كشفت مواقع إعلامية محلية موالية أن جيش النظام السوري والقوات الرديفة له أجرت حملة تمشيط استمرت أياماً في عمق البادية السورية، المحاذية لبلدة الدوير التابعة لمدينة البوكمال شرقي محافظة دير الزور، لملاحقة عناصر وخلايا "تنظيم الدولة".
ونقل موقع "أثر برس" المحلي عن مصادر خاصة قولها إن عمليات التمشيط "كشفت عن غرف ومقار تتمركز بها المجموعات المسلحة في تلك المنطقة"، مضيفاً أن جيش النظام السوري "اعتمد في حملته على مختلف صنوف الأسلحة، مدعوماً بالطيران الحربي".
وذكرت المصادر أن عمليات التمشيط في بادية دير الزور "جاءت رداً على كمين نفذته مجموعات مسلحة في البادية القريبة من بلدة الدوير، وتسببت بمقتل 3 عناصر من القوات الرديفة لجيش النظام السوري"، مشيرة إلى أن "منفذي الكمين كانوا يستقلون سيارة دفع رباعي وُضع عليها مضاد رشاش، ورافقت السيارة دراجات نارية كانت تُقل المهاجمين".
وأوضحت المصادر أنه "في ريف حمص الشرقي نفذ سرب من قاذفات سلاح الجو التابع للنظام السوري والجيش الروسي المشترك غارات جوية مكثفة على كهوف تختبئ فيها مجموعات مسلحة في جبل العمور، وعلى خطوط وتحركات لهم من اتجاه منطقة التنف، إلى جانب استهداف مواقع يتمركزون فيها في بادية تدمر - السخنة، وبادية البشري ومعدان غربي دير الزور، وبادية الرصافة غربي الرقة".
الطائرات الروسية تحدد بقعا جغرافية استراتيجية
وسبق أن أفادت مصادر لـ"أثر برس" أن "طائرات استطلاع روسية حددت بقعا جغرافية استراتيجية عدة، منها محيط قاعدة التنف - جبال العمور التابعة لبادية تدمر - بادية الرصافة جنوب غربي الرقة”.
وأشارت المصادر إلى أن "الهدف من هذه العملية هو إبعاد خطر المجموعات المسلحة عن المناطق الاستراتيجية، واستهداف مراكز ثقلهم وقطع خطوط إمدادهم في المرحلة الثانية، وبالتالي تطورات الوضع الميداني على الأرض هي التي تتحكم بسير هذه العملية".
عشرات القتلى والمفقودين في كمائن "داعش" بالبادية
وفي 12 حزيران الجاري، قُتل وأصيب العشرات من عناصر قوات النظام السوري في كمين نفذه "تنظيم الدولة" في ريف حمص الشرقي، خلال حملة تمشيط في البادية كان يجريها جيش النظام السوري.
ونعت صفحات موالية عشرات القتلى من قوات النظام، قُتلوا في كمائن واشتباكات مع خلايا "تنظيم الدولة" في البادية السورية، بينهم ضباط كبار، عُرِف منهم كل من اللواء عبد الرحمن حورية، والعقيد ماجد يوسف موسى، والملازم حيدر أحمد رزق، والضابط علي يوسف خضور.
حملات تمشيط متتالية
وسبق كمين "تنظيم الدولة" أن أطلق جيش النظام السوري، بدعم من المقاتلات الروسية، حملة عسكرية ضخمة ضد خلايا التنظيم في البادية السورية، بهدف تمشيط المنطقة الممتدة من ريف حمص الشرقي وحتى الحدود السورية العراقية في ريف دير الزور.
وانطلقت الحملة من 8 محاور أساسية من منطقة الرصافة بمحافظة الرقة، وأثريا بريف حماة، والشيخ هلال بريف حلب، واشتركت فيها تشكيلات عسكرية من "الفرقة 25" و"الفرقة الرابعة" و"الحرس الجمهوري".
ودعمت تلك التشكيلات مجموعة من المدرعات والدبابات والعربات العسكرية، إضافة إلى حماية جوية مكثفة من السلاح الجوي التابع للنظام وروسيا، وبمشاركة حوامات "بي 52" الملقبة بـ"حوامة التمساح"، وفق الوكالة.
وقبل هذه الحملة بأيام، أطلق جيش النظام السوري حملة مشابهة، إلا أنها أُوقفت بعد أسبوع واحد رغم عدم تحقيق أهدافها، وذلك بسبب الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات النظام على يد خلايا "داعش"، فضلاً عن إرهاق العناصر المشاركين وتهرّبهم، خشية الاصطدام مع عناصر التنظيم.