أدى رفع النظام السوري لأسعار الأسمدة إلى زيادة تلقائية بأسعار المادة في السوق السوداء، ما تسبب بموجة غضب بين الفلاحين، معتبرين القرار ضربة للتوسع الزراعي في البلاد التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة ومستمرة منذ سنوات.
وحذّر رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين التابع للنظام محمد الخليف، من أن القرار الذي صدر بشكل مفاجئ ومن دون مشاورات سينعكس سلباً على الإنتاج الزراعي، خاصة بالنسبة لمحاصيل مهمة مثل القمح، وفق ما نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، اليوم الأحد.
وعلى الفور ارتفعت أسعار الأسمدة في السوق السوداء بعد قرار النظام، إذ إن الأخير عاجز عن تغطية حاجة السوق، سواء عن طريق معمل حمص أو حتى بالكميات المستوردة حالياً، بحسب الخليف، الذي لفت كذلك إلى أن أسعار المحاصيل الزراعية سترتفع خلال الموسم المقبل بسبب قرار النظام.
رفع سعر الأسمدة للمرة الثانية خلال 3 أشهر
وفي تشرين الثاني الماضي، أصدر "المصرف الزراعي التعاوني" التابع لحكومة النظام السوري قراراً برفع سعر مبيع الأسمدة بمختلف أنواعها للفلاحين، وذلك للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر.
ووفق القرار الصادر عن "المصرف الزراعي"، فقد ارتفع سعر طن سماد السوبر فوسفات من مليون و112 ألف ليرة إلى مليونين و50 ألف ليرة، وطن اليوريا من مليونين و400 ألف إلى ثلاثة ملايين ليرة، ونترات الأمونيوم من مليون ونصف إلى مليون و650 ألف ليرة.
ويتزامن قرار رفع سعر الأسمدة مع حالة نقص شديد في توفر المادة الذي خلق ظاهرة متاجرة وسوقاً سوداء، ولم يعد يفهم معظم الفلاحين ماذا يحصل ولا كيف يؤمّنون التمويل لشراء احتياجاتهم من الأسمدة، مع انتشار ظاهرة الأسمدة غير الفعالة (المغشوشة).