icon
التغطية الحية

أضحى السوريين في برلين: حلم العودة لا يغيب والمجتمع المحلي يتحفظ على الطقوس

2024.06.15 | 14:13 دمشق

عيد الأضحى في برلين
يحاول أبناء الجالية العربية أن يعوّضوا ما فقدوه من طقوس وعادات في بلدانهم من خلال خلق أجواء مشابهة لتلك التي يحملها العيد ببهجته في بلدانهم
برلين ـ سامي جمعة
+A
حجم الخط
-A

من بلد إلى آخر، تختلف العادات والتقاليد الخاصة بأجواء عيد الأضحى في برلين، ولكن يبقى العامل المشترك للمناسبة الدينية والاجتماعية هو التسوق وشراء الحلويات الشرقية من شارع العرب في حي نويكولن.

وعلى الرغم من سنوات الهجرة الطويلة والتي قاربت نحو عقد من الزمن، إذا ما اعتبرنا سنة 2015، هو عام وصول الموجة الكبيرة من السوريين إلى أوروبا وخصوصاً المانيا، إلا أن السوريين متمسكون بتقاليد عيد الأضحى.

ويصادف عيد الأضحى يوم عطلة نهاية الأسبوع في ألمانيا، وهذا من حظ الجالية العربية والإسلامية، لأنه وكما كل البلدان التي لا تعتبر الأعياد الإسلامية عطلاً رسمية، يكون يوم عمل، وبالنسبة للمدراس يوم دوام رسمي، إلا أن العُرف جرى بأن يعطل أبناء الجالية الإسلامية دون أي تبعات، ورغم ذلك يفضل بعض الأهالي إخطار المدرسة بأن عيداً أو مناسبة ما تصادف هذا اليوم.

ويحاول أبناء الجالية العربية أن يعوّضوا ما فقدوه من طقوس وعادات في بلدانهم من خلال خلق أجواء مشابهة لتلك التي يحملها العيد ببهجته في بلدانهم، وذلك من خلال شراء حلويات العيد والأضاحي، لخلق جو احتفالي وجعل الأطفال يعيشون شعور بهجة العيد.

فرصة للتواصل بين المجتمعات المختلفة

وصل أبو حكيم، فضل عدم نشر اسمه كاملاً، في العام 2015 إلى ألمانيا، بعد أن تم تهجيره من قريته شمال شرقي درعا، واليوم يكون قد أمضى نحو عشرين عيداً بعيداً عن أهله.

يقول لموقع "تلفزيون سوريا" إن "الأعياد والمناسبات الاجتماعية والدينية لنا كجالية عربية في ألمانيا فرصة للتعبير عن هويتنا وتقاليدنا الدينية والثقافية، والأهم أنها فرصة للتواصل فيما بيننا من جهة والتفاهم والتعارف بين المجتمعات المختلفة في أوروبا".

وأضاف أبو حكيم أن "الكثير من الأجانب يبدون اهتمامهم لمعرفة الكثير عن المظاهر التي تجعل من طقوسنا وأعيادنا مناسبات فريدة ومميزة".

من جانبه، يرى أحمد الصالح، القادم من قرية الحبوبة، أن "العيد في برلين له نكهة مختلفة إذا ما قارناه بالمدن الألمانية أو باقي العواصم الأوروبية، والسبب هو ارتفاع نسبة الجالية العربية في العاصمة الألمانية".

وأوضح الصالح أن "شارع العرب وكذلك شارع كارل ماركس بكل ما يحتويه من مطاعم ومقاهٍ عربية يكتظ خلال العيد بالجالية العربية لتبادل التهاني والمعايدات، وتنشط سوق بيع الحلويات مثل كعك العيد أو المعمول، الشيء الذي يشبه إلى حد كبير أجواء وتقاليد البلاد العربية".

وأشار أحمد إلى أن "حلم العودة إلى سوريا المحررة ما يزال يراودنا، ونعيش كل يوم على أمل العودة إلى سوريا خالية من ظلم الأسد، وعلى هذا الأمل يعيش أبناؤنا أيضاً، وسنعود لنبني سوريا من جديد وعندها تكون للأعياد طعمة ونكهة كما عهدناها من قبل".

المجتمع المضيف يتحفّظ على "الطقوس"

مطلع حزيران من العام الجاري، أجرت جامعة مانهايم الألمانية دراسة لقياس مدى التسامح تجاه تقاليد إسلامية في ألمانيا، والتي توصلت إلى أن بعض جوانب حياة المسلمين ومعتقداتهم وسلوكياتهم قد تقابل بتحفظات عندما يرى أتباع ديانات أو معتقدات عالمية أخرى أن مصالحهم الخاصة مهددة بها.

وركز البحث على ثلاث قضايا، وهي: منح عطلة خاصة للمسلمين في أعيادهم، وتقديم طعام حلال في المقاصف المدرسية، والمصافحة باليد.

وتمنح عدة ولايات ألمانية مثل برلين وهامبورغ وبريمن الحق للطلبة والتلاميذ المسلمين في التغيب عن المدرسة أو العمل مع حلول الأعياد الإسلامية، كما استحدثت هذه الولايات بعض التغييرات على سير العمل لموظفيها المسلمين في رمضان، فيما تعتمد بعض الولايات تطبيقات مماثلة للأعياد اليهودية ضمن القوانين الداخلية الخاصة بها.

ويشار إلى أن سلطات مدينة فرانكفورت، العاصمة المالية لألمانيا، كانت سمحت هذا العام، في سابقة هي الأولى من نوعها في كل أنحاء ألمانيا، بتعليق إضاءة خاصة احتفالاً بقدوم شهر رمضان حيث تم تركيب أهلّة ونجوم، وكتابة عبارة "رمضان كريم".

وبشأن الطعام الحلال في المقاصف الإسلامية، وجد الباحثون أنه في المجموعة التي اقترح عليها أن تقدم وجبات خالية من لحم الخنزير في مقاصف المدارس إلى جانب وجبات أخرى مراعاة للمسلمين، أيدت أغلبية قدرها 59% مثل هذا الإجراء.

ويقدّر عدد المسلمين في ألمانيا بنحو 5 ملايين شخص، أي نحو 6 % من إجمالي السكان، غالبيتهم أتراك أو من أصول تركية، ويزيد عدد العرب عن مليون، غالبيتهم من السوريين.