icon
التغطية الحية

أكثر من مجرد فوز وصدارة.. من يحسم كلاسيكو الريال وبرشلونة؟

2022.10.15 | 16:21 دمشق

برشلونة وريال مدريد
هذه المواجهة تعني الكثير للميرنجي والبلوجرانا وليس فقط من أجل الفوز والانفراد بالصدارة
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

قد يبدو لقاء الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، مجرد مباراةٍ بين الطرفين لفضّ الشراكة على صدارة الليغا، والحصول على أفضلية في سباق الصراع على لقب الدوري الإسباني، إلا أن هذه المواجهة ستكون بمنزلة فرصة لكل فريق لضرب أكثر من عصفور بجحرٍ واحد.

تتجه الأنظار عصر اليوم إلى ملعب "سانتياغو برنابيو" معقل النادي الملكي، الذي يستضيف البارسا، في مواجهةٍ تستحوذ على اهتمام عشاق كرة القدم حول العالم.

أكثر من مجرد حسم للصدارة

قبل أن نخوض في نقاط ضعف وقوة الفريقين، فمن الضروري الإشارة إلى أن هذه المواجهة تعني الكثير للميرنجي والبلوجرانا، وليس فقط من أجل الفوز والانفراد بالصدارة.

برشلونة متعطش جداً للانتصار في الكلاسيكو، من أجل محو آثار الخيبة التي تعرّض لها، عقب تعادله الأخير على أرضه أمام الإنتر، والذي جعله بنسبةٍ كبيرة جداً خارج دوري أبطال أوروبا.

الفوز مهم للمدرب تشافي هرنانديز من أجل استعادة الثقة التي بدأ يفقدها، خاصةً مع اقتراب الفريق من توديع دوري الأبطال، بعدما كان عشاق النادي يمنّون النفس بتحقيق البطولة هذا العام، عقب تعاقد الإدارة مع عدة نجوم الصيف الماضي.

برشلونة وريال مدريد
ريال مدريد وبرشلونة

انتصار النادي الكتالوني في لقاء اليوم، مهم له أيضاً من أجل استعادة السطوة على الكلاسيكو من جديد، والتي تحققت في أيام الجيل الذهبي مع ميسي، خاصةً أن الريال فاز أربع مرات في آخر ست مواجهات بين الفريقين.

الكلاسيكو هو فرصة لبرشلونة من أجل اختبار اللاعبين الجدد بشكلٍ حقيقي، والتأكد من مدى قدرتهم على قيادة مشروع البارسا المستقبلي.

مكاسب ينتظرها الريال

ريال مدريد كذلك يدخل المواجهة لصيد أكثر من عصفور، حيث يطمح جاهداً للفوز بهذه المواجهة، بغية الثأر من نادي برشلونة الذي هزمه في عقر داره الموسم الماضي برباعية نظيفة.

الريال يريد الفوز من أجل استعادة الصدارة التي تمسك بها في أول ست مواجهات من الدوري، وخسرها في الجولتين الأخيرتين لصالح برشلونة.

النادي الملكي يرى أن فوزه بالكلاسيكو، يعني قدرته على البقاء متصدراً حتى بعد كأس العالم، كون المواجهات التي تلي الكلاسيكو ستكون أصعب على برشلونة مقارنة بمباريات الميرنجي.

سيكون لقاء اليوم فرصة حقيقية أمام كريم بنزيما لاستعادة مستواه، الذي فقده خلال الأسابيع الماضية، وليؤكد للجميع أن الكرة الذهبية المرشح للفوز بها بعد يومٍ فقط من الكلاسيكو، يستحقها عن جدارة.

لقاء الريال وبرشلونة، سيكون كذلك بمنزلة اختبار حقيقي لقدرات الحارس لونين، الذي يشارك في الكلاسيكو لأول مرة في تاريخه، كبديلٍ عن العملاق كورتوا المصاب، وفي حال قدّم لونين أداءً جيداً، سيصبح الحارس الذي يمكن أن يعتمد عليه الريال في قادم المواجهات، في حال غاب كورتوا.

