ملخص:
- توالت ردود الفعل الدولية والإقليمية على اغتيال حسن نصر الله، مع غياب شبه تام للإدانات الرسمية باستثناء إيران ولبنان والعراق وفلسطين وروسيا.
- إيران والعراق أعلنتا الحداد، ودانت إيران العملية ووصفتها بأنها عمل إجرامي، بينما نعت المرجعيات الشيعية العراقية نصر الله.
- روسيا كانت الدولة الوحيدة التي دانت الاغتيال دولياً، محذرة من تداعياته على لبنان والشرق الأوسط.
- ردود فعل دولية أخرى مثل الولايات المتحدة وتركيا وفرنسا تحذر من تداعيات العملية على المنطقة.
توالت ردود الفعل الدولية والإقليمية على اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله، في ظل غياب شبه تام للإدانات الرسمية، لا سيما أن هذا الحدث يؤسس لمرحلة جديدة في المنطقة ويعد تطورا دراماتيكيا.
فيما عدا إيران، لبنان، العراق، فلسطين، وروسيا وحركات مثل حماس، أمل، وجماعة الحوثي، أحجمت معظم الدول العربية وفي الإقليم عن إدانة اغتيال نصر الله.
وظهر السبت، أعلن حزب الله مقتل أمينه العام بغارات إسرائيلية استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، مساء الجمعة.
تأكيد حزب الله مقتل نصر الله جاء بعد ثلاث ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي تمكنه من "القضاء" على نصر الله، بغارة جوية شنتها مقاتلات "إف 15" على هدف في منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لـ"حزب الله".
حداد في إيران والعراق
دانت إيران اغتيال نصر الله ووصفت العملية بأنها "عمل إجرامي وشنيع قام به الكيان الصهيوني باستشهاد الشهيد العظيم السيد حسن نصر الله، الذي أمضى حياته المباركة في الدفاع عن حقوق المظلومين والمضطهدين والوقوف ضد العدوان والظلم".
وأعلنت الحكومة الإيرانية "الحداد العام لمدة خمسة أيام في جميع أرجاء البلاد".
كما دان العراق الاغتيال وأعلن الحداد 3 أيام في البلاد بعد مقتل زعيم حزب الله، بحسب بيان من مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
واعتبر السوداني اغتيال نصر الله "جريمة تؤكد تعدي الكيان الصهيوني كلّ الخطوط الحمراء".
ونعت المرجعيات الشيعية في العراق حسن نصر الله، وقال مقتدى الصدر في تدوينة عبر "إكس": "وداعًا يا رفيق المقاومة والممانعة".
كما نعى المرجع الشيعي علي السيستاني حسن نصر الله، قائلاً إنه "كان أنموذجًا قياديًا قلّ نظيره في العقود الأخيرة".
أما دوليًا، فكانت روسيا هي الدولة الوحيدة التي دانت الاغتيال، حتى لحظة نشر هذا التقرير، وقالت الخارجية الروسية إن موسكو تدين بشدة اغتيال زعيم حزب الله، وحذرت من تداعيات ذلك على لبنان والشرق الأوسط بأسره.
الرئيس الفلسطيني يعزي "حزب الله"
قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، تعازيه إلى "حزب الله" باغتيال إسرائيل حسن نصر الله.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن عباس قدم التعازي لحزب الله اللبناني بمقتل أمينه العام حسن نصر الله.
وأضافت أن عباس قدم كذلك تعازيه الحارة للحكومة اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق، بمقتل الضحايا المدنيين الذين سقطوا نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم، واستمرار حرب الإبادة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.
الحريري وجنبلاط يعزيان بمقتل نصر الله
في لبنان، دان رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، اليوم السبت، اغتيال إسرائيل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، معتبرًا أن العملية "أدخلت لبنان والمنطقة في مرحلة عنف جديدة".
وقال الحريري وهو زعيم تيار "المستقبل"، في تدوينة على منصة "إكس": "نحن الذين دفعنا غاليًا من أحبتنا حين صار الاغتيال بديلاً للسياسة".
وأضاف، "رحم الله السيد حسن وأخلص التعازي لعائلته ورفاقه".
أما الزعيم السياسي اللبناني وليد جنبلاط، فقد كتب عبر منصة "إكس": "انضم السيد حسن نصر الله ورفاقه إلى قافلة الشهداء الطويلة على طريق فلسطين. أتقدم بالتعزية من حزب الله وجمهوره كما أحيي أرواح المدنيين الأبرياء".
ودانت "حركة أمل"، التي يقودها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري عملية الاغتيال، وقالت الحركة في بيان لها: "عهدنا للشهيد السيد نصر الله ولكل الشهداء أن نبقى الكتف على الكتف والقلب مع القلب، ولن يزيدنا القتل والعدوان إلا ثباتًا دفاعًا عن لبنان".
حماس تنعى نصر الله
نعت حركة حماس، السبت، الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، بعد إعلان اغتياله بغارات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، مساء الجمعة.
وقالت: "ننعى إلى شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية استشهاد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي ارتقى شهيدًا مع ثلة من القادة، في معركة طوفان الأقصى وعلى طريق القدس، دعمًا لشعبنا الفلسطيني ومقاومته في مواجهة العدو الصهيوني".
ووصفت حماس الهجوم الإسرائيلي بأنه "عمل إرهابي جبان، ومجزرة وجريمة نكراء تثبت مجددًا دموية ووحشية هذا الاحتلال الذي يتجاهل كل القيم والأعراف والمواثيق الدولية، ويهدد بشكل سافر الأمن والسلم الدوليين، في ظل الصمت والعجز الدولي".
وحملت الحركة إسرائيل والولايات المتحدة "المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة وتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة".
بدورها، قدمت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة حماس، السبت، تعازيها لجماعة "حزب الله" في مقتل نصر الله.
وأشادت "القسام" بمناقب نصر الله ومواقفه "التاريخية" منذ معركة "طوفان الأقصى"، بحسب وصف البيان.
ومن اليمن، أعلنت جماعة الحوثي الحداد 3 أيام وتنكيس الأعلام في مناطق سيطرتها، وفق بيان لرئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط.
وفي وقت سابق السبت، نعت الجماعة اليمنية نصر الله، معتبرة أن اغتياله "سيزيد الاندفاع نحو النصر وزوال إسرائيل".
ردود الفعل خجولة
قال الرئيس الأميركي جو بايدن السبت إن اغتيال حسن نصر الله بغارة إسرائيلية هو "إجراء يحقق العدالة لضحاياه الكثيرين، من بينهم الآلاف من المدنيين الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين".
وأضاف بايدن في بيان "الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله وحماس والحوثيين وأي جماعات إرهابية أخرى مدعومة من إيران".
ولفت إلى أنه وجه وزير الدفاع "بمواصلة تعزيز الوضع الدفاعي للقوات العسكرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط لردع العدوان وتقليل خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا".
بدوره، ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالهجمات الإسرائيلية على لبنان التي يروح ضحيتها مدنيون أبرياء، من دون أن يشير إلى مقتل حسن نصر الله.
وقال أردوغان، إن لبنان وشعبه "هما الهدف الجديد" لسياسة الإبادة الجماعية والاحتلال والغزو التي تنتهجها إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأضاف الرئيس أردوغان في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، السبت، "تسببت الهجمات الوحشية لإسرائيل خلال أسبوع في مقتل العديد من اللبنانيين بينهم أطفال".
وأردف في حديثه عن العدوان الإسرائيلي على لبنان: "لا يمكن لأي إنسان صاحب ضمير أن يقبل أو يبرر أو يشرعن مثل هذه المجزرة".
وأكد الرئيس التركي إدانته للهجمات الإسرائيلية على لبنان واصفًا إياها بأنها "غير إنسانية".
في حين، اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه أن الوضع في لبنان "في غاية الخطورة"، معربًا عن "قلقه حيال سلامة الفرنسيين في لبنان".
وأشار إلى أنه "لن أدلي بمزيد من التعليقات لأن الظرف غير مناسب اليوم"، مضيفًا: "نتابع هذا الوضع المأساوي ونقلق على سلامة مواطنينا هناك".