نقلت إسرائيل السياسي الفلسطيني والأسير البارز، مروان البرغوثي، إلى الحبس الانفرادي، بسبب مخاوف من قيامه بتنسيق انتفاضة في الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، نقل البرغوثي من سجن عوفر العسكري إلى العزل الانفرادي في سجن آخر، بدعوى وجود معلومات عن انتفاضة مخطط لها في الضفة الغربية.
وفي تغريدة عبر "تويتر"، قال بن غفير "أنا سعيد لأن مصلحة السجون الإسرائيلية تنفذ سياستي الواضحة للغاية تجاه الإرهابيين في السجون"، موضحاً أن مصلحة السجون قامت بنقل البرغوثي من سجن عوفر في بلدة بيتونيا غربي مدينة رام الله إلى العزل الانفرادي، من دون أن يحدد موقعه.
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن ذلك جاء في أعقاب معلومات عن انتفاضة مخطط لها في الضفة الغربية، مشدداً على أن "الأيام التي أدار فيها الإرهابيون السجون ولت".
من جانبها، قالت "القناة 13" العبرية إن البرغوثي نقل من سجن عوفر إلى العزل في سجن آخر، خوفاً من التصعيد، بعد أن تلقت مصلحة السجون معلومات تفيد بأنه يعمل على "التحريض وإشعال انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية المحتلة".
وذكرت القناة العبرية أن المعلومات التي وصلت إلى السلطات الإسرائيلية تفيد أن البرغوثي يعمل عبر عدة قنوات على إثارة الأوضاع في الضفة الغربية، في محاولة لتفجير انتفاضة ثالثة، على خلفية استمرار الحرب على قطاع غزة.
ليست المرة الأولى
وهذه ليست المرة الأولى التي تسارع فيها إسرائيل إلى نقل الزعيم البارز في حركة "فتح" وعضو لجنتها المركزية، في ظل تصاعد التوترات في الضفة الغربية المحتلة في أعقاب المداهمات والاعتقالات شبه اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية في البلدات والمدن.
وفي الأسابيع الأخيرة، عاد اسم البرغوثي إلى الواجهة وسط تكهنات بأن يكون أحد السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم بموجب محادثات الهدنة الجارية بين حركة "حماس" وإسرائيل.
تصاعد التوتر في الضفة الغربية
ويتصاعد التوتر في الضفة الغربية المحتلة في ظل مخاوف إسرائيلية من تفاقم الأوضاع خلال شهر رمضان، حيث يرى مسؤولون إسرائيليون أن حركة "حماس" تحاول الدفع باتجاه التصعيد الأمني في الضفة الغربية والقدس ومناطق الـ 48 المحتلة.
وصباح اليوم الخميس، اقتحم الجيش الإسرائيلي مدن طولكرم وبيتونيا ونابلس ومخيم شعفاط للاجئين، في حين أطلقت قوات الاحتلال النار على شاب في بلدة بيت أمر شمالي الخليل، وأصابت عشرة آخرين بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع.
ومنذ 7 تشرين الأول الماضي، اعتقلت إسرائيل أكثر من 7000 فلسطيني في أرجاء الضفة الغربية، بما في ذلك في رام الله والخليل وبيت لحم وسلفيت والقدس، وفقا لأرقام نادي الأسير الفلسطيني.
من هو مروان البرغوثي؟
مروان البرغوثي، 66 عاماً، هو سياسي فلسطيني وأحد أبرز الرموز الفلسطينية، وُلد في قرية كوبر بالضفة الغربية، ولعب دوراً محورياً خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، لتقوم السلطات الإسرائيلية باعتقاله إثر ذلك في العام 2002، حيث تلقى خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة.
وتعتبر إسرائيل مروان البرغوثي أحد أبرز المعتقلين لديها، وعلى هذا النحو، تنقله بانتظام بين سجون أمنية مشددة حيث يتعرض لظروف قاسية.
وعلى الرغم من سجنه، ظل مروان البرغوثي أحد أبرز المؤثرين في المشهد الفلسطيني، واقترح اسمه كبديل محتمل للرئيس الحالي محمود عباس، البالغ من العمر 88 عاماً.
وفي استطلاع للرأي أجراه "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية" في كانون الأول الماضي، حصل مروان البرغوثي على دعم أعلى من زعيم حركة "حماس"، إسماعيل هنية، بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، كرئيس جديد للشعب الفلسطيني.