أحد العصافير التي يرغب بضربها الريال كذلك في مواجهة اليوم، هي التأكد مئة بالمئة أن تشواميني الذي تعاقد مع الريال، هو فعلاً البديل الأمثل للصخرة كاسيميرو، خاصةً في حال وفى تشواميني بوعده قبل أيام، وساعد الفريق على الفوز بالكلاسيكو.

هواجس مقلقة للفريقين

يدخل ريال مدريد وبرشلونة الكلاسيكو، وهما يعانيان من بعض الهواجس التي تسبّب لهما القلق، حيث يعيش فريق المدرب تشافي، حالة نفسية وذهنية سيئة، بعد صدمة مباراتيّ إنتر ميلان، التي تنذر بخروج مبكر للبارسا من مجموعات أبطال أوروبا لموسم ثانٍ على التوالي.

يعاني برشلونة كذلك من الناحية البدنية، بعدما استنزف طاقته في أبطال أوروبا، واستراح ليومٍ أقل من ريال مدريد، وبالتالي سوء الحالة البدنية والذهنية للبلوجرانا، قد توثر على مستوى اللاعبين في الكلاسيكو.

برشلونة وريال مدريد
ريال مدريد وبرشلونة

هناك مخاوف كبيرة لدى برشلونة من خط دفاع الفريق، الذي فشل مؤخرًا بمنع المنافسين من تسجيل الأهداف، خاصةً بعد تعرّض أبرز مدافعيه للإصابة (أراوخو، كوندي، وكريستنسن)، ما اضطر تشافي للاعتماد على بيكيه وغارسيا، اللذين تسببا بالكثير من الأهداف ضد برشلونة.

ريال مدريد لديه أيضاً بعض الأمور المقلقة، وعلى رأسها غياب كورتوا "صمام الأمان"، والذي سينوب عنه لونين صاحب الخبرة الضئيلة، ما يُسبّب مصدر قلق لخط الدفاع.

غياب كورتوا سيؤثر على أفكار المدرب انشيلوتي، الذي كان لا يفكر كثيراً بتدعيم الدفاع، في ظل شعوره بالأمان مع وجود كورتوا، لكن غياب الحارس البلجيكي، سيدفع المدرب لتغيير شكل تعامله في رسم خطط الفريق.

يعاني الريال من غياب النجاعة الهجومية بعد فترة التوقف الدولي، حيث إن الفريق يسدد كثيراً ويسجل قليلاً، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى انخفاض مستوى بنزيما، الذي سجل 3 أهداف فقط خلال 5 مباريات.

أوراق رابحة

يتفوّق برشلونة هجوميًا ودفاعيًا على ريال مدريد في الدوري الإسباني؛ إذ سجل 20 هدفًا في ثماني مباريات في الليغا، ودخل مرماه هدف واحد، فيما سجل الريال مدريد 19 هدفًا، ودخل مرماه 7 أهداف.

يبقى النجم البولندي، روبرت ليفاندوفسكي، الورقة الرابحة بيد برشلونة، خاصةً أنه هداف الليغا وأبطال أوروبا، وممكن أن يُشكل خطراً كبيراً على دفاع الريال، خاصةً مع غياب الحارس كورتوا.

أما كتيبة الريال تدين بالكثير للجناح البرازيلي فينيسيوس جونيور، أحد أخطر أسلحة الميرينجي على مستوى التهديف وصناعة الفرص، حيث سجل 7 أهداف وصنع 4 لزملائه في 13 مباراة.

على عكس برشلونة، فإن الريال يدخل الكلاسيكو، وهو بحالةٍ بدنية وذهنية أفضل، حيث إنه منتشٍ بالتأهل للدور الثاني من أبطال أوروبا، وبنفس الوقت لديه يوم راحة أكثر، وقام المدرب بإراحة أفضل النجوم.

اللافت في قمة اليوم أن الفريقين يدخلان المواجهة، وهما يمتلكان حظوظاً متساوية تقريباً في الفوز، فكل من الريال وبرشلونة لديهما نقاط ضعف وقوة متكافئة، إضافةً إلى تساويهما حتى في النقاط على سلم ترتيب الدوري، على عكس مواجهاتٍ سابقة يكون فيها أحد الفريقين متفوقاً على الآخر في الترتيب والحظوظ، ما يعني أننا على موعد مع قمة كروية ممتعة للغاية.