في ختام الجلسات 21 عضواً لمجلس الأمناء الجديد، لدورة جديدة تمتد لعامين، وجرى عقد الاجتماع الأول لمجلس الأمناء الجديد، وقد تمّ فيه إعادة انتخاب الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي رئيساً للمجلس، وانتخاب نائبه وأمين السر والمتحدث الرسمي.
وحضر الجلسة الافتتاحية ممثلاً للشؤون الدينية التركية مفتي غازي عنتاب حسين هازرلار، ومنسق الشؤون الدينية في الشمال السوري عبد العزيز أكتان، ونواف التكروري رئيس هيئة علماء فلسطين، وسامر بيرقدار مدير لجنة الحج العليا، وهشام الخطيب مدير مكتب لجنة الحج العليا في غازي عنتاب، وعزام خانجي مدير منظمة مداد.
مَن هو الشيخ أسامة الرفاعي؟
ولد الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي في دمشق، عام 1944، وهو الابن الأكبر للعلامة الدمشقي الراحل الشيخ عبد الكريم الرفاعي، درس اللغة العربية وعلومها في جامعة دمشق وتخرّج فيها، عام 1971.
في عام 1981، هاجر الرفاعي إلى المملكة العربية السعودية بشكل قسري، هرباً من الحملة الشرسة التي خاضها حافظ الأسد - حينذاك - ضد الجماعات الإسلامية بتهمة الانتماء لحركة "الإخوان المسلمين"، والتي ترافقت بمجازر واسعة ارتكبتها ميليشيات النظام في حماة وحمص وحلب، وراح ضحيتها آلاف المدنيين.
انحاز الشيخ أسامة الرفاعي إلى صفوف الثورة السورية في الأشهر الأولى من انطلاقها، منتصف آذار 2011، وكان له دور بارز في مواجهة النظام السوري وميليشياته واحتضان المتظاهرين في مسجد والده عبد الكريم الرفاعي الذي كان يخطب فيه، في حي كفرسوسة وسط العاصمة دمشق.
وقف مع الثورة منذ اللحظة الأولى
ووقف الرفاعي في وجه رئيس النظام بشار الأسد ومخابراته عبر توجيه انتقادات لاذعة ونصائح مختلفة لـ"الأسد" ونظامه، من أجل وقف العنف ضد المتظاهرين، إلّا أنّ تلك المحاولات باءت بالفشل.
وتعرّض "الرفاعي" لمضايقات عديدة من "النظام" بعد رفضه الامتثال لأوامر مخابراته، وأبزر تلك الاعتداءت كان الهجوم الشهير لـ"شبّيحة النظام" على مسجد "الرفاعي" في كفرسوسة خلال ساعات الفجر من شهر رمضان (17 آب 2011)، والتي وصلت إلى ضرب الشيخ أسامة بسبب خطبه المعادية للظلم والطغيان الممارس من النظام، ما أدى إلى نقله لأحد مشافي دمشق، وانتقل عقب ذلك إلى تركيا وأعاد إحياء "رابطة علماء الشام" برئاسته، إلى جانب تكثيف دعمه ومناصرته للثورة السورية.
ورأس الرفاعي المجلس الإسلامي السوري منذ تأسيسه في مدينة إسطنبول، عام 2014، ليكون المرجعية الإسلامية والفقهية للشعب السوري الثائر ضد النظام السوري وميليشياته، ويضم المجلس نحو 40 هيئة ورابطة إسلامية داخل سوريا وخارجها.
كما يشغل الرفاعي منصب المفتي العام لسوريا، منذ تشرين الأول 2021، بعد إلغاء رئيس النظام بشار الأسد لهذا المنصب، وتجريد أحمد بدر الدين حسون من مهامه.