قال مسؤولون إيرانيون وأميركيون، الأربعاء، إن بلديهما سيستأنفان محادثات في فيينا هذا الأسبوع بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، غير أنهم هونوا من شأن التوقعات بحدوث انفراجة وحمل كل طرف الآخر مسؤولية التوصل إلى حل وسط.
وقال علي باقري كني كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين على تويتر قبل أن يتوجه إلى فيينا إن الكرة في ملعب الولايات المتحدة لإنقاذ الاتفاق، ودعا واشنطن إلى "إظهار قدر من النضج والتصرف بمسؤولية".
وأضاف "في الطريق إلى فيينا لدفع المفاوضات. تقع المسؤولية على أولئك الذين انتهكوا الاتفاق وفشلوا في الابتعاد عن الإرث المشؤوم".
Heading to Vienna to advance the negotiations. The Onus is on those who breached the deal & have failed to distance from ominous legacy. The US must seize the opportunity offered by the JCPOA partners’ generosity; ball is in their court to show maturity & act responsibly.
— علی باقریکنی (@Bagheri_Kani) August 3, 2022
"طهران تفاوضت بحسن نية"
وقال سفير إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي متحدثا بمقر المنظمة الدولية إن طهران تفاوضت بحسن نية لإحياء الاتفاق وألقى اللوم على واشنطن لفشلها في أن تضمن لإيران الحصول على الفوائد الاقتصادية للاتفاق.
وأضاف تخت روانجي أن "تحقيق هذا الهدف تأجل لأن الولايات المتحدة لم تقرر بعد تقديم ضمانات بأن إيران ستتمتع بالمزايا الاقتصادية المرتقبة طبقا للاتفاق".
وتابع "عندما تتخذ الولايات المتحدة القرار الصحيح فإن إيران بدورها ستتوقف عن إجراءاتها التصحيحية وستستأنف التنفيذ الكامل لإجراءاتها المتعلقة بالمجال النووي".
وقال مسؤول إيراني لوكالة رويترز، رفض نشر اسمه، إن المحادثات ستستأنف الخميس.
لا توقعات بإحراز تقدم
وقال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روب مالي إنه يستعد للسفر إلى فيينا، لكنه أوضح أنه لا يتوقع إحراز تقدم كبير.
وكتب على تويتر "توقعاتنا محدودة، لكن الولايات المتحدة ترحب بجهود الاتحاد الأوروبي وعلى استعداد للمحاولة بحسن نية للتوصل إلى اتفاق. سيتبين قريبا ما إذا كانت إيران مستعدة لذلك".
وقال مالي إن المحادثات ستمضي على أساس نص اقترحه مؤخرا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لإحياء اتفاق 2015 الذي قلصت إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات عنها.
"الأطراف تتخلى عن مسؤولياتها"
وقال هنري روما المحلل في مجموعة أوراسيا إنه يعتقد أنه من غير المحتمل إحياء الاتفاق المعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة هذا العام، وقدر الاحتمالات بنسبة 35 في المئة، وقال إن كل طرف من الطرفين لا يريد أن يكون هو من يتحمل مسؤولية نهاية الاتفاق.
وكتب روما في أحد التحليلات "لكل من الولايات المتحدة وإيران مصلحة قوية في الحفاظ على احتمالات التوصل لاتفاق بالرغم من أن الحكومتين مستسلمتان على ما يبدو لزواله في النهاية".
وأضاف "بالنسبة للولايات المتحدة، فإن التركيز المستمر على خطة العمل الشاملة المشتركة يؤجل التحول الفوضوي والمكلف نحو زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على طهران".
ومضى قائلا "بالنسبة لإيران، فإن استمرار الدبلوماسية، حتى لو كانت بلا طائل، يدعم الأسواق المحلية، ويعطل زيادة الضغوط الدولية، ويمنحها غطاء لمواصلة تقدمها النووي".
وفي 2018، انسحب الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب من الاتفاق، ووصفه بأنه متساهل جداً مع إيران، وأعاد فرض العقوبات الأميركية، مما دفع طهران إلى البدء في انتهاك القيود النووية المنصوص عليها في الاتفاق.
طهران أكملت تركيب ثلاث مجموعات من أجهزة الطرد
وفي أحدث مؤشر على تقدم برنامج إيران النووي، قال تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن طهران أكملت تركيب ثلاث مجموعات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة من طراز آي.آر-6 في محطتها لتخصيب الوقود في نطنز.
وبدا إحياء الاتفاق وشيكا في آذار بعد 11 شهرا من المحادثات غير المباشرة بين طهران وإدارة الرئيس جو بايدن في فيينا.
لكن المحادثات انهارت بعد ذلك بسبب عقبات من بينها مطالبة طهران بضرورة أن تقدم واشنطن ضمانات بعدم انسحاب أي رئيس أميركي من الاتفاق كما فعل ترامب.
ولا يمكن لبايدن أن يعد بذلك لأن الاتفاق النووي هو تفاهم سياسي غير ملزم وليس معاهدة ملزمة قانونا.
ومن النقاط الشائكة الأخرى مطالبة طهران واشنطن بشطب الحرس الثوري الإسلامي الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو ما استبعده بايدن.