أفادت وكالة أنباء النظام "سانا"، بأن فريقاً طبياً سورياً من مشفى "باسل الأسد" لأمراض وجراحة القلب في دمشق تمكن من علاج حالة نادرة تُعرف باسم "أم الدم الكاذبة"، وهي حالة تمدد كاذب في الأوعية الدموية، ظهرت لدى مريضة في البطين الأيسر بعد شهرين فقط من إجراء عملية تبديل صمام تاجي.
خطيرة ونادرة.. تفاصيل الحالة
من جانبه، قال مدير المشفى والمشرف على الحالة الدكتور راغب سليمان، بحسب ما نقلت "سانا"، إن المريضة كانت قد راجعت المشفى في وقت سابق من دون وجود سوابق مرضية، لكنها كانت تعاني من ارتفاع حروري وتعب عام تطور إلى ضعف في الأطراف السفلية ونوبات متكررة من الغياب عن الوعي.
وأضاف: "بعد تشخيصها بالتهاب شغاف إنتاني في الصمام التاجي، خضعت المريضة لتبديل الصمام التاجي بصمام معدني، إلى جانب علاجها بالمضادات الحيوية".
وبين الدكتور أن المريضة عادت بعد شهرين إلى المشفى بسبب ضيق في التنفس، وتم تشخيص حالتها بـ"أم الدم الكاذبة" باستخدام التصوير بالأشعة المقطعية والقثطرة القلبية، والتي أظهرت أن الشرايين الإكليلية سليمة.
وأشار إلى أن الفريق الطبي في المشفى أجرى على الفور جراحة دقيقة لاستئصال "أم الدم الكاذبة" وإغلاق فوهة التمزق في البطين الأيسر، باستخدام رقعة وخياطة متعددة الطبقات، مبيناً أن حالة المريضة بعد العملية، تحسنت وتخرجت من المشفى بحالة صحية جيدة.
كما ذكر الدكتور راغب سليمان أن الحالة الطبية تم توثيقها ونشرها في ورقة بحثية كحالة نادرة لـ "أم الدم الكاذبة" في البطين الأيسر ضمن مجلة محكمة دولياً.
"أم الدم الكاذبة"
وأم الدم الكاذبة (pseudoaneurysm) هي حالة طبية نادرة تُعرف أيضاً بتمدد الأوعية الدموية الكاذب، وتحدث نتيجة تجمع الدم بين الطبقتين الخارجيتين للشريان (الطبقة العضلية والبرانية). تنشأ هذه الحالة عادة بسبب إصابة تخترق جدار الوعاء الدموي، مما يؤدي إلى نزف وتجمع الدم بين هاتين الطبقتين.
وقد تكون أم الدم الكاذبة نابضة تشبه تمدد الأوعية الدموية الحقيقي (أم الدم الحقيقية). وينطوي تمدد الأوعية الدموية الحقيقي على ثلاث طبقات من الأوعية الدموية. بينما تحدث أم الدم المسلخة عندما يدخل الدم من تجويف الوعاء الدموي بين الطبقتين الداخليتين (بطانة الشريان، والعضلية). مما قد يسبب انسداد في مسار تدفق الدم.
أما الورم الدموي حول الأوعية هو تجمع من الدم من الخارج حول طبقات الوعاء الدموي الثلاثة (البرانية، والعضلية، وبطانة الشريان). ويمكن أيضاً أن يكون ذلك الورم الدموي نابضاً نتيجة كونه قريباً من الوعاء الدموي، ويمكن أن يختلط في التشخيص مع أم الدم الكاذبة، أو الحقيقية.