شكل ارتفاع سعر الذهب في سوريا ضربة لآمال وأحلام الشباب في الزواج والاستقرار، بعد أن تجاوز سعر غرام الذهب 500 ألف ليرة، إذ بات معظم العرسان يضطرون للاستدانة لشراء المحبس الذي وصل أقل سعر له مليون ليرة، في ظل الغلاء وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين.
ويستطيع المتجول في سوق الصاغة ملاحظة عيون الخاطبين وهي متسمرة أمام واجهة أحد محال بيع المجوهرات، بعد قراءة سعر الغرام الواحد من الذهب عيار 21، الذي وصل إلى 506 آلاف ليرة، متسائلين بحسرة: "من أين سنحصل على مبلغ يكفي لشراء محابس للخطبة وأقلها سيكون بمليون ليرة لكل محبس"، وفقاً لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري.
"سوق الذهب للفرجة"
وحول وضع سوق الذهب، أكد رئيس جمعية الصاغة في اللاذقية، مروان شريقي، أن الحركة غير مستقرة ولا أحد يعلم إلى أين تسير الأمور في سوق الذهب بشكل محدد، معتبراً أن معظم من يدخل السوق يكون بقصد الفرجة.
وأضاف شريقي: حتى العرسان معظمهم يضطر للاستدانة لشراء المحابس وسط هذا الغلاء، مبيناً أن أقل سعر محبس عيار 18 غراماً نحو 800 ألف ليرة، ويكون خفيفاً للغاية، والمحبس مثلاً وزن 20 غراماً يباع بـ10 ملايين ليرة، وهكذا حسب الوزن.
وأشار إلى أن هناك زبائن تنزل سوق الذهب للسؤال عن سعر المحابس وحينما يعرفون السعر يحسبون المدة التي ستمكنهم من جمع المبلغ لإتمام فرحتهم! ما يتسبب لهم بالإحباط.
إقبال على شراء الأونصات والليرات الذهبية
من جهة ثانية، ذكر شريقي أن هناك إقبالاً على شراء الأونصة والليرة الذهبية، ولكنها غير متوافرة بسبب عدم التصنيع حالياً لعدم وجود كميات من "الذهب الكسر" (أي ما يبيعه المواطنون للصاغة من مصوغات مشغولة) ما أوقف حركة التصنيع والدمغ حالياً في الجمعية.
وأوضح شريقي أن كلفة تصنيع الليرة الذهبية 200 ألف ليرة سوريّة في الوقت الحالي، وتباع بما يقارب 4.170 ملايين ليرة سوريّة، وغرام الذهب عيار 21 وصل إلى 500 ألف ليرة، مضيفاً أنه ارتفع نحو 20 في المئة عن الأشهر الثلاثة الماضية.
وبين أن ما يفعله بعض الزبائن من شراء الليرات الذهبية بقصد الحفاظ على قيمة العملة، ما هو إلا معلومة مغلوطة، وننصحهم بشراء القطع الذهبية الأخرى (الحلي) والتمتع بها بارتدائها بدلاً من شراء الليرات، فجميعها تخسر عند مبيعها نسبة الصياغة في الوقت الحالي.
ارتفاع نسبة عزوف الشباب عن الزواج في سوريا
وكان أستاذ كلية الآداب في قسم علم الاجتماع، أحمد الأصفري، كشف أن نسبة الشباب العازفين عن الزواج في سوريا تصل إلى أكثر من 60 في المئة بسبب المستقبل المجهول.