icon
التغطية الحية

أسعار مرتفعة ودخل محدود.. ركود غير مسبوق في الأسواق السورية مع اقتراب عيد الأضحى

2024.06.12 | 13:33 دمشق

أسعار مرتفعة ودخل محدود.. ركود غير مسبوق في الأسواق السورية مع اقتراب عيد الأضحى
سوق الحميدية في دمشق - أرشيفية AFP
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

تشهد الأسواق السورية ركوداً غير مسبوق، رغم اقتراب عيد الأضحى المبارك، وانتظار التجار هذا الموسم لكسر الجمود السائد في باقي فترات السنة.

وتبدو الحركة في أسواق جميع المدن والبلدات السورية اعتيادية، وتغيب كل مظاهر الاستعداد للعيد، وعلى الرغم من ارتفاع أعداد المتسوقين في ساعات المساء، إلا أن حركة البيع ما زالت ضعيفة، وفق صحيفة "تشرين" الناطقة باسم النظام السوري.

ويقول صاحب أحد محال بيع الألبسة في دمشق إن أغلب المتسوقين "يأتون للفرجة أحياناً، أو للسؤال عن الأسعار أحياناً أخرى"، موضحاً أن انشغال نسبة كبيرة من الأهالي بامتحانات أبنائهم التي تزامنت هذا الموسم مع قدوم العيد، حدّ كثيراً من الإقبال على التسوق والشراء.

وفي الوقت الذي أعرب به التاجر عن أمله بتحسن الحركة في الأيام القادمة، فإنه أقر بخشيته من أن تستمر حالة الجمود في الأسواق، بسبب ضعف القدرة الشرائية الأهالي.

وقال التاجر إن "شريحة كبيرة لم تعد قادرة على مجاراة أسعار الألبسة، والتي هي طبيعية قياساً بالتكاليف المرتفعة، ولكنها تعد مرتفعة إذا ما قورنت بمستوى الدخول المنخفض".

محال الحلويات ليست أفضل حالاً

أشارت الصحيفة إلى قيام أصحاب محال بيع الحلويات والمكسرات بالاستعداد للعيد من خلال تحضير مختلف أصناف الضيافة وعرضها بشكل يلف الانتباه، إلا أنه وبالرغم من ذلك ما تزال حركة الشراء ضعيفة.

ويعتبر صاحب محل لبيع الحلويات، أن الحديث عن ركود الأسواق "ما زال مبكراً بعض الشيء، إذ لا يزال هناك متسع من الوقت كي تستعيد الحركة عافيتها مع اقتراب العيد أكثر".

وأشار التاجر إلى أنه يحاول التنويع بين معروضاته من الحلويات بما يتناسب مع القدرة الشرائية، من خلال عرض أصناف بأسعار مقبولة تبدأ من 50 ألف ليرة للكيلو كبعض أنواع البرازق والغريبة والمعمول، إضافة إلى الحلويات المرتفعة الثمن التي يصل سعرها إلى 400 ألف ليرة وأكثر.

الأمل بالحوالات الخارجية لتحريك الأسواق السورية

يرجع السبب الرئيسي في حالة الركود هذه إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، وانخفاض دخل الأهالي، وتقنين الأنفاق ومنح الأولوية للمواد الأساسية مثل الغذاء والدواء.

وبلغ التضخم في أسعار الألبسة هذا الموسم مستوى قياسياً، حيث وصل إلى ما يقارب الـ100% مقارنة بالعام الماضي، فيما تراوحت نسبة التضخم بأسعار الحلويات ما بين 50 إلى 70%، وفقاً لما نقلت الصحيفة عن المحلل الاقتصادي عبد اللطيف أحمد.

وأكد أحمد أن "هذه الارتفاعات تعد قياسية، في الوقت الذي لا تزال القدرة الشرائية ضعيفة لدى كثيرين ممن لا يستطيعون مجاراة الارتفاع"، مشيراً إلى أن أغلبية الأسر باتت تتعامل مع الأمر بمبدأ الأولويات.

كذلك يؤكد أحمد أن غالبية الأسر السورية باتت تبحث عن "بدائل للتسوق تتناسب مع قدراتها المادية التي بالكاد تكفي لتغطية النفقات اليومية، ولم تعد تعير اهتماماً كبيراً للأعياد والمناسبات".

ورأى أن كسر الركود مرهون بتحويلات المغتربين، التي تسهم إلى حد كبير في تحسين القدرة الشرائية وضخ السيولة في الأسواق، وتوقع أن تزداد الحوالات الخارجية خلال الأيام القادمة دون أن يصل حجمها إلى ما كانت عليه خلال شهر رمضان وعيد الفطر